مـــؤتمــر الـــحــــوار (اضحــــك علـــى الايـــام وابــرد مـــن الاوهـــــام )
يمني برس _ بقلم / علي السراجي:
خلال الجلسات الخاصة بالمؤتمر تم التطرق الى جميع النقاط الحساسة والتي تعيق الانتقال من المرحلة الانتقالية الى مرحله جديده تتسم بالوضوح والشفافية مع الخلاف والفشل الذي صاحب مسار عملية التفاوض والتفاهم الا ان معظم اللجان الاقل حساسيه انهت اعمالها وبنجاح وبصوره توافقيه ولم يبقي لها الا التصويت النهائي على مخرجاتها في حين لازلت الجان التي تتعلق بالنقاط الخلافية وذات الحساسية العالية محل صراع ونقاش ومنها على سبيل المثال القضية الجنوبية وقضية صعده وشكل الدولة وغيرها من النقاط والتي كانت تحتاج الى الدخول في عمليه نقاش يخضع للمعايير الأكاديمية والاجتماعية والثقافية لفتره زمنيه كافيه كفيله بوصول الجميع الى مرحلة التوافق وعدم الاستعجال في اتخاذ القرار فيها كونها محل الخلاف من البداية و الجميع يعلم ان الذهاب الى مؤتمر الحوار لم يكن بغرض حل المشكلة البيئية لليمن وضرورة التنمية واساليب التنمية مثلا والتي يتفق عليها الجميع في اليمن اطفالا ورجالا ونساء .
في ظل استعجال البعض واعتراض اطراف اخرى لا يمكن غير التأكيد على ان مؤتمر الحوار في مرحلته الابتدائية والتي تتمثل بالمرحلة الفاصلة والمحددة لمعالم المنعطف القادم والذي قد يكون منعطفا نحو الدولة المدنية التي حلم بها الجميع او قد يقود الى مربع الصراع والعنف بين الاطراف والمكونات السياسية وبالتالي لا يمكن القول ان الحوار قد انتهاء بل المرحلة القادمة هي بداية الحوار الفعلي والمتمثل بالتطبيق للمخرجات وعليه فان انهاء المؤتمر التحاوري دون تحديد مجريات ما بعد الحصول على مخرجات الحوار التوافقية يعد فشلا ذريعا يضاف الى قائمة الفشل اليمني المتمثل في تحويل جميع المخرجات للحوارات والدراسات والمؤتمرات الى الادراج في الارشيفات بحيث تصبح مجرد حبر على ورق كلف الملايين من الدولارات واضاع الوقت وشغل المواطنين والاعلام والاعلاميين وفي الاخير يتم عقد الجلسة الختامية بهذه الصوره وكان الأمانة العامة للحوار تسعي لختم هذه المسرحية وهي تقول وبصراحه (اضحــــك علـــى الايـــام وابــرد مـــن الاوهـــــام ) وتبرر استعجاله بأسباب معينه منها ( مـــش وقـــت يااااااااخي عيـــــــد ) .
وعليه يجب ان يتم رسم خارطة واضحه محددة التفاصيل والزمن تشرح اليه التنفيذ للمخرجات والطرق التي سيتم اتباعها ومعرفة المنفذين وانشاء لجان مراقبه ومتابعه لضمان التنفيذ الكامل والحرفي وعدم الاجتزاء لبعض المخرجات او التقديم والتأخير للبعض بصوره مزاجيه بل انشاء جدول يحدد اولوية التنفيذ بالاعتماد على الأهمية المعيارية للقضايا والمصلحة الوطنية مع العلم ان هذه اللجان قد تواجه الكثير من الصعوبات في تحويل المخرجات الى واقع ملموس نظرا للفرق بين الجانب التطبيقي والجانب النظري ولكنها ستكون قادره على التحديث والتعديل وبصوره توافقيه لكل المكونات بدلا من العشوائية والمزاجية من قبل جهة او مكون سياسي معين .
ونظرا لما تفتضيه المصلحة الوطنية فان الاستعجال في قطف ثمار مؤتمر الحوار قبل التأكد من نضوج جميع مخرجاتها وتحديد جميع المعالم والاتفاق على جميع النقاط ذات الحساسية العالية ومحل الخلاف سيؤدي الى اجهاض المؤتمر و انتاج مخرجات كسيحه غير قادره على تحقيق الامن والامان المطلوب منها بل قد تقود هذه المخرجات الى مرحلة الا استقرار السياسي من جديد وقد تؤدي الى عودة الصراع بين المكونات السياسية السابقة والتي لازالت تتحسر وتحاول الالتفاف على كل ما ينهي وجودها ويسلبها قوتها وقدرتها والتي تتمثل باللجان المنفذة لمخرجات المؤتمر والتي ستمتلك التفويض الكلي من الوطن والمواطنين والتي يجب ان تحصل على الدعم والتأييد المحلي والدولي .