خلّد القرآن الكريم رجال لم يكونوا أنبياء أو مرسلين لكنهم كانوا رجالا بمواقفهم القوية دفاعا عن دين الله ودعوتهم إليه رغم ما لاقوه من أذى قومهم كقصة حبيب النجار القادم من أقصى المدينة مسرعا لإنقاذ قومه.
تشابه كبير في قصة حبيب النجار القادم من أقصى المدينة وبين الرجل صالح الصماد القادم من أقصى اليمن، حيث الطبيعة النقية الخالية من كل ما يفسد الفطرة الإنسانية، فقد حمل كلاهما نفس مشروع الهداية الداعي إلى اتباع المرسلين الداعين إلى هدى الله.
من على منبر الجمعة برحاب الجامع الكبير بصنعاء وفي نفس هذا الشهر قبل عام كامل بالتمام في نهاية أبريل2017م خطب الرئيس الصماد مؤكدا أن النفير الذي ظهرت به قوى الباطل وتكالبهم على اليمنيين كشف عظمة المشروع القرآني الذي حمله أهل اليمن، واستفز كل قوى الباطل في الأرض من الولايات المتحدة و”إسرائيل” إلى عملائها في المنطقة وفي مقدمهم النظام السعودي.
الشهيد الحافظ للقرآن في قلبه قبل عقله دعا الأمة إلى أن تحمل وعيا بحقيقة أعدائنا من خلال القرآن الكريم الذي حفظة الشهيد في عقلة وقلبه وأن نعرف منهجية أهل الحق، وزيف أهل الباطل، فقد كثرت العناوين المزيفة التي يحملها المنتمين زورا إلى الإسلام كما هو حال الأنظمة العميلة لأمريكا و”إسرائيل” وليس لهم من الإسلام إلا اسمه.
وأبلغ الصماد الناس بحتمية الانتصار مهما كانت المعاناة والحرب العدوانية، قائلا لا تستطيع أي قوة أن تقف في وجه الحق، (إن انتصار الباطل لا يعني أنهم الحق وإنما لأن أهل الحق تخاذلوا أو لأن أهل الباطل تقمصوا دور الحق فانتصر الباطل).
عندما بلغ الباطل في اليمن ذروته برز رجال الرجال لمواجهته مصداقا للقول الله تعالى “وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ * اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ” كسنة إلهية أن يبرز هؤلاء لنصرة الحق، والقرآن هو من يرسم ويوضح طريق الحق، ولم يربط هؤلاء الرجال بفئة معينة.
ونبه إلى حقيقة واقعة أن الباطل متى ما وصل إلى قمة جبروته فيجب على الإنسان تحديد موقفه، حتى لا يجد نفسه يساق مع الباطل سوقا.
وعن زيف الباطل قال الصماد: “إنهم يدعون قتل اليمنيين حفاظا على مصلحة الأمة وحتى لا يبدلون الدين، وهو ذات منطق فرعون عندما قال وذكر ذلك القرآن الكريم “وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ ۖ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ”.
ذاك الرجل المؤمن حذّر الأنظمة الخليجية التي ارتمت في أحضان الأمريكان وتجاوزت حدود الله في الفتك بالمستضعفين واستخدموا نعم الله في غير ما أمر الله به، بأن ذلك الفتك وهذا الترف هي بداية وملامح تعذيبهم من قبل الله كما جاء في القرآن.
رحل عنّا حبيب هذا الزمان ” الصماد” مقارعًا للباطل مواجها له داعيًا إلى اتباع المرسلين الهادين بالحق، كما كان حبيب ذاك الزمان، لكن مشروع الحق لن يرحل أو ينهزم.