بجاحة واستغلال!
يمني برس – أقلام حره – بقلم / منى لقمان _______
ليس من الصعب أن تثير قضية تهم الناس في ظل الأوضاع المتردية في اليمن و كثيرون ممن يدعي شرف البطولة في محاربة الفساد يستغل ذلك لتحقيق مآرب أخرى ، الشواهد كثيرة والابتزاز أكثر
ليس هذا غريبا في دنيانا العجيبة لكن الغريب حقا والصادم حد المرارة ان بعض من يفعل ذلك هم ممن عرفناهم نشطاء وحقوقين وللأسف رموز ثورية شبابية – مع احترامي للشباب الأنقياء اصحاب الرسالة التغييرية والتصحيحية الجادة-وحتى تكتمل غاياتهم النبيلة للنهوض بالأوطان وتحقيق كرامة الإنسان يجب اولا أن يواجهوا هؤلاء المتسلقين والانتهازيين وبقوة واقول انهم بالقرب منهم كالوريد يسري في شريان طهرهم ليتلوث كل شيء ويختنق كل شيء بعبثهم القاتل!
ويجب أن يتبرأوا من أفعالهم وكتاباتهم وتصرفاتهم الدنيئة والمخزية!
أعزائي أصبح هذا السلوك الانتهازي مهنة تؤتي أكلها فعلا من أكثر من طرف وجهة وبوق .. تجد صاحب هذا السلوك البغيض يكتب منشورا ، يثير قضية..يجمع بعض الناقمين في مسيرة لايتعدى المشاركون فيها سوى قلة ، ينزل صور يجهز شعار سريع يصمم صورة مشوهة لشخص ما وصفحة تحريض بشبكة التواصل الاجتماعي وقد ينزل بعض الوثائق التي قد لاتكون لها صلة اصلا بالموضوع ولكن ليزيد الاثارة ثم يقوم بابتزاز صاحب الموضوع او صاحب الوظيفة ماديا ومع ضغط التشهير والشتم والتحريض يسقط كثيرون كضحايا لهذا “الامعة” ولهؤلاء ” البجحين” الذين يعيشون على ايذاء الاخرين واصبح البعض منهم محترفين بهذا الاجرام واثارة الزوبعة!
والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا يتم استهداف الأشخاص وليس الممارسات؟! لماذا تتم مهاجمة المناصب وليس الاجراءات؟! لماذا يستخدم اسلوب التشهير وليس العمل معا على وضع الحلول و المساهمة في التطهير؟!
لماذا يستخدمون السخرية و الانتقادات ولايقدمون المعالجات؟!
الجواب ببساطة انهم يسعون للاستحواذ على مناصب لصالح جهة ما أو شخص ما وليس بغرض معالجة الفساد بحد ذاته!
أما الفساد فهو في نظرهم لقمة عيش ومكسب هام ! ولا يفتر هؤلاء من ابتكار جميع الطرق للوصول لمبتغاهم من خلال السب والشتم ونشر الأكاذيب والاستهزاء وحتى استخدام الاساليب الدنيئة والتهديد وسفه الأفعال!
ينبغي ردع المغرضين بصرامة ومواجهتهم وفضحهم لما يقومون به من استغلال لالام ومعاناة الناس، فهم يثيرون قضايا ليس لمعالجتها بل للانتفاع منها!
بجاحة وتسلط وفساد أخلاقي مشين!
العمل نحو تغيير المنظومة الفاسدة بالبلاد أمر واجب على الجميع أما محاربة الفساد بالفساد فمرفرض جملة وتفصيلا لأنه ينتج مزيد من الفساد!
الاستهداف الشخصي يأتي بعواقب سيئة على المجتمع، يفرق بين الناس ويشتت التوجه ويغشي البصيرة ويحمل في طياته رسائل مخفية بين السطور وتهدف الى ابعاد النظر عما هو مهم لما هو سطحي وغير هام وهو فعل المفلسين “وديدنة أصحاب الالفين الريال والغرف المستأجرة والكيس القات المدعس” !
عيبه في حق كل من يشجع هذه التصرفات الطائشة حتى بمجرد عمل اعجاب عليها! فهؤلاء لم يعاصروا الحياة ولا يعرفون معنى الكفاح والنضال من أجل بناء النفس و الأوطان وهم وصمة عار في جبين الوطن ونسأل الله لهم ولأوطاننا العافية مما ابتلوا به أنفسهم وأوطانهم!
والحقيقة يقرأ هذه التصرفات الممنهجة الناس ويفهمونها وليسوا بمعزل عن فحواها والشعب ليس بغافل عما يعملون!
انه أسلوب جديد ودخيل علينا وخطير جدا لأنه يبث الكراهية تجاه الأفراد والطوائف والمؤسسات والشخصيات العامة من خلال نشر الفتن وتحوير الحقائق والتلاعب بمشاعر الناس واستثارة غضبهم
ويحرض على العنف تجاه الاخرين وقد ترتكب جنايات تصل لحد القتل بسبب هذا التحريض فهل من مستبصر يعي خطورة ما يفعل هؤلاء المتهورين بالوطن؟!
يجب على النشطاء والحقوقين والاعلاميين والمثقفين والشرفاء من ابناء ونساء الوطن التحذير والتنبه إلى خطورة ما يتداوله البعض عبر شبكة “الفايسبوك” وبعض الصحف من تهديدات ودعوات صريحة إلى العنف والشغب والاعتداء على الأشخاص والممتلكات تحت مسمّيات مشبوهة تستغلّ روح وطموحات الثورة الشعبية استغلالا مقيتا ولاينتج عن ذلك سوى إثارة الفوضى والتحريض على العنف وزعزعة الاستقرار في البلاد والمساس بالأمن العام وتعطيل سير المصالح العمومية والتعدي على حقوق المواطنين وما ينتج عنه من الاحتقان السياسي المكتظ بالتحديات الجسيمة.
كما يجب على الجهات المعنية وبشتّى الوسائل الكشف عن هذه العناصر المخرّبة والداعمين لهم والواقفين وراءهم وإحالتهم على العدالة لمقاضاتهم طبقا لما يقتضيه القانون فأرواح الناس لاتهاون فيها والتحريض هو السبب الرئيس للقتل والعنف!