تساؤلات تبحث عن أجابه؟ ..بقلم : أحمد يحيى الديلمي
يمني برس – خاص :
تعالت الزغاريد وعم الفرح ، وتبادل أعضاء فريق الحقوق والحريات التهاني ، وصفق الحضور جميعاً بعد التصويت وذلك بخصوص التصويت على تحديد سن الزواج ب18 عاماً. فالمادتان التي كانتا محل خلاف بين أعضاء الفريق والمعروضة من لجنة التوفيق ، والتي تم التصويت عليها نصتا على : يحدد سن الزواج ب18 عاماً لكلا الجنسين (القرار رقم 21) ، ويحدد سن أدنى لزواج الفتاه ب18 عاماً ، ويعاقب كل من يخالف ذلك (القرار رقم 48).
إلى هنا ومازالت الكلمات أعلاه تتراقص وتشارك أعضاء الفريق فرحتهم ، باعتبار ذلك يمثل انتصاراً للقوى المدنية وكل المدافعين عن حقوق الإنسان ، ولكل صغيره تحلم باللعب في وطن ينُعم بالأمن والاستقرار.
وهذا كلام جيد وايجابي ويبشر بالخير للشباب والفتيات ، ولكن من يضمن ذلك ؟
فقد تتعرض الفتاه اليمنية للقتل قبل ان تصل إلى سن ال18 ، أو حتى البالغة سن ال18 عاماً !
فليس غريباً ان تتعرض الفتاه اليمنية للقتل جراء غارات الطائرات الأمريكية بدون طيار بذريعة ان تلك الفتاه “إرهابيه” أو تقطن قرية فيها إرهابيين !
وليس غريباً ان تتعرض الفتاه اليمنية للقتل (إثناء سفرها مع عائلتها ) في الطرقات التي تأوي عصابات قطاع الطرق لاسيما وان مثل هكذا عصابات لا يفرقون بين الرجل والفتاه إثناء ارتكاب جرائمهم البشعة بحق المسافرين الأمنيين!!
وليس غريباً ان تتعرض الفتاه اليمنية للقتل في المنزل التي تسكن فيه (بعد ان قررت الاعتكاف في المنزل نظراً للانفلات الأمني الموجود ، وانتشار العصابات والمليشيات المسلحة التي تقتل المواطنين بدم بارد ودون عقاب) جراء سقوط طائرات السوخواي على المنزل التي تسكن فيه !!!
وليس غريباً ان تتعرض الفتاه اليمنية للقتل برصاص مسلحين إثناء ذهابها إلى المدرسة أو الجامعة التي تدرس بها !!!!
وليس غريباً ان تتعرض الفتاه اليمنية للقتل جراء اختناقها بدخان المواطير التي تولد الكهرباء في ضل عجز حكومة المحاصصه “حكومة باشمعه” من ضبط ومعاقبة المدعو ” كلفوت ” !!!!!
وليس غريباً ان تتعرض الفتاه اليمنية للقتل وهي عروس في موكب زفافها برصاص مرافقي الشيخ نظراً لان موكب زفافها تجاوز موكب زفاف بنت الشيخ!!!!!!
أنا هنا لا وأقلل من أهميته قرارات ومخرجات مؤتمر الحوار واسخر منها، بل على العكس من ذلك تماماً فواقع الحال قد اثبت طوال مدة انعقاد مؤتمر الحوار ان المتحاورين يتحاورون في واد ، والمواطن اليمني يعاني – ومازال يعاني ويعاني – من إجرام وفساد وعجز حكومة ما يسمى بالوفاق !.
ولكن تبقى هناك تساؤلات تبحث عن أجابه أبرزها :
هل ستتوفر ضمانات حقيقية تكفل للشباب (البالغ من العمر 18 عاماً )، والفتيات على وجه الخصوص العيش بأمان وطمأنينة لاسيما وانهم يعيشون في وطن منهك ومنتُهكه سيادته الوطنية ؟
هل هناك ضمانات تكفل لليمنيين تطبيق تلك قرارات ومخرجات مؤتمر الحوار في الواقع العملي ، وتوافر نوايا صادقة من جميع المتحاورين للمُضي قدماُ نحو الوصول إلى الدولة المدنية الحديثة ؟ ام ان تلك القرارات والمخرجات ستضل حبراً على ورق؟
وهل سيشارك جميع المتحاورين في رسم وصياغة خارطة طريق لتنفيذ تلك المخرجات بغية الوصول إلى الدولة المدنية الحديثة ؟