هذا ما يخططه كبار آل سعود في ظل التكتم على وضع “بن سلمان” ؟!
يمني برس|
نشرت وكالة الأنباء السعودية “واس” يوم الأربعاء الماضي عدة أخبار عن نشاطات نسبتها الى ولي العهد محمد بن سلمان لتكون قد ردت بذلك على التقارير التي زعمت إصابته بعدة طلقات نارية خلال حادثة الهجوم المسلح الذي وقع في حي الخزامى، حيث نشرت (واس) صوراً لمحمد بن سلمان، خلال ترأسه اجتماع مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، وخبر اتفاق الرئيس الفرنسي ماكرون وبن سلمان على موعد عقد مؤتمر بخصوص اليمن في باريس، لم تنقله وتدرجه أي وكالة أنباء غربية ولم يذكره الاليزية ايضاً، ما يزيد من الشكوك حول حقيقة اتصال ماكرون بمحمد بن سلمان وليس بشقيقه الذي شارك في استقبال وزير الخارجية الامريكي بومبيو الاسبوع الماضي نيابة عن ولي العهد .
المراقبون للشأن السعودي يشككون في مصداقية الأخبار المنتشرة عن نشاطات ولي العهد خاصة وأن خبر ترأسه اجتماع مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية ليس موثقا بفيديو كما هو معتاد ما يؤكد الفبركة وأن تكون ربما الصور قديمة، وولي العهد لم يظهر بشكل مباشر-الا مرة مشكوك بها حيث لم يسلط عليه الصورة- منذ أحداث إطلاق النار التي وقعت في حي الخزامي بالعاصمة الرياض الشهر الماضي (23/4/2018)، بالقرب من أحد القصور الملكية، والتي قالت شرطة الرياض إنها لاحظت تحليق طائرة لاسلكية ترفيهية صغيرة ذات تحكم عن بعد من نوع “درون” فتعاملت معها وأسقطتها، خلاف ما كشفته التقارير السرية من أنه تم تبادل لإطلاق النار بين مهاجمين بسيارات رباعية الدفع تحمل مدافع من عيار 50ملم على القصور الى جانب وقوع اشتباكات داخل قصر ولي العهد قبل أن تتدخل فرقة خاصة من قوة بلاك ووتر لانقاذه ووالده ونقلهما الى جهة مجهول .
غياب محمد بن سلمان المشكوك عن مراسم تخريج فوج من ضباط كلية عبد العزيز زاد من شكوك إحتمال موته أو أن اصابته خطيرة جداً، حيث أناب عنه حاكم الرياض فيصل بن بندر بن عبد العزيز في حضور مراسم تخريج دفعة جديدة من ضباط الكلية، وفق ما اعلنته وزارة الدفاع السعودية على موقعها الاعلامي من دون أن تذكر سبب غياب وزير الدفاع عن هذه المراسم التي من المفترض ان يكون هو القائم على برامجها، في الوقت الذي كان يحضرها على الدوام خلال العامين الماضيين.
مارجريت برينان كبيرة مراسلي الشؤون الخارجية والبيت الأبيض في شبكة «سي بي إس نيوز» الأمريكية، كشفت نقلاً عن ضابط كبير في الحرس الوطني السعودي مقرب من الديوان الملكي السعودي قوله “أن هناك مشاورات تجري بين حكماء وكبار الأسرة الحاكمة لتنصيب الأمير متعب بن عبدالله بن عبد العزيز ولياً لولي العهد ووزيراً للدفاع للحفاظ على تماسك أسرة آل سعود من الإنهيار بعد إختفاء محمد بن سلمان في ظروف غامضة” والعمل على شد اللحمة الأسرية بعد أن فتتها نجل سلمان بتهوره وأعماله الصبيانية والتصعيد ضد الأمراء وأعتقالهم ومصادرة أموالهم والتي تمت كلها بإستشارة محمد بن زايد، مضيفاً أن كبار الأسرة السعودية الحاكمة وفي مقدمتهم المعارضين للحرب على اليمن، وممن يخالفون تصدي نجل سلمان العرش؛ باتوا يخشون على إنهيار مملكة آل سعود من الداخل بسبب السياسة الصبيانية التي طغت على حكم “سلمان” المصاب بالزهايمر من قبل نجله محمد. أندرياس كريغ المستشار السابق لحكومة قطر وخبير شؤون الخليج في كلية كينغز في لندن، كشف قبل أشهر عن دوافع أزمة الحصار على الدوحة بالقول: حتى وقتٍ قريب، كانت علاقة الأمير السعودي على ما يرام مع الأمير الحاكم في قطر.
لكن لأنّ قطر والإمارات متضادين بـ 180 درجة، كان على السعودية أن تختار، وحيث أن لولي عهد ابوظبي محمد بن زايد تأثير كبير على ولي العهد السعودي وإستجابة للرغبة الاماراتية دخلت الرياض كشريك استراتيجي في المقاطعة الخليجية ضد الدوحة، ما يدلل مدى تاثير محمد بن زايد على نجل سلمان الذي ينعته وينعت الأسرة السعودية الحاكمة بأنهم حفنة أغبياء جهلاء حمقى – وفق الرسائل التي سربتها مجموعة القرصنة التي تسمى “غلوبال ليكس” من البريد الإلكتروني للسفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة، حيث لم تنف أبو ظبي الموضوع بعد .
العتيبة يؤكد في رسائله بكل وضوح بأن استلام محمد بن سلمان لولاية العهد يعد فرصة لا تتكرر أمام الإمارات لوضع بصمتها على الجارة الأكبر منها بكثير، وبلوغ الإنتقام الذي يصبوا اليه محمد بن زايد بعد عداوة وكراهية بين الأسرتين تعود الى قرنين من الزمن، وإن ما سرّب ضمن ويكيلكس يكشف ما هو أهم، وقد كشفت إحدى الوثائق عن شتائم وجهها بن زايد لوزير الداخلية السعودي السابق نايف بن عبدالعزيز والذي وصفه بـ”القرد” أمام مسؤول أميركي.
لقد تقاطعت طموحات ومصالح بن سلمان مع ولي عهد أبو ظبي أكثر مما تكون مراعاته لمصالح الأسرة السعودية الحاكمة، والرجل الذي يحتاج الى مساعدة بن زايد هو بطبيعة الحال أكثر استعداداً للتنازل عن أبناء عمومته وحتى أخوانه لإعتلاء العرش وما متعب بن عبد الله ومحمد بن نايف وغيره ممن أزاحهم من مناصبهم أو أذاقهم شر التعذيب والإحتقار إلا نموذجاً لهذا الإنصياع شاب آل سعود الذي ينتظر بكل شغف لحظة تنصيبه العرش.. مراقبون يؤكدون أن بين الإمارات والسعودية ملفات خلافية عالقة وهي غير بسيطة، منها نزاعات حدودية على أراض غنية بالنفط تعتبر أبو ظبي أنها من حقها. قبل إعفائه من منصبه كولياً للعهد كان محمد بن نايف قد وجه رسالة لعمه سلمان بن عبد العزيز، تحدث فيها حول ما وصفها بـ”المؤامرة الخطيرة” التي تلعبها دولة الإمارات وتحديداً ولي العهد محمد بن زايد، وقال “إن الإمارات لعبت دوراً حاسماً في الخلافات بينه وبين أبن عمه محمد بن سلمان، وأن محمد بن زايد يخطط لاستغلال علاقته الوطيدة بترامب وأن السعودية ستصبح ألعوبة بيد الإمارات – حسب ما نشرته صحيفة “إندبندنت” البريطانية.
يبدو أن العتيبة يعكس وبوضوح في المراسلات الخاصة بشأن طموحات محمد بن زايد لقيادة المنطقة، مع مارتن إنديك السفير الأميركي السابق لدى تل أبيب، وكذا مع إليوت أبرامز، وهو مسؤولٌ أميركي سابق مشهور بتبنيه آراء تيار المحافِظين الجدد حول الكيان الاسرائيلي؛ وناقش ما وصفه “براغماتية” الأمير السعودي.. وكتب العتيبة: “لا أعتقد أنَّنا سنرى قائداً أكثر براغماتية من محمد بن سلمان في السعودية، وهذا هو السبب في كون الانخراط معه مهماً للغاية بالنسبة للإمارات، وسيؤدي الى أكبر قدر من النتائج التي يمكن أن نحصل عليه قط من السعودية”- وفق ما أكدته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية التي قالت أن محمد بن زايد ساعد في تنظيم زيارة الرئيس الأميركي للسعودية، نقلاً عن داني سيبرايت، المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأميركية ورئيس مجلس الأعمال الأميركي الإماراتي.