إذاعة سام اف ام .. إذاعة رمضان
تحقيق صحافي للإعلامي والكاتب/ أحمد محمد القمري
____________________
كلّ عام ومع قدوم شهر رمضان الكريم تستعد العشرات من الإذاعات الرسمية والخاصة لخوض سباق محموم لاجتذاب أكبر نسبة من المتابعين والمعلنيين في ذات الوقت، خصوصاً بعد أن أصبح الأثير العام متاحاً للجميع، وهناك 24 إذاعة محلية تتنافس على الفوز برضى المستمع والذي لم يعد إرضاؤه بالأمر السهل؛ فالخيارات التي أتاحها تعدد الأثير وضع الإذاعات اليمنية عموماً أمام تحديات صعبة للفوز بأكبر قدر من المتابعين، طبعاً لن يكون هناك لجان تحكيم ولا مُحكَّمون لتقييم الأفضل والأجود بين الإذاعات والبرامج التي تبثها، ولكن هناك مستمعٌ ومتابع سريع الملل يبحث عن الجديد والمتميز الذي يلبّي رغبته، كما أن في متناول يده جهاز راديو يقلّب موجاته الأثيرية بكل سهولة ويسر، وهذه هي معادلة التحكيم الحقيقية التي جعلت من الخيارات الأثيرية المفتوحة فرصةً للمنافسة التي تفضي إلى رفع مستوى الجودة ورقيّ المضمون، فكلما استطاعت أي إذاعة أن تتميز وتجدد وتطور برامجها بمختلف القوالب والأشكال فحتماً ستحصد أكبر قدر من المتابعين لذبذبات أثيرها وبرامجها المختلفة .
وفي غمرة هذا السباق والتنافس المحموم يظل التميز والإبداع الأثيري هو الحَكَمُ الوحيد لتجاوز هذه التحديات التي دفعت بعض الإذاعات لضخّ ميزانياتٍ تمويلية لبرامجها، غير أن السؤال يبدو هنا أكثر وجاهة : هل أفضى ذلك إلى التميز أم لا؟! فالتميز الأثيري ليس باحتواء الخارطة البرامجية على قائمة طويلة من البرامج، ولكن على ماهية ومضمون تلك البرامج والرسائل والأهداف التي توصلها وتجد طريقها إلى قلوب الناس ويتلهفون شوقاً وانتظاراً لمواعيد بثها .
وهو ما وضع إذاعة الحكمة اليمانية سام اف ام أمام تحدٍّ كبير ليس من السهولة تجاوزه إلا بجهود جبارة وتخطيط مدروس يستوعب معطيات الواقع الراهن وخصوصية المرحلة واستنفار الطاقات والملكات الإبداعية؛ من أجل صنع التميز والجديد الحصري الذي يليق بمكانتها ويلبي طموح وتطلعات متابعيها وعشاق أثيرها داخلياً وخارجياً والذين يعلم الله وحده كم حجم تعدادهم السكاني .
ورغم استعار التنافس وحدته لهذا الموسم الرمضاني للعام ١٤٣٩هـ/٢٠١٨م ومُضِيّ النصف الأول من الشهر الكريم لم تكن إذاعة سام بمعزلٍ عن هذا السباق، بل كان لها – وبشهادة عشاق ومتابعي الأثير الإذاعي – جوادُها الجامحُ بصهيل التميّز الأثيريّ والإبداع البرامجي؛ حيث يوكد إسماعيل المتوكل رئيس مجلس إدارة شركة سام للبث الإذاعي والتلفزيوني أن مؤسسة سام اف ام الإذاعية حرصت على إعداد وجبات برامجية نوعيّة تستهدف كل شرائح المجتمع اليمني وتلامس همومَه في ظلّ العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على اليمن الذي دخل عامه الرابع، وايضاً تتلاءم وتتناسب مع روحانية هذا الشهر الفضيل، حيث شملت مختلف الأنماط والأشكال البرامجية المتنوعة، وأضاف أن حجم الأصداء والمتابعة في النصف الأول من رمضان ممتازة خصوصاً مستوى التفاعل من الجمهور المتابع مع حملات الدعم والمساندة الشعبية لأبطال الجيش واللجان الشعبية المجاهدين في كل جبهات مواجهة العدوان وباختلاف طبيعة مهامهم، وهو ما يؤكد أن كل برامج الخارطة الرمضانية بإذاعة سام اف ام توصل رسائلها وتحقق اهدافها بكل جدارة واقتدار بتوفيقٍ من الله تعالى .
من جانبه أوضح حمود محمد شرف المدير العام لإذاعة سام اف ام أن الاذاعة كما عوّدت المستمعين على التميز على مدار العام هي أيضاً تحرص على أن تكون دورة رمضان البرامجية أكثر تميزاً وإتقاناً، مشيراً إلى خصوصية إذاعة سام والتي تكمن في دورها الجهادي والتعبوي الذي تؤديه في مواجهة العدوان والحفاظ على الهوية اليمنية الخالصة، وقال إن الخارطة البرامجية الرمضانية لهذا العام دُرست بعناية فائقة وشملت العديد من المضامين ذات الأبعاد المختلفة والأساليب المتنوعة من الريبورتاج، إلى السرد، إلى الدراما والحوارات الفكرية والثقافية والأدبية والترفيهية، إلى اللقاءات الميدانية التي لم تستثنِ كل جبهات المواجهة، موضحاً أن الخارطه الرمضانية ازدانت هذا العام بجهابذةٍ من الهامات الوطنية والإعلامية التي ميّزت إذاعة سام في الوقت الذي وجدت في أثير هذه الإذاعة متسعاً لأفكارهم ومتنفساً لإبداعاتهم، من تلك الهامات الأستاذ والشاعر الكبير عباس علي الديلمي في برنامجه “صيد الخاطر”، والأستاذ الإعلامي المخضرم حسين مطهر عقبات في برنامجه “نفحات إيمانية”، والأستاذ السياسي والإعلامي والكاتب الكبير أحمد الحبيشي في برنامجه “مع أحمد الحبيشي”، والإعلامي المبدع أحمد محمد القمري في برنامجه “مرافئ الأرواح”، كما أكد أن سام اف ام في رمضان قدمت باقةً برامجية متميزة ومشوّقة بتنوعها المواكب لمجريات الأحداث وتداعياتها بقالبٍ جديد في الشكل والمضمون، ففي الدراما بثت وتبث الاذاعة المسلسلَ التاريخي “شموسٌ لا تنطفئ” للكاتب والإعلامي الكبير علي أحمد السياني، والذي يعد أحد أهم المسلسلات الدرامية التاريخية التي أنتجها مركز الإعلام الثوري، وأيضاً المسلسل الدرامي الساخر “أضغاث سلمان” للفنانين القديرين محمود خليل ويحيى سهيل، كما شملت الخارطة عدداً من البرامج المتميزة؛ منها برنامج “قرآنيون” للدكتور المجاهد أحمد مطهر الشامي، وبرنامج “ذاكرة العدوان والانتصار” والذي يعده ويقدمه الإعلاميان ريان العزعزي وسلطان السدح، إضافةً إلى برنامج” وآثارَهم” للسيد العلامة المرحوم حمود بن عباس المؤيد، وبرنامج “فأني قريب” للإعلامية المتميزة فردوس إسماعيل الوادعي، وبرنامج “رحلة رمضانية” للاعلاميان فايز الحميدي وفاطمة الآغا، وبرنامج الإفتاء المباشر “يَستَفتُونَك” الذي يقدمه الأستاذ الإعلامي عبدالرحمن المتوكل بالتعاون مع رابطة علماء اليمن، وبرنامج “درهم وقاية” لمجموعة من أشهر الأطباء اليمنيين في مختلف التخصصات، أما برنامج “أنا وغيري” فهو برنامج الأصيل الرمضانيّ الأول بامتياز والذي يتشاركه إعداداً وتقديماً الإعلاميان القديران عبدالله عبدالله الحيفي وحمود محمد شرف؛ حيث يتميز برنامج “أنا وغيري”بتعدد فقراته الاجتماعية والجهادية والترفيهية، من تلك الفقرات فقرة “اليمن تنتصر” والتي تستضيف فيها الإذاعة من مختلف الدول العربية والإسلامية والغربية رموز الإعلام والسياسية والكتّاب المتضامنين مع شعبنا اليمني في مواجهة العدوان الغاشم، وفقرة “كان ياما كان في رمضان” التي تسلط الضوء على الموروث الرمضاني اليمني الأصيل في ذاكرة الآباء والأجداد، وفقرة “بالعين المجرّدة” التي تفتح مساحة للتواصل بين البرنامج وجمهور الإذاعة، وكذا فقرة “تسبيح البنادق” الذي يبعث من خلاله أبطال الجيش اليمني واللجان الشعبية برسائلهم عبره إلى كل أبناء شعبنا اليمني من مختلف جبهات الرباط والبطولة، أما النصيب الأوفر لأطفال اليمن من خارطة سام الرمضانية ففي فقرة “أبو الحماحم” الدرامية والمتميزة للفنان القدير سليمان داوود بالاشتراك مع النجمة المبدعة آلاء أحمد، بالإضافة إلى برنامج “على الصراط المستقيم” للإعلامي فايز الحميدي بالاشتراك مع فرقة الأنوار المحمدية، كما لا يمكن إغفال أحد أهم برامج الخارطة وهو برنامج الجبهة الاجتماعية “متكاتفون” للإعلاميين القديرين محمد عبدالله قاطة ويحيى محمد الشرعي، وأيضاً برنامج الجبهة الزراعية “التنمية الزراعية” للإعلامي المهندس عادل مطهر، وإلى جانبه برنامج “وديان اليمن” للمبدعة سندس عادل مطهر، بالإضافة إلى برنامج “الأوفياء” للإعلامية المبدعة زينب عبدالوهاب الشهاري، وبرنامج الصحافة المباشر “العدد الأخير” للإعلامي خالد حسين، وغيرها من البرامج المتنوعة، أما البرنامج الأهم في الخارطة البرامجية فبرنامج “رجال الله” الذي يشمل المحاضرات الرمضانية للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي – يحفظه الله – والدرس اليوميّ للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه.
شرف تقدّم بشكره لكلّ من أسهم في صنع هذا التألق الأثيري لإذاعة سام، وهم طاقم العمل المتجانس من المجاهدين الإعلاميين في شتى الجوانب إعداداً وتقديماً وهندسةً واخراجاً إذاعياً وكلُّ العاملين في الإذاعة، وأيضاً كلُّ جمهور الإذاعة الذي وصفه شرف بالوفي والمعطاء؛ حيث مثّل هذا الجمهور شريكاً رئيساً للإذاعة في نجاح حملتها الإعلامية والتعبوية الجهادية، والتي أطلقتها في الأول من رمضان تحت شعار (حيّ على خير اليمن) بالتعاون مع الهيئة العامة للبريد اليمني، وقد تكللت الحملة في مرحلتها الأولى – التي خصصت لدعم “القوة الصاروخية” خلال الفترة من 1 رمضان وحتى 10 رمضان – بنجاحٍ كبير؛ حيث حققت دعماً مالياً للقوة الصاروخية تجاوز العشرة ملايين ريال يمني، وقد سلمت الإذاعة نتاج المرحلة الأولى من الحملة إلى أبطال القوة الصاروخية مرفقاً برسالة تفصيلية وضّحت حركة إيداع المساهمين إلى حساب الحملة خلال الفترة المحددة، واختتم شرف بتكرار شكره وتقديره لكل جمهور إذاعة سام اف ام المجاهد والمتفاعل معها دوماً كل حملات حملات الدعم والمساندة التي هدفت إلى تعزيز صمود أبناء الشعب اليمني العظيم على مدى الثلاثة الأعوام الماضية من عمر الصمود اليماني الخالد.