بيان هام لـ محمد علي الحوثي بمناسبة مرور عامين على تسليم السلطة للمجلس السياسي الأعلى (نص)
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان رئيس اللجنة الثورية العليا
بمناسبة مرور عامين على التداول السلمي للسلطة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مع مرور عامين على تسليم اللجنة الثورية العليا مهام السلطة إلى المجلس السياسي الأعلى في الثاني عشر من ذي القعدة الموافق الخامس عشر من أغسطس 2016م، وما شهده العام الثاني من أحداث كبيرة في الصمود اليمني الأسطوري لمواجهة التصعيد الإجرامي العسكري والاقتصادي لدول العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الإسرائيلي وحلفائها، فإننا في هذه المناسبة العزيزة والتي جسد الشعب من خلالها تداولا سلميا وطنيا حرا أغاظ دول العدوان وعملت بكل وسائلها لاستهدافه بدءاً بما أسموها الحرب الاقتصادية التي شنت تحت ذريعة أن تشكيل المجلس خطوة أحادية الجانب، وفي مقابلها تم نقل البنك المركزي، واتخذت خطوات كثيرة أدت إلى تفاقم الوضع الاقتصادي وانهيار الريال أمام العملات الأجنبية إلى ما وصل إليه اليوم، وأيضا عملت دول العدوان على تفكيك المجلس سياسيا وعسكريا، لولا وجود النوايا الصادقة من قبل الأخوة الأعزاء الشرفاء في المؤتمر الشعبي العام وحلفائهم وأنصار الله وحلفائهم، والذين استطاعوا بحنكة واقتدار الخروج من المؤامرة التي حيكت، وما تم بعدها من استهداف لرئيس المجلس الشهيد الأستاذ صالح علي الصماد رحمه الله، معتقدة أنها آخر ورقة لإفشال المجلس السياسي وخلط الأوراق، ولكن أمام الوعي والمعرفة بدول العدوان ومخططاتها فقد أوصلت القوى الوطنية الحرة رسالة التماسك والصمود باستمرار المجلس، وذهبت خطط دول العدوان أدراج الرياح العقيم.
أيها الأخوة الثوار:
إننا ومن خلال متابعتنا للأوضاع التي يمر بها شعبنا اليمني العزيز نؤكد على النقاط الآتية:
ـ نبارك إقرار المجلس السياسي الأعلى التمديد للرئيس مهدي محمد المشاط لرئاسة المجلس السياسي الأعلى لدورة جديدة.
ـ إن الوفاء للشهيد الرئيس صالح الصماد الذي استهدف بغارات جوية من قبل تحالف العدوان في محافظة الحديدة، يوم الخميس الثالث من شعبان 1439 هـ الموافق للتاسع عشر من أبريل 2018، يكون بحمل خلفه الرئيس مهدي المشاط وجميع الأحرار روحية الشهيد، لاستكمال مشروع بناء الدولة، وإرساء مبدأ العمل المؤسسي، بالتوازي مع معركة التصدي للعدوان في مختلف الجبهات، تحت شعاره (يد تحمي ويد تبني)، وعدم ادخار أي جهد في تفعيل عمل أجهزة الدولة لما فيه مصلحة الشعب، ونعد شعبنا اليمني العزيز أن أولوياتنا ستظل هي الجبهات ومواجهة العدوان الأمريكي السعودي وحلفائه حتى التحرير بإذن الله وما دون ذلك استثناء.
– نقدم الشكر والتقدير للجيش والأمن واللجان الشعبية على الجهود الكبيرة التي يبذلونها في مواجهة الغزاة والمحتلين، وندعو المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ للاستمرار في تقديم كافة الدعم اللوجستي والمعنوي لكل المنتسبين للقوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية في معركة الدفاع المقدس.
ـ نقدر عاليا الانضباط من الاجهزة الرسمية وبالأخص من القوات البحرية بوزارة الدفاع بالالتزام بالهدنة أحادية الجانب التي ستنتهي بعد ساعتين، وقد أوصل الشعب ـ من خلال الهدنة العملية ـ صوت الشعب الرافض للعدوان والداعي للسلام، وأكد أن عدم قبول دول العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي وحلفائها لها يؤكد أنهم صانعوا الإرهاب وتجار حروب، وهو ما نتج بتدميرهم للشعب اليمني، وارتكابهم مجازر حرب يومية، وغيرها من انتهاكات القانون الانساني والدولي التي مارسوها وما زالوا.
– نثمن عاليا الجهود الجبارة التي تقوم بها القوات البرية والصاروخية والجوية والبحرية في العمل الدؤوب لتطوير القوات الصاروخية والطائرات المسيّرة، ونؤكد أن ما تكشفه من تطور إثر تطور يستحق منا جميعا شعبا وحكومة وقيادة الدعم والوقوف إلى جانبها للاستمرار في قوة الردع والدفاع، كما نحيي الجهود المبذولة في مواجهة المعركة البحرية، ونشد على أيادي أبطالها للمزيد من البذل والعطاء فنيا وعسكريا، من خلال وضع قوى العدوان في حالة غير مستقرة لا يقر لهم بال ولا يهدأ لهم حال.
– نقدر الأجهزة الأمنية على الإنجازات التي تحققها في ظل محاولة قوى العدوان اختراق ساحة الصمود، وقدرتها على الحفاظ على الأمن والاستقرار والسكينة العامة، فيما يرزح وللأسف جزء من وطننا الحبيب تحت الاحتلال وحالة من الفوضى ونهب المؤسسات في وضح النهار، وعمليات الاغتيالات والتقطع والحرابة، واتساع رقعة الانفلات الأمني والتطرف وبناء مليشيات الإرهاب، وهذا يؤكد أن الاحتلال لن يخلق سوى الفوضى والانهيار وتدمير المستقبل لليمن والمنطقة.
ـ نحيي كل الثوار الأحرار على روحيتهم الثورية المتوقدة، كما نعرب عن ثقتنا في أن تستمر هذه الروحية التي أكدت لدى أبناء الشعب أهمية البذل والعطاء ومواجهة التحديات، من خلال تفاعلهم بما يعزز من رفد الجبهات وبما يلبي نداء قائد الثورة والميدان على الدوام.
– نعبر عن العرفان والامتنان للأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية التي رفضت العدوان وإغراءاته وأطماعه وواجهت مساعي دول العدوان لتفتيت القوى الوطنية والسياسية الشريفة، وندعوها إلى مزيد من الوحدة والانسجام والتعاون.
ـ نحمل السعودية وأمريكا وتحالفهما مسؤولية تدمير الجانب المالي لليمن، وإيقاف المرتبات، وزعزعة الاستقرار للقوة الشرائية لدى المواطن اليمني، ونؤكد أن دول العدوان تصدر الموت للشعب اليمني عسكريا واقتصاديا وبشتى الوسائل، وننوه بأن ما يقومون به من تدمير العملة لا يشمل أشخاصا محددين، وإنما يشمل الشعب اليمني بكله، ونكرر عرضنا بالالتزام على الجهات المختصة بصرف جميع مرتبات الموظفين في كافة أنحاء الجمهورية اليمنية إذا ما أعيدت كل الإيرادات التي تحت تصرف المرتزقة إلى البنك المركزي اليمني بصنعاء.
– نشكر وسائل الإعلام الوطنية الرسمية وغير الرسمية والإعلاميين والصحفيين والكتاب ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي على الثبات والنشاط الكبير، ونحث الأخوة في حكومة الإنقاذ على إيلاء الجبهة الإعلامية مزيدا من الاهتمام.
ـ نحمل أمريكا والسعودية والإمارات وبريطانيا وكل الدول التي أعلنت مشاركتها رسميا في العدوان على اليمن مسؤولية استهداف المدنيين، ونؤكد أن الإفراط بالقوة ضد المدنيين من خلال القصف العشوائي للمناطق السكنية دليل على إرهاب تحالف العدوان الدولي لشعب أعزل، كما نؤكد على أن المحاولات الأمريكية للتنصل عن جرائمها الكبرى في عدوانها على اليمن لن تجديها نفعا، فالشعب اليمني والعالم أجمع يدرك تماما منذ اليوم الأول للعدوان على اليمن أن أمريكا هي التي تقود العدوان ومن خلفها إسرائيل وبريطانيا، بمشاركة سعودية إماراتية وغيرها في التمويل والتجهيز والتنفيذ.
ـ نؤكد على أننا نقدم مبادرات السلام لأجل إيقاف نزيف الدم اليمني، والتخفيف عن الشعب اليمني الذي عانى ومازال من الحصار والعدوان، والذي صنفت أزمته بأكبر أزمة إنسانية، كما أنها تأتي لمساعدة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة في جهوده الرامية إلى وقف العدوان، مع أننا نؤكد أنها مبادرات تضمنت حلولا واقعية كتشكيل حكومة شراكة ووحدة وطنية من التكنوقراط، وإجراء انتخابات رئاسية وانتخابات برلمانية ومصالحة وطنية وعدالة انتقالية وجبر الضرر، ونأسف لعدم التفاعل الجاد معها بل وأن تظل قيادة العدوان مستمرة في الذهاب إلى التصعيد أمام أي بوادر للسلام.
– ندعو المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية وجميع شرفاء وأحرار العالم إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والإنسانية في مناصرة الشعب اليمني المظلوم وإدانة الجرائم المروعة المرتكبة من قبل تحالف العدوان، والضغط لوقف العدوان وفك الحصار، فالصمت يشجع المعتدين على ارتكاب المزيد من جرائمهم، ونجدد تأكيدنا على مواصلة تعاوننا الكامل مع جهود الإغاثة الدولية لإيصال المساعدات لجميع أبناء الشعب اليمني، مع دعوتهم الى الاستقلالية التامة وعدم تبني مشاريع دول العدوان، فما يقدمه المعتدون لها لا يعدو عن كونه مالا سياسيا يبتزون به ومن خلاله هذه الجهود لتحيد عن الاستقلالية والتغاضي عن جرائمهم.
ـ نشكر الدول والحركات والشخصيات التي تقف إلى جانب الشعب اليمني في مظلوميته، والتي ترفع أصواتها من أجل وقف الحرب في اليمن، والبحث عن حلول سياسية عبر طاولة المفاوضات، ونشكر الدول التي انسحبت من تحالف العدوان على بلادنا، ونعتبر كل انسحاب منه خسارة سياسية عسكرية للعدوان، وكشفا لحجم المأزق القانوني والأخلاقي الذي وقع فيه، وتعرية لمبرراته، وندعو باكستان والمغرب إلى عدم التهيب من إعلان الانسحاب، فلا يوجد أي مبرر لبقائها في قتل الشعب اليمني ومساندة الاجرام عليه، ونؤكد أن الخلاف يجب أن يبقى فقط مع العدو الحقيقي إسرائيل، ورفضنا للعلاقات المشبوهة والهرولة غير المقبولة وغير المسبوقة للتطبيع مع إسرائيل التي بدأت تظهر إلى العلن ودون خجل بين كيان الاحتلال الإسرائيلي وبعض الأنظمة الخليجية، وخاصة الأنظمة المعتدية على اليمن وفي مقدمتها النظامان السعودى والإماراتي.
– لا يفوتنا في هذه المناسبة العزيزة أن نتقدم بكل حب وتقدير ووفاء إلى أسر الشهداء والجرحى وعائلات الأسرى والمفقودين الذين بصبرهم وجهادهم ينعم الوطن بالاستقرار والعزة والكرامة، فهم تاج فوق رؤوسنا جميعا، وحقهم لا يقدر بثمن ولا يُحد بمقياس، ولا ننسى جرحانا خارج الوطن الذين منعهم الحصار الغاشم من العودة إلى أرض الوطن ونعلن تضامننا المطلق معهم ولا ننسى أن نشكر كل الجهات المختصة والفاعلة التي تقوم بدورها الوطني بدون كلل أو ملل خدمة وتعاونا مع هؤلاء الأبطال وأسرهم.
– نؤكد أن صمود شعبنا العظيم في مواجهة الغزو والاحتلال سيحقق النصر بإذن الله مهما تمادى العدوان الأمريكي السعودي وحلفائه في الطغيان وارتكاب المجازر.