بالرغم من نهوض الجنوب مؤخرا في وجه الاحتلال إلا أن هناك فئة قليلة باعت نفسها للشيطان، وارتضت لنفسها حياة الارتزاق والعمالة الرخيصة للمحتل الحماراتي / السعودي.
وليت عمالتها وارتزاقها بقت في نطاق الجنوب، بل أنها تعدت ذلك عابرة حدود المكان.
جيل ما بعد حرب 94م تعرض للدمار والتجريف القيمي، وفقد التربية الوطنية، وأصبح يعيش خواء رهيبا سهل انحرافه وشحنه بأفكار التطرف والإرهاب والتدين الفاسد. فكان من السهل على كل قوى التخلف الاجتماعي والإرهاب أن تجرف الكثير من الشباب إلى طريق الجريمة، ونشر المفاسد، والانحرافات الطائفية والمناطقية.
حدث تغييب وتغريب واستبعاد للأجيال عن الموروث الوطني، بحيث طمس تاريخ الآباء والأجداد في محاربة الاستعمار وانجاز الاستقلال والتحرير. ثم ضخ ثقافة دينية تحتقر العمل والوطن والوطنية، فالجماعات الدينية لا تعترف بالوطن، وتدعي أن الدين هو وطنها. قالوا لعبد الله عزام: لماذا لا تقاتل في فلسطين وطنك. رد عليهم: أنتم تقتلون من اجل الوطن، ونحن نقاتل من اجل الدين.
والنتيجة كما ترون سقوط، ولهث وراء المال والارتزاق، وبيع للنفوس والاصطفاف بجانب أعداء الوطن، وأعداء الإسلام.
بعد حرب 94م تساقط الكثير من القيادات الجنوبية تحت نعال عفاش، وأسرة بيت الأحمر وفرقة علي شرشف والرجعية السعودية، وخاصة بقايا العسكر، ثم تحول هؤلاء في ظل العدوان إلى أدوات رخيصة بيد الغزاة يبتغون رضا الاحتلال، ويتسولون منه دولة جنوبية كما هو الحال عند جماعات الانفصال والإرهاب بن( بريك والزبيدي مثالا).
مؤخرا ظهر أحد المرتزقة الجنوبيين في جنيف وعلى يده ساعة مرصعة بالألماس، يستعرض بها أمام عدسات التلفزة، وهذا المرتزق هو أحد الذين سقطوا تحت نعال عفاش، ثم تحت نعال الاحتلال. ظاهرة الارتزاق والسقوط التي برزت في هذه الحرب للأمانة تحتاج إلى دراسة من علماء النفس والاجتماع.
التقارير تقول إن معظم من يقاتلون إلى جانب الاحتلال وخاصة في الساحل الغربي هم من الجماعات الإرهابية ( داعش والقاعدة من يسمون أنفسهم بالسلف ) فقوات الاحتلال في عدن قامت بتجنيد 12 الف إرهابي، وزعت أغلبهم على ما تسمى بألوية العمالقة السلفية التي تقتل المواطنين، وتختطف النساء والأطفال، وتنهب الممتلكات، وتدمر المنشآت وتحرق المزارع في الساحل الغربي. وبقية هؤلاء وزعتهم على النخب المناطقية والأحزمة الأمنية في شبوة وأبين ثم عدن.
وهناك مخطط أمريكي سعودي لنقل الإرهابيين من ادلب إلى اليمن لقطع الطريق على بناء دولة مدنية في اليمن، فقد ذكر بشار الجعفري مندوب سوريا في مجلس الأمن : أن الولايات المتحدة تسعى إلى نقل التكفيريين من ادلب إلى اليمن بمساعدة النظامين السعودي والإماراتي من اجل السيطرة على اليمن والمناطق الجنوبية وقتل كل من يعارض بقاءهم في البلاد، طمعا بثروات البلد، ومنع قيام دولة مدنية حديثة.
وربما كانت زيارة قائد القيادة المركزية الأمريكية الوسطى إلى عدن واجتماعه بالمرتزق العقيلي أركان مرتزقة الدنبوع، ثم اجتماعه بأركان جيوش إمارات خليج البراميل أو ما يسمى مجلس التعاون ومعهم مصر والأردن، له علاقة بما يجري في اليمن وادلب في سوريا.
الأمريكان وأدواتهم يريدون تقسيم اليمن إلى كانتونات وإمارات للإرهابيين بعد أن سقط مخططهم في سوريا والعراق.
على كل حال، المرتزقة في اليمن هم أجبن وأرخص الناس، فهم يفرون من أمام الجيش واللجان كما تفر الأرانب، وخاصة في الساحل الغربي الذي ذاقوا فيه الحنظل، وتكبدوا خسائر لا تحصى، ولا تعد.
في مذكرة الإرهابي أبو زرعة المحرمي إلى قادة الجماعات الإرهابية في الساحل ( ما يسمونها العمالقة ) يطلب من هؤلاء التحقيق في هروب مئات المرتزقة من الساحل، بل وصل الأمر بهؤلاء الجبناء إلى جرح أنفسهم ليتسنى لهم الفرار من المعارك التي لم يعرفوا مثيلها.
قائد القيادة المركزية الوسطى الجنرال الأمريكي جوزيف فوتيل اندهش من صمود المقاتل اليمني أمام هجمات تحالف العدوان المزود بآخر ما انتجته تقنيات المصانع العسكرية للغرب، بل ويقوم بتوبيخ قادة المرتزقة على خنوعهم، وجبنهم أمام المقاتلين الحفاة.
مساكين هؤلاء المرتزقة المغرر بهم من قبل تجار الإرهاب، يذهبون من أجل الحصول على ألف ريال سعودي، فيعودون جثثا، والكثير منهم تأكلهم الغربان في الساحل الغربي وصحراء ميدي والبقع، والمستفيد هم أولئك القادة الذين يشترون الفلل في اسطنبول والقاهرة وبيروت. أصبح تجنيد المرتزقة تجارة مربحة كما كان عليه الحال في حرب افغانستان.
إنهم يحملون ذاكرة مثقوبة لم يتذكروا تجربة افغانستان التي لازال أبطالها في سجون جونتنامو، وقادتهم ياكلون رزاً مع الأسماك في قاع المحيطات مثل عبدالله عزام وبن لادن والزرقاوي..