شارك فيها مجموعة من الإعلاميين والصحفيين ندوة ناقشت دور الإعلام في توجيه الأحداث في ” اليمن وسوريا كنموذج”
يمني برس – متابعات:
علي جاحز.
أقام صباح السبت مجموعة من الإعلاميين والأكاديميين بصنعاء ندوة أكاديمية و نقاشية بعنوان ” الإعلام و دوره في توجيه و صناعة الأحداث سوريا و اليمن أنموذجا ” حضرها عدد من الصحفيين و الأكاديميين و المثقفين و المهتمين .
الندوة التي أقيمت في قاعة فندق ميركيور بصنعاء صباح اليوم السبت طرحت فيها عدد من أوراق العمل قدمها مجموعة من الأكاديميين و الصحفيين و الناشطين ناقشت إشكالية الإعلام و دوره في توجيه الإحداث و صناعتها و تأثيره على الوعي و الرأي العام و تشكل العلاقات و الصراعات البينية و أيضا دوره في التعبئة و الشحن الطائفي و الفئوي و صولا الى انتاج الأزمات و الكوارث التي تدمر البلدان .
و افتتحت الندوة بتلاوة لآية من الذكر الحكيم تلاها كلمة افتتاحية قرأها الزميل علي احمد جاحز تناولت أبعاد و محاور الندوة و أهميتها و ما ينبغي أن تخرج به .
الدكتور صادق القاضي طرح تحدث في ورقته عن تاريخ الصحافة و الإعلام و تطوره المرحلي في الوطن العربي وصولا إلى تاريخ نشأة الصحافة و الإعلام في اليمن و تأثيره في صناعة الأحداث و التغيرات المرحلية للوعي اليمني و بالتالي دوره في توجيه الانطباعات و الرؤى و الصراعات و الانقسامات على مستوى الوطن بكامله .
و أشار الدكتور القاضي في سياق حديثه الى أن الإعلام اليوم أصبح بعيدا عن الوظيفة السوية له في نشر المحبة و السلام ، لافتا الى إن الإعلام منذ احتلال العراق للكويت و من ثم احتلال أمريكا للعراق لعب الإعلام دورا سلبيا و جنائيا على العراق .
و المح القاضي إلى أن الإعلام كان يركز على البحث في الزوايا لإبراز ظواهر اسماها ” مجهرية ” و تجاهل العراق الحضارة و العلم و التنوع و العقول ، مؤكدا أن تلك الآلة الإعلامية هي نفسها التي تتعاطى مع ما يجري في سوريا و اليمن حاليا بطريقة مكشوفة .
و في ورقته التي اقتصرت على دور الإعلام في تأزم الوضع بسوريا طرح الدكتور عبده البحش قراءة إحصائية استقصائية للدور الذي لعبته بعض وسائل الإعلام لإشعال الوضع في سوريا و التجييش و التحشيد للمقاتلين و التبرير للتدخلات الخارجية و توافد المسلحين .
و قدم الدكتور البحش في ورقته أمثلة عديدة تؤكد منهجية المؤامرة التي واجهتها سوريا و فاعلية و مركزية دور الإعلام الذي اتخذ البحش من قناة الجزيرة عينة و مثالا للمنبر الإعلام الذي اشتغل على صناعة صورة مغلوطة لما يجري ، لافتا الى أن الجزيرة كانت تعمل وفق خطة ممنهجة في إنتاج و بث المشاهد الدرامية التي تستهدف إثارة التعاطف العام و حشد و تأجيج المشاعر ضد النظام السوري .
و قدم البحش نماذج و أمثلة على اختلاق و إنتاج اللقطات الإعلامية المفبركة و صناعة الأخبار المزيفة و تقديمها الى المتلقي بصورة تضمن خلق سخط عام و مواقف سياسية دولية و مبررات تعطي غطاء للتدخلات الخارجية ، حيث قدم دلائل منطقية و عقلانية و واقعية على أن المجازر التي كانت تحدث في سوريا كانت مفتعلة بالتنسيق بين المسلحين الإرهابيين و بين الجزيرة التي كانت تبث مقاطع من المجزرة بعد وقوعها مباشرة متسائلا كيف حصلت على المقاطع بمجرد حدوث المجزرة أو بعدها بوقت قصير ، و هو ما اعتبره الدكتور البحش دليلا واضحا على إنها تحصل على المقاطع من قبل مرتكب المجزرة .
و طرح الدكتور البحش العديد من الأمثلة و الوقائع التي لعبت فيها الوسائل الإعلامية دورا جنائيا و كأنها طرفا من الأطراف و هو ما يخرجها عن وظيفتها المحورية و الرئيسية لتصبح أطرافاً سياسية في الصراع .
كما قدم الأستاذ الكاتب و الصحفي عبد الوهاب الشرفي ورقة عمل تمحورت حول الإطار ألتنظيري للكيفية و الآلية التي يعمل وفقها الإعلام في توجيه و صناعة الحدث.
و سرد الأستاذ الشرفي سلسلة علمية من الخطوات و المفاهيم العلمية و النظرية للآليات التي يتسم بها العمل الإعلام و الكيفية التي يتم من خلالها تقديم الحدث و المعلومة و صناعة الانطباعات و المواقف و بالتالي إنتاج الصراعات و تأجيجها .
و ناقش الشرفي في ورقته التأثيرات التي تنتج عن الإشاعة و الخبر المفبرك في صناعة القناعات لدى الرأي العام مشيرا الى ما يحدث اليوم في دماج و ما يرافقه من حملات إعلامية تؤثر بشكل مباشر على خلق شحن طائفي و اجواء متوترة في الوسط الاجتماعي .
كما شهدت الندوة جلسة نقاشية استهلها الأستاذ الصحفي و الناشط السياسي محمد المقالح بكلمة لخص فيها ما يجري في دماج و ما يترافق معه من شحن إعلامي يجعل من الوسيلة الإعلامية أداة يستخدمها طرف لتأجيج الحرب و إثارة الرأي العام ضد طرف آخر .
و أشار المقالح الى أن الجماعات السلفية المسلحة في دماج تحضى بدعم إعلامي لا يخدم اليمن و لا يخدم القضية ، معتبرا أن الأداء الإعلام الذي يفبرك الأخبار لصالح الجماعات السلفية لم يعد يؤثر بشكل قوي في تغطية الحقيقة لافتا الى أن الأسلوب الذي تتخذه وسائل الإعلام في تأجيج الحرب و الفتنة و إشعال فتيل الطائفية لن ينجح بل يكشف المشروع الذي تحمله بعض القوى النافذة لتأزيم الوضع و هو ما أصبح واضحا لدى الرأي العام .
كما تطرق المقالح للدور الذي لعبه الإعلام و خاصة قناة الجزيرة في إشعال الوضع في سوريا و استخدامها للشائعات و صناعتها للأخبار و اختلاقها للوقائع .
و فند المقالح الكثير من التلفيقات التي يطرحها الإعلام الذي يسيطر عليه الإخوان و السلفيين معتبرا أن تلك الوسائل الإعلامية ممولة من قبل دول النفط و تحضى بدعم سخي يجعلها تستمر و تؤثر على الرأي العام و الموقف الدولي و العربي و خلط الأوراق في كثير من الدول .
و شدد المقالح الى أن المعركة اليوم في سوريا أو في دماج هي معركة إعلام و وعي ، محذرا من عواقب استمرار المعارك في دماج و كتاف و حاشد و غيرها ، حيث أكد أن من الضرورة بمكان ان يتم ردم ما اسماه بمستنقع دماج الذي سيضل بؤرة لاستمرار المشكلة و أن من المهم أن يتم تسليم المواقع للجيش و سحب المسلحين من دماج و بقائه مركزا علميا سلميا خاليا من السلاح و المسلحين و الأجانب .
هذا و قد أدار الأستاذ المقالح في ختام الندوة نقاشا مفتوحا تحدث فيه عدد من الصحفيين و الناشطين و الأكاديميين و طرحت العديد من التساؤلات من قبل عدد من الحاضرين تركزت حول ما يجري في دماج و دور الصحافة و الإعلام و مسؤوليته تجاه الحدث و تجاه إيقاف الحرب أو استمرارها ، كما تطرقت الاسئلة الى علاقة الأداء الإعلام الذي نشاهده فيما يخص دماج بالأداء الإعلام الذي شهدناه و نشاهده فيما يخص سوريا .