يتعرض الشعب اليمني لأسوأ وأبشع عدوان عالمي في العصر الحديث استخدمت فيه قوى العدوان كل الوسائل العسكرية المتوفرة ومختلف الأسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً ، وذلك بالتوازي مع الحرب الاقتصادية والحصار، وبالرغم من أن تحالف قوى العدوان كانت تتوهم أنها ستنجز المهمة في غضون أسابيع أو أشهر؛ إلا ان محاولاتهم الحثيثة منذ أكثر من ثلاثة أعوام ذهبت أدراج الفشل ، واصطدمت تلك المحاولات بصمود اسطوري وثبات مهُيب أبطاله أبناء الشعب اليمني الذي فضّلوا الصمود في وجه المعاناة والمؤامرات واستمرو برفد جبهات القتال بالمقاتلين الأشاوس الذين سطرّوا بدورهم ملاحم بطولية أذهلت العالم .
وعقب كل خطاب يلقيه قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ويدعو فيه الى رفد الجبهات بالمال والرجال؛ سرعان ما يستجيب أبناء الشعب اليمني لدعوة ذلك القائد الحكيم ويعلنون النفير العام الى الجبهات ورفدها بالمقاتلين والقوافل الغذائية بصورة مستمرة، حيث تتزاحم الاخبار والمشاهد البطولية التي تجسد ذلك النفير التي تبثها القنوات الوطنية ليُصاب حينها العدو المتغطرس بالرعب أمام ذلك الشعب العظيم الذي فشلت كل خططه ومؤامراته العسكرية والاقتصادية الرامية الى إخضاعه واذلاله واعادته الى بيت الوصاية، بل يؤكد انه ما يزال الحاضنة الشعبية لأبطال الجيش واللجان الذي لا ولن يتراجع عن رفد الجبهات بخيرة أبنائه وتقديم أمواله في سبيل نصرة القضية العادلة.
وهذا ما دفع العدو الى بذل المزيد من الجهود واحاكة المؤامرات لاختراق تلك الحاضنة الشعبية التي تمثل الحصن المنيع لأبطال الجيش واللجان واتجه صوب دس سمومه الشيطانية والخبيثة ونشرها بين اوساط فئات المجتمع عبر رياح اطلق عليها “رياح السلام”، ذلك السلام الذي يعرف في القاموس الأمريكي بأنه القبول بالخنوع والاذلال وترك القضايا الوطنية والاتجاه صوب المفردات الزائفة، والذي أثبت العدوان على اليمن انها مجرد عبارات تدون على لافتات في اروقة الامم المتحدة التي بالفعل تخالفها جملاً وتفصيلا.
وبعد إن اصبحت الذخيرة العسكرية الامريكية المتطورة في خبر كان وصارت تحت اقدام ابطال الجيش واللجان الشعبية الذين سارعوا الى اعدامها بواسطة “الولاعة والكرتون”، اتجه العدو الى تبني ذخيرة من نوع اخر وهي الذخيرة الفكرية والإعلامية لضرب الجيش واللجان من الظهر وذلك بعد الصمود الاسطوري للشعب اليمني في وجه العدوان منذ يقارب من اربعة اعوام، حيث اتجهت دول تحالف العدوان لاستهداف صمود المجتمع اليمني عبر عدة حملات متنوعة تمثلت أبرزها في حملة رياح السلام.
فما هي وماهي أهدافها واساليبها ووسائلها المختلفة؟!.
رياح السلام هي عبارة عن حملة عسكرية بذخيرة فكرية إعلامية تستهدف المجتمع اليمني بالمناطق الحرة، واستراتيجية جديدة لقوى العدوان يستهدف المجتمع اليمني بشكل عام في المناطق الخاضعة للمجلس السياسي الاعلى والذي يمثل الحاضنة الشعبية للجيش واللجان، وتتستر رياح السلام وراء تبعات الحرب الاقتصادية الخانقة التي تتسبب بها سياسات تحالف قوى العدوان واذيالهم من حكومة الفنادق والتي أصابت اضرارها كافة الشعب اليمني في كل المحافظات.
ويتجلى هدف هذه الحملة في ضرب صمود الشعب اليمني وإيقافه عن رفد الجبهات بالمقاتلين والقوافل الغذائية وايقاف التأييد المجتمعي لأبطال الجيش واللجان للوصول إلى هدفهم العام وهو تمهيد المجتمع للقبول بقوات الاحتلال والغزاة الأمريكيين والإماراتيين والسعوديين والسودانيين وغيرهم .
*أساليب حملة رياح السلام
وفي سبيل خداع ابناء الشعب بما يؤدي لدفعهم الى التراخي عن المواجهة ثم الاستسلام للعدوان، فإن من أبرز أساليب حملة رياح السلام هي تقديم العدوان على اساس أنه حرب داخلية وليس عدوان خارجي على اليمن بقيادة تحالف عالمي أمريكي صهيوني سعودي اماراتي تم إعلانه من أمريكا وامام العالم بأسرة، ومحاولة تصوير كل من يدافعون عن الوطن ويقدمون خيرة ابناءهم شهداء بأنهم تجار حروب ولا يريدون السلام الذي تريده أمريكا واذيالها، بل مطالبة أولئك الذين يدافعون عن بلدهم بذلك السلام من خلال اطلاق مبادرات باسم السلام ونشر عبارات “اوقفوا الحرب”، “نريد العيش بأمان”، “كفاية حرب”، وتوجيهها للداخل ! ، وكذلك نشر رسوماً في الشوارع تنادي بالسلام ، وفي نفس الوقت لا يتحدثون عن جرائم العدوان بحق المدنيين ابداً، ولا يوجهون دعواتهم للدول المعتدية بإيقاف العدوان وفك الحصار، ليكون مقابل ذلك الاستسلام المهين وتسليم كل ثروات البلد وموارده السيادية لقوى تحالف العدوان والعيش في مربع الوصاية والارتهان والاستعباد تحت أحذية المحتل الأجنبي .
*وسائل حملة رياح السلام
وعن سائلها المختلفة، يتم تحت يافطة السلام دس السموم الخبيثة بين أوساط الشعب اليمني عبر نشاط واسع لمنظمات تتستر بالعمل الإنساني ، وكذلك مؤسسات وافراد ووجهات سياسية واكاديمية وقبلية هم أولئك الذين يتشدقون بأنهم نخب ومثقفين واعلاميين، وذلك لإيجاد حالة من التخاذل، والتنازل عن كرامة شعب ووطن عظيم ، وخلخلة التأييد المجتمعي للجيش اليمني واللجان الشعبية المساندة له، والعمل على نشر ثقافة (البديل الثالث) من خلال تكثيف الحديث في أوساط الناس عبر جميع وسائل تعبئة المجتمع عن قيمة السلام ورغبة العاقلين في إنهاء العنف وعن ضرورة دعم وتأييد أي مخارج سلمية للصراع عن طريق التوقف عن مواجهة التحالف، والحديث عن عبثية استمرار الحرب ، وتكثيف الحديث عن غباء من يشارك في دعم الجيش واللجان بالمال أو بإرسال المقاتلين من أسرهم للقتال معهم في حين يتجاهلون كل تلك الجحافل الغازية التي تحيط بالجمهورية اليمنية من كل جانب ، ويتجاهلون عمداً الوضع المأساوي للمحافظات الجنوبية التي تعيش تحت سطوة الاحتلال ولا يهنأ أحد فيها بأمان لا على أهله وعرضه ولا على ماله وحياته.