خطاب المرحلة المفصلية؟
كتب : زيد البعوة
قبل ان تطغى احداث جديدة على ما حصل يوم امس في المولد النبوي الشريف علينا ان نقف وقفة اجلال وتعظيم وتدبر وتأمل في خطاب السيد القائد وهو يخاطب الجماهير المليونيه في مختلف محافظات الجمهورية
ليس مجرد خطابا جماهيريا وانتهى الأمر وليس مجرد تعبيرا انشائياً ولا كلاماً عادياً ولا حديثاً روتينياً تعودنا عليه ما جاء في خطاب السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي يوم امس في ذكرى المولد النبوي الشريف هو خلاصة الخلاصة لقضية ثابته ومواقف مستمرة وعصارة النهج المحمدي ولب الثقافة القرآنية
من اول عبارة قبل التعوذ من الشيطان الرجيم وقبل تلاوة بسم الله الرحمن الرحيم من بارك الله فيكم يا اهل الوفاء والشهامة والمحبة لرسول الله محمد ص واله مخاطباً جماهير الشعب اليمني والبسمة تعلوا محياه الطاهر الى درجة انه لم يتمالك نفسه من الفرحة والبهجة والسرور والسعادة حتى قال بكل صدق من داخل اعماق قلبه ( نفسي لكم الفداء ) ويا لها من نفس عظيمة ويا له من فداء ابراهيمي اسماعيلي لشعب يستحق الفداء والتضحية
بدأ خطابه بتكبيرات صلاة العيدين الله اكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة واصيلا فكان لذلك معناً مهماً ودلالة عظيمة على اهمية وقداسة الاحتفال بميلاد الرسول محمد ص واله يوازي فرحة الاحتفال بعيد الأضحى وعيد الفطر وهي كذلك فلولا رسالة محمد لما عرفنا عيد الفطر ولا عيد الأضحى
ذكر الشعب المحمدي بجهاد وتضحيات محمد وصبره وكفاحه في نشر الدعوة ومقارعة الطاغوت والشرك حتى استطاع ان يثبت دعائم هذا الدين وكيف ينبغي علينا كشعب يمني ان نحذو حذو رسول الله في مواجهة العدوان واستدل السيد بقول الله تعالى :- استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عبادة والعاقبة للمتقين ـ نقتدي برسول الله لنضمن لأنفسنا تحقيق وعد الله
وذكر الناس بخطورة واهمية المرحلة قائلاً هي مرحلة أساسية ومهمة وفاصلة، وإن المسؤولية فيها أمام الله سبحانه وتعالى بتظافر الجهود وبالعمل الجاد لدعم الجبهات وللعناية بكل ما من شأنه تعزيز الصمود والتماسك على كل المستويات معتبراً الاحتفال بالمولد محطة تعبويه إيمانية نتزود منها نفحةً من نفحات العزة الإيمانية من عزة الله ورسوله (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) ونتزود منها المزيد من العزم ومن الصبر ومن الجدْ ومن الإحساس بالمسؤولية
ثم اكد على قضايا مهمة تتعلق بالوضع الداخلي والوضع العام للأمة بكلها في مقدمتها تمسكنا كشعب يمني بحقنا في الحرية والاستقلال على أساس من هويتنا الإيمانية وانتمائنا الإسلامي و تمسكنا وبالاعتماد على الله تعالى بحقنا في الدفاع عن أنفسنا وبلدنا، والتصدي للعدوان الصهيوأمريكي السعودي الإماراتي طالما استمر هذا العدوان وجهوزيتنا للسلام العادل المشرف عند توفر المصداقية لتحالف العدوان في ذلك وتمسك شعبنا بقضايا أمته الكبرى وإدانته لكل أشكال التطبيع والتحالف مع إسرائيل، ووقوفه المبدئي والأخلاقي مع الشعب الفلسطيني والمقاومة الباسلة لتحرير المقدسات وعلى رأسها الأقصى المبارك والقدس
وفي مواجهة العدوان والحصار دعا الى العناية القصوى بالتكافل الاجتماعي والاهتمام بالفقراء وإغاثة الملهوفين والجائعين والعناية أيضاً بإخراج الزكاة ودعا الجهات الرسمية بمساندة من القوى السياسية ودعم من الشعب بذل جهدها لتحسين الأداء في كل مؤسسات الدولة ومكافحة الفساد وبذل أقصى الجهد لخدمة الشعب
ثم انهى الخطاب القصير بالنسبة للوقت الزمني الطويل بالنسبة للمضمون والعبر والفائدة بالشكر للشعب الصامد المجاهد على الحضور المشرف في يوم المولد النبوي ثم لوح بيديه وهو يدعو الله قائلاً :- أسال الله أن يكتب أجركم وأن يرحم شهدائنا الأبرار، وأن يشفي جرحانا، وأن يفرّج عن أسرانا
لم ينتهي الخطاب ولن ينتهي بل سيبقى نوراً وهدى وبصائر يتردد صداه على مر التاريخ سلام الله ورحمته عليك يا سيدي وقائدي وقدوتي عبد الملك ونفوسنا لك الفداء وفاء بوفاء.