قد يتساءل الكثيرون ممن عرفوا الحق وممن عرفوا الصواب لمَ لا زال الكثيرون متعلقون بهذا الرجل رغم خيانته ؟
السبب هو في ثلاث كلمات .. سياسة التخدير بالكلام فعفاش كان رغم خيانته وبحثه عن مصلحته ومصلحة أسرته كان ذكيا داهية يعلم كيف يلعبها صح ..
فكان يوهم الشعب أنه مع الوطن والمواطن والشعب في أكثر من خطاب ولمدة 33 عاما حتى ظن الكثير أنه الأصلح وأنه فعلا يبحث عن مصلحته ..
سكوته عن الفاسدين الكبار والصغار جعل منهم يستمتعون بما هم فيه من نعمة فالرواتب لم تنقطع عن أحد وهم جلوس في البيوت فكان الوضع جيدا ومريحا للجميع ..
إذا فتحنا ملفات الفساد الظاهرة فقط للعيان فسنجد حاملي المؤهلات قد استبعدوا عن كثير من الوظائف ، كذلك كان السلك العسكري مليئ بآلاف الأسماء وهمية والفرار والتي كان الكتاب والقادة يأكلون هذه الأموال بدون أي وجه حق ، إضافة إلى تبني الأسرة الحاكمة للمناصب الكبيرة في الدولة والغنى الفاحش الذي كانوا محاطين به في بلد يعتبر ضمن البلدان النامية الأفقر في العالم بينما كان يتصدر علي صالح كملياردير يملك ثروة تقدر بأكثر من 60 مليار دولار !
الجميع يعلم كيف آلت إليه أوضاع البلد في العدوان من دمار للبنية التحتية وحصار ونقل للبنك المركزي فهل كان عفاش قادر على إدارة البلاد في ظل هذه الظروف السيئة ؟ وهل كان يستطيع أن يسلم الرواتب ويضبط فساد اللصوص وهو امير التجارة والمشتقات النفطية ؟
صحيح أن ما يحدث الآن من الفاسدين أسوأ بحكم الحالة المعيشية المتدنية لدى الناس ولكن ما أريد أن أصل إليه هو عدم مقدرة علي صالح تولي زمام الأمور طالما واليمن تعيش بهذا العدوان والدليل هو عندما أراد أن يعود إلى سدة الحكم وقام بفتنته تلك ودعوته لاقتتال ابناء البلد الواحد ، قام بمد يده للصلح للمحافظة على الوضع السابق الذي كان يحكم به ..
والآن لتسألوا أنفسكم لو كانت الفتنة التي دعا إليها عفاش لا زالت حتى اليوم فما الذي كان سيحصل ؟
كان لا زال القتل بصنعاء من كل شارع وكل بيت .. ولو لم يُقتل في ذلك اليوم ، وعمل الموتمريون بتطبيق كلامه لقام الجار المؤتمري بقتل جاره الأنصاري ولوصل الدم إلى “الركب” كما يقال ..
ثم إذا انتصر فما الذي سيحصل ؟
سيعود أسوأ مما كان أيام حكمه أتعلمون لِمَ ؟ سيقول لقد ثاروا عليّ فنصفهم كان من ساحة التغيير ، والنصف الآخر قام بمحاربتي ، وسيسود الجوع والفقر بطريقة أسوأ مما نحن عليه الآن هذا غير الذلة والانصياع لدول العدوان ومن ورائهم أمريكا وإسرائيل والتي أصبح التطبيع معها امراً مسلّما من جميع الدول العربية .