الأولاد..!!
يمني برس _ أقلام حرة :
بقلم / عبدالحميد يحيى
كان لافتـًا ذاك الهدوء العجيب الذي رافَقَ القتلة في رحلتهم الدموية بمستشفى العرضي.. كان الواحد منهم أشبهَ بإنسانٍ آلي في خطواته الثقيلة، أو أقربَ إلى إنسانٍ يتجوّل ببطءٍ شديد في حديقةٍ غنّاء دون أن يشغلَ ذهنه شيء سوى إمتاع عينيه بمناظرها الخلابة.
لم يظهر على تلك الأدوات العميلة أي ارتباكٍ أو حتى سرعةٍ في التنفيذ؛ شأنهم شأن أي قاتلٍ يعرفُ بأن هناك من سيأتي بين لحظةٍ وأخرى لمواجهتهم..!!
حين تشاهد المقطع الذي بثته قناة اليمن؛ ينتابك شعورٌ قوي بأن تلك الأدوات كانت تعرفُ ماذا تفعل بالضبط، وتعرفُ بأن ظهرها محميٌّ ومؤمَّن، وبأنه ليس هناك قوة أمنية بداخل العرضي نفسه تتكفل بحمايته فيما لو حصل هجومٌ مماثل.
كانت كل المشاهد مؤلمة ومحزنة للغاية.. لكنّ المشهد الأكثر إيلامًا -بالنسبة لي- هو تلك الطبيبة التي كانت تحاول مساعدة أحد الجرحى بجانب سيارة إسعاف، والتي لم تتلقى رصاصات أولئك وحسب، بل حين عاد أحدهم وأطلق عليها طلقةً أخيرةً بعد أن لاحظَ أنها وآخر إلى جوارها لا زالا يتنفسان من بين الدماء التي أغرقتهما.
رغم خطورة الموقف وشدّتهِ ورهبتهِ بعد التفجير وقيام القتلة بتصفية من صادفهم في المستشفى كان كافيًا لتنخلعَ له قلوب بعض الرجال، إلا أن ذلك لمن يمنع تلك الطبيبة من أن تمدّ يد العون إلى أحدهم، ومداواة جراحه، غير آبهةٍ بخطورة الموقف، ودون أن تكلف نفسها محاولة الاختباء من أولئك القتلة.
هؤلاء المجرمون الذين أدموا قلوبنا على إخوتنا وأخواتنا في حادثة وزارة الدفاع، هم ذات المجرمين الذين تستخدمهم أمريكا في حصار أبناء صعدة واختطاف نسائهم وأطفالهم، وذبح من تصل إليه أيديهم.
هؤلاء هم ذات المجرمين الذين لا يُفرّقون بين حوثيٍّ أو مؤتمريٍّ أو مستقل.. هؤلاء هم ذات الذين وصفهم الحجوري بـ”الأولاد” الذين أقدموا على فضيلة الذبح لبعض أبناء صعدة بما لا يرضاه هُوَ، والذي ذكرَ -موقعه- بأنه قد أنكرَ عليهم..!!
فهل سيستيقظ اليمنيون أمام ما تريده أمريكا وأدواتها بهم.. أم أنّ الوقتَ لا زال مُبَكّرًا على الاستيقاظ..؟!!