“يمني برس” ينقل انطباعات زوار معارض الشهداء بميدان السبعين بصنعاء
“يمني برس” ينقل انطباعات زوار معارض الشهداء بميدان السبعين بصنعاء
تأتي هذه المناسبة السنوية العزيزة”الذكرى السنوية للشهيد” في هذا العام في ظل مرحلة مهمة وحساسة على مستوى المنطقة وعلى مستوى واقع شعبنا اليمني العزيز الذي يقدم كل يوم قوافل جديدة من الشهداء الكبار والصغار, من الأطفال والنساء والشباب, يقدم الشهداء في ميادين القتال, في ميادين الشرف, في ميادين البطولة, وهو يواجه العدوان الإجرامي, يواجه الغزاة والمتعدين والمجرمين الظالمين المستكبرين.
إن هذه الذكرى المهمة تعتبر تمجيد لعطاء الشهداء الذي هو أرقى عطاء وأسمى ما يجود به الإنسان وثمرته للأمة للعز والنصر والحرية, هذه المناسبة هي أيضا إحياء للروحية المعطاءة الصامدة للشهداء في وجدان الأمة,هي أيضا تأكيد على مواصلة السير في درب الشهداء طريقة الحرية والكرامة والعزة والاستقلال, هي أيضا احتفاء وتقدير لأسر الشهداء وتذكير للأمة بمسؤولياتها تجاههم.
السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي.
لكل شهيد قصة وحكاية..وفي المناسبة السنوية لإحياء ذكراهم المقدسة يتقاطر أبناء الشعب اليمني قيادة وشعبا بما فيهم أهالي وأسر الشهداء صوب معارض الشهداء يستذكرون مآثرهم ويستمدون من صبرهم وعطائهم معاني العزة والصمود والثبات ويجددون في ضيافتهم العهد والوفاء في مواجهة الظالمين والمستكبرين والمفسدين حتى الانتصار إكراما لمن كرموا الأمة بتضحياتهم ووفائهم.
وتواصلا للاحتفاء بهذه المناسبة التي تقام في مختلف المحافظات المحررة رصد محرر”يمني برس” انطباعات بعض الزوار الذين وفدوا صباح اليوم في زياراتهم الميدانية إلى معرض شهداء وزارة الداخلية والمحافظات الجنوبية وضريح الرئيس الشهيد الصماد ورفاقه بميدان السبعين وسط العاصمة صنعاء على رأسهم الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه.
وقبل دخولك المعارض السنوية التي تحتضن صور مغاوير اليمن وأبطالها الأشاوس على ضفافها عبارات تدلل على أهمية الجهاد في واقع الأمة باعتباره سنام الإسنام فمن تركه رغبة منه ألسبه الله ثوب الذل,حيث حملت اللافتة رقم 1 “ثقافة الجهاد والاستشهاد كفيلة بإحباط مؤامرات الأعداء” بينما تصدرت الآية الكريمة “انفروا خفافا وثقالا” المدخل الرئيس للمعارض وحملت اللافتة رقم 2 عنوان”تضحيات الشهداء أثمرت عزا ونصرا وقوة”
ولافتة أخرى حملت عبارات عميقة جداً يقول عنها الزوار أنها الحقيقة بأنه لولا تضحيات الشهداء لكانت نسائنا تباع في أسواق سوق النخاسة وشعبنا يذبحون بالآلاف كما حدث في سوريا والعراق وليبيا وغيرها.
انطباعات
ومنذ الصباح الباكر لليوم الثالث منذ افتتاحها بدأت طلائع الوفود العسكرية لمختلف الواحدات العسكرية وقيادتها و شخصيات علمائية وسياسية واجتماعية وقبلية بارزة تتقاطر أفواجاً واحد تلو الآخر كل يتشوق لرؤية الشهداء العظماء ويأخذ معهم صورا تذكارية.
وبينما نحن نجول في زيارتنا التقينا بالأخ/شمسان يحيى علي – رجل مرور- عبر عن زيارته قائلا:الشهداء حياتهم ربح لا خسارة فيها بل ان الله ميزهم عن غيرهم لعظمة ما يستحقونه من التكريم والرعاية الربانية, وبعد ان اصبحوا شهداء لا يزالون يتمتعون بروح الإحسان والكرم يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم فسلام الله عليهم ما أقدسهم وأعظمهم.
من جانبه تحدث إلينا العقيد في مرور الأمانة عبدالله الجرادي بالقول:
الشهداء هم من كانوا الأمان لنا في ظلام العالم المُوحِش..وهم من تظل تضحياتهم مدرسة خالدة تنهل منها الأمم معنى السمو والعزة، ومعينا لا ينضب لكل من يهوى الحرية ويقدّس القيم الإنسانية, فتضحياتهم الكبيرة ودماؤهم الزكية تظل شاهدة على عظم المأساة وحجم المظلومية.
يواصل الجرادي حديثه: كان تحركهم في سبيل الله والحق والمستضعفين استشعارا للمسئولية تجاه قضيتهم الحقّة العادلة، فكان تحركهم بحجم مظلومية أبناء بلدهم وبحجم القيم والمبادئ العظيمة التي انطوت عليها سرائرهم, وهم من باعوا أنفسهم من الله واثقين بما عنده مُستبشرين ببيعهم الذي بايعوا الله به لأنهم يعلمون أنه سبحانه لا يخلف وعده وهم من يبذلون أقصى ما يستطيعون دون أن يلتفتوا للمقصرين و المتخاذلين من حولهم, وهم من سنظل نبتسم كل ما تذكرنا مُحياهم، وتظل ذكراهم تُعطِّر الأجواء.
بدوره يقول الأخ ضياء الدين هاشم- صحي أخ لشهيد- أن إحياء مناسبة أسبوع الشهيد السنوية تترك أثر في النفوس وتشحذ الهمم وتحكي لنا المشاهد والقيم التي حملها وهؤلاء العظماء وأنه لا خسارة أبدا مع الله, بل أن الخسارة الحقيقة هي الهروب من الحياة الأبدية إلى الحياة الفانية,ورسالتنا أنه مهما قدمنا من شهداء انما هي خطوة في بداية تحرير الأمة من الظلم والطغاة والجائرين والمتسلطين وأن دماء الشهداء هي من ستجرف عروشهم إلى أبد التاريخ.
يقول والد شهيد الشيخ أحمد العواضي عاقل حارة في السبعين معبرا عن زيارته: الزيارة ترفع معنوياتنا بشكل كبير ولن تصل إلينا هذه المعنوية إلا عند زيارتنا لهؤلاء العظماء.
ونقول لقوى العدوان احتفاء بهذه المناسبة: نحن ما زلنا أقويا وما زلنا نقدم القوافل من الشهداء في سبيل الله وسأقدم أولادي فداء لله ولدينه ولن نبخل بالمزيد وسنفي لدمائهم الطاهرة مهما بلغت معاناتنا في سبيل الله ولن تذهب دمائهم سدا..ووالله لن نتراجع ولن نتخاذل واننا على درب الشهداء ماضون وفي نهجهم سائرون حتى يأذن الله بالنصر والفتح المبين. ولن نخضع ولن نركع إلا لله الواحد القهار.
أما العقيد علي الحمزي ضابط بوزارة الداخلية أشار بالقول: نحن أتينا للمشاركة في مناسبة إحياء ذكرى الشهيد السنوية شأننا شأن أي مواطن يمني يقف في وجه العدوان وتخليداً للأبطال الذين كرموا الأمة بتضحياتهم وأننا جميعا يدا واحدة وثابتون وصامدون في وجه العدوان الأمريكي السعودي الغاشم والدول المارقة التي تحالفت ضد الشعب اليمني خدمة لتنفيذ مخططات ومشاريع أسيادهم في البيت الأبيض.
وفي هذه المناسبة نقول لدول العدوان لأحفاد القردة والخنازير ان دماء الشهداء هي التي سترد على الخروقات وعلى الجرائم والقصف , وعليهم انتظار المفاجئات التي لم تخطر لهم على بال في الأيام القادمة, وسلام الله عليكم أيها الشهداء حيث تبقون لنا منارة عزة وشموس إباء.
ووصف الشيخ ضيف الله رسام رئيس مجلس التلاحم الشعبي القبلي زيارة معارض الشهداء:
ما أعظم اللقاءات في هذه الأماكن على شرف هؤلاء الأبطال لنجدد العهد والوعد لهم من جديد لمواصلة المشوار الذي بدأه الشهداء ومن عبدوا بدمائهم الزكية طريق النصر والحرية والعزة والكرامة والإستقلال.
أما الأخ عباس الفيشاني قال أنه يشعر في زيارته لمعارض الشهداء بالحياء والخجل أمام الأسر التي تتفاخر بأبنائها الشهداء حيث أن الله لم يتخذ منا شهيدا ليفاخر به كما بقية الأسر التي وهبت وجادت بدماء فلذات أكبادها في سبيل الله.
قبلة الأحرار
بينما تستكمل الوفود التي ظلت متدفقة حتى ساعات الظهر إلى معارض الشهداء إلأ أن هناك أفواج أخرى تحث الخطى وتتسابق نحو ضريح الرئيس الشهيد صالح علي الصماد ورفاقه حيث أًصبح قبلة الأحرار في اليمن ورمز تاريخي سيخلد التاريخ بطولاته ومواقفه في أنصع صفحاته المشرقة.
الكل يقصدون ضريحه التي تحط الرحال إليه ويعبر الجميع عن محبته بباقات الورد التي توضع عليه ومن على ضفاف ثراه المبارك بوسط العاصمة الكل تدمع عيناه على حزن هذا القائد الذي جاد بنفسه والتحق بركب قافلة العشق المقدسة بعد أن مثل النموذج الأرقى في تحمل المسؤولية أثناء حمله إياها وفدى الشعب بنفسه ودمه وروحه.
وهناك يستذكر الجميع المشروع الذي أعلنه الرئيس الصماد في بناء الدولة ويرفعون شعاره المتوهج والمضيء “يد تحمي ويد تبني”.
شهداء الجنوب
الأحرار من أبناء الجنوب يحضرون في هذه الذكرى, وعلى الجانب الشرقي من ميدان السبعين جادت المحافظات الجنوبية المحتلة بعدد من شهدائها الأبرار الذين رسموا بدمائهم فجر الحرية حيث أشاد الزوار بدور أبنائهم في الدفاع عن العرض والأرض والذود عن تراب الوطن من العزاة والمعتدين ،وتضحياتهم الجسيمة في سبيل الله والوطن حيث تستقبل المنطقة المخصصة لهم الزيارات الميدانية لمختلف الشرائح الاجتماعية لليوم الثالث على التوالي وسط افتخار واعتزاز ذويهم وأهاليهم بما قدموه في مقارعة العدوان, مجددين العهد والسير على دربهم حتى تحقيق النصر.
كما وجهوا عدة رسائل لأبناء المحافظات الجنوبية إلى الانتفاضة ضد قوى الغزو والاحتلال الإماراتي بعد انكشاف مخططاتهم وما يرتكبونه من جرائم وانتهاكات فضيعة منذ احتلالهم للمحافظات المحتلة.
وفي هذه المناسبة نذكر كافة مسؤولي الدولة في هذه المرحلة برسالة صريحة وواضحة للشهيد الرئيس الصماد حيث يقول رضوان الله عليه: “ذي عاده بيحاول ينهب ولا يحصل على أرضية ولا يبنى له بيت ولا يسبر ورجال الله بيقدموا أعضائهم وأرواحهم في الجبهات فاكتبوا على جبينه سارق كائنا من كان”.