فلسطين تنتفض في وجه مؤتمر البحرين
فلسطين تنتفض في وجه مؤتمر البحرين
يمني برس – فلسطين
تواصل ورشة البحرين أعمالها لليوم الثاني وسط مقاطعة فلسطينية حكومية وفصائلية وشعبية، حيث يعتبر الفلسطينيون الورشة تطبيعا مع الاحتلال ومقدمة لتصفية قضيتهم. وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أن فلسطين ليست للبيع ولا للصفقات والمؤتمرات التي تبحث في تكريس الاحتلال. ويعم الإضراب الشامل المدن الفلسطينية، رفضا للمؤامرة التي تحاك ضد الشعب الفلسطيني.
عم الإضراب الشامل منذ صباح أمس الثلاثاء، في جميع الأراضي الفلسطينية، رفضا لمؤتمر البحرين الخائن للقضية الفلسطينية ولجميع الخطط التي تستهدف انتزاع الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني. والتظاهرات التي سرعان ما تحولت لاشتباكات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي تختصر بعضاً من الغضب الفلسطيني الذي لا يرى في هذه الخطة حلاً ولا يقبلها من الأساس.
وتوشح قطاع غزة بسواد الرفض المطلق لصفقة ترامب، كما أغلقت المحال التجارية أبوابها وكذلك معظم المؤسسات الحكومية أبوابها في الأراضي الفلسطينية المحتلة لاعلان الاضراب الشامل في مختلف المرافق الرسمية والشعبية والذي دعت اليه القوى والفصائل الوطنية للتأكيد على “الرفض الفلسطيني لصفقة القرن ومؤتمر البحرين” إضافة الى تعطيل عمل البنوك بقرار من سلطة النقد، وتعليق الدوام في معظم الجامعات والوزارات الحكومية، بما فيها المحاكم.
ورفعت الأعلام الفلسطينية الى جانب الرايات السوداء في الشوارع الرئيسية وعلى أسطح المنازل وفي الطرقات والأزقة. وتوجه العشرات من الشبان الفلسطينيين الى عدة محاور في المناطق الحدودية مع الاراض الفلسطينية المحتلة للتعبير عن احتجاجهم وإضرام النيران في الإطارات المطاطية، حيث أطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع تجاههم، مما أدى الى إصابة عدد منهم بحالات اختناق وإصابة 12 فلسطينياً، منهم 3 بالرصاص الحي؛ جراء اعتداء جيش الاحتلال الإسرائيلي على متظاهرين خرجوا احتجاجا على مؤتمر العار، قرب الحدود الشرقية لقطاع غزة مع الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وانطلقت عدة مسيرات حاشدة منددة بمؤتمر البحرين في عدد من المدن بقطاع غزة والضفة الغربية.
وفي غزة قام المتظاهرون أيضا بإحراق صور ترامب ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.
وعلى مستوى المحافظات الفلسطينية تستمر الفعاليات المنددة لليوم الثالث في محافظة رام الله والبيرة، حيث أُعلن منذ أمس يوم تصعيد ضد الاحتلال.
فيما ستقام صلاة الجمعة على الأرض المهددة بالاستيلاء عليها في قرى سالم وعزموط ودير الحطب شرق نابلس، ثم ستنطلق مسيرة غاضبة قرب مستوطنة “الون موريه”.
كما أُعلن عن يوم غضب في جميع القرى والمخيمات في محافظة أريحا على مدار اليوم.
وفي السياق، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، مساء أمس الثلاثاء، أن “فلسطين ليست للبيع، ولا للصفقات والمؤتمرات التي تبحث في تكريس الاحتلال على أرضنا”.
وقال هنية، خلال المؤتمر الوطني الفلسطيني المناهض لورشة البحرين: “نقف اليوم في لحظة تاريخية فاصلة فوق أرضنا، وفي كل أماكن وجود الشعب الفلسطيني لنقول بكل وضوح وجلاء: فلسطين ليست للبيع ولا للصفقات والمؤتمرات”، مشددا على أن “شعبنا اليوم يقف في خندق واحد وفي مربع واحد في وجه هذه الصفقات”.
وأضاف هنية : إن “شعبنا الفلسطيني يقف اليوم في مواجهة مؤتمر البحرين؛ في انتفاضة متجددة وثورة سياسية واستشعارًا منهم بالتهديد الاستراتيجي غير المسبوق الذي تتعرض له القضية الفلسطينية”.
وأشار إلى أن “شعبنا لم يفوض أحداً كائناً من كان للتنازل والتفريط. والأرض لنا، و القدس لنا، والله بقوته معنا”، لافتا إلى أن مؤتمر البحرين سياسي بغطاء اقتصادي، وأن أمريكا التي فشلت في كل سياساتها وتطويع المنطقة لن تنجح في تمرير هذه الصفقات.
وأوضح أن مؤتمر البحرين وصفقة ترامب يهدفان إلى العمل والتمهيد لتصفية القضية الفلسطينية، وإعطاء الضوء الأخضر للاحتلال ليبسط احتلاله وسيطرته على كل الضفة الغربية، وفتح باب التطبيع بين الدول العربية وبين الاحتلال، وإعادة ترتيب مصفوفات ما يسمى الأعداء في المنطقة على قاعدة دمج هذا المحتل في المنطقة العربية وتنصيب عدو من داخل الأمة كأنه هو العدو لشعبنا وأمتنا.
وذكر أن “صفقة القرن ومؤتمر البحرين ليسوا قدرًا على الشعب الفلسطيني”، موضحا أن “الشعب الذي أفشل كل المخططات وكل الصفقات قادر على أن يُفشل هذه الصفقة”.
ولفت إلى أن “توقيت مؤتمر البحرين يأتي في التاريخ نفسه الذي تمكنت فيه فصائل المقاومة وعلى رأسها كتائب القسام تنفيذ عملية الوهم المتبدد وأسر شاليط”.
ووجه هنية رسالة إلى المجتمعين في المنامة قائلا: “إن مؤتمركم وهم سيتبدد على صخرة صمود شعبنا ووعيه وإرادة الجماهير الفلسطينية”، مشيرا إلى أن “الموقف الفلسطيني موحد في مواجهة صفقة القرن”.
كما دعا هنية إلى بناء إستراتيجية وطنية تقوم على أولويات، وهي التأكيد على التمسك الثابت الصارم بكل ثوابت القضية الفلسطينية، وفي مقدمتها القدس وحق العودة والدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس على التراب الوطني الفلسطيني كاملا.
وقال: إننا في حركة حماس جاهزون من الآن للقاء يجمعنا بالأخ أبو مازن وقيادة حركة فتح في غزة أو في القاهرة أو في أي مكان، داعيا إلى عقد الإطار القيادي المؤقت وفق اتفاقية القاهرة عام 2005.
وشدد على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية تدير شؤوننا في غزة والقدس والضفة، وتحضر لانتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني فلسطيني حسب اتفاقيات 2017 في القاهرة وبيروت.
بدوره أكد رئيس الحكومة “محمد اشتيه” إن عدم مشاركة الفلسطينيين في ورشة البحرين الاقتصادية أسقط الشرعية عنها، واصفا محتواها بالهزيل ومخرجاتها بالعقيمة.
وأضاف رئيس الوزراء في حديثه للصحافيين قبيل الجلسة الأسبوعية للحكومة في رام الله: “حتى التمثيل في هذه الورشة لم يكن كما يجب، وأهم تمثيل فيها لفلسطين التي تغيب عن هذا المؤتمر، بل نحن رفضنا أن نشارك”.
وقال اشتيه “هذا المؤتمر يعقد بغيابنا، وهذا يسقط الشرعية عنه، والقضية الفلسطينية حلها سياسي متمثل في إنهاء الاحتلال وسيطرتنا على مواردنا، وسيكون بإمكاننا بناء اقتصاد مستقل”.