بعد تقديمها لمبالغ مالية كبيرة.. مناورة سعودية جديدة بين اروقة الأمم المتحدة لمنع إدراجها ضمن “قائمة العار” للعام 2019
بعد تقديمها لمبالغ مالية كبيرة.. مناورة سعودية جديدة بين اروقة الأمم المتحدة لمنع إدراجها ضمن “قائمة العار” للعام 2019
يمني برس- متابعات
توقع دبلوماسيين دوليون أن يُحجم تقرير مقبل للأمم المتحدة يتضمن “قائمة عار” بمرتكبي الانتهاكات بحق الأطفال عن توجيه انتقادات شديدة إلى تحالف العدوان السعودي الامريكي الاسرائيلي على اليمن، رغم مقتل مئات الأطفال ابشعها مجزرة استهداف تحالف قوى العدوان حافلة محملة بأكثر من 100 طفل في سوق ضيحان العام الماضي ما ادى الى استشهادهم .
ومن المقرر أن يُصدر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، “قائمة العار” السنوية، في وقت لاحق هذا الشهر، وقبل اجتماع مجلس الأمن الدولي في 2 أغسطس، بشأن الأطفال والصراعات المسلحة.
وتم إدراج قوى تحالف العدوان على اليمن على القائمة السوداء للأمم المتحدة عام 2016، لكنه رُفع لاحقاً بعد أن دفعت السعودية أموال كبيرة لتمويل برامج الامم المتحدة، واصدرها رد فعل غاضب وتهديدها بقطع التمويل عن برامج الأمم المتحدة اذا تم اداراجها.
ولتهدئة الرياض، قامت الأمم المتحدة بتقسيم القائمة إلى قسمين عام 2017 وإدراج تحالف العدوان على اليمن في “القسم ب”، الذي يسلّط الضوء على الجهود التي يبذلها تحالف العدوان لتفادي قتل وتشويه الأطفال في اليمن، في تعامي وتغطية للجرائم التي يرتكبها العدوان السعودي الامريكي بحق الاطفال في اليمن.
يُتوقع أن يُحجم التقرير عن توجيه انتقادات شديدة إلى تحالف السعودية في اليمن رغم مقتل عشرات الأطفال.
وبحسب دبلوماسيين على دراية بالتقرير، فقد تسلّم غوتيريس مسوّدة توصيات من مبعوثته التي رأت أنّ التحالف يجب أن يبقى في القسم الخاص في القائمة التي تلحظ مراجعة الإجراءات المتخذة لتجنب استهداف مدنيين.
وتأتي هذه التوصيات في أعقاب مقتل 40 طفلاً، في أغسطس/آب العام الماضي، عندما هوجمت حافلتهم في محافظة صعدة، وأقر التحالف بعدها بحصول “أخطاء”.
وأوصت الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والصراعات المسلحة فيرجينا غامبا، بأن يتم نقل ما يتصل بالقوات المسلحة في بورما وسورية وجنوب السودان إلى القسم الخاص بالمراجعة مع توضيح الإجراءات المتخذة لحماية الأطفال، وفق دبلوماسيين.
ويبقى من غير الواضح إن كان غوتيريس سيدعم توصيات مبعوثته في تقريره الأخير، لكن جماعات حقوق الإنسان أعربت عن تخوّفها.
وقالت مديرة برنامج الأطفال والصراعات في منظمة “ووتش لست” غير الحكومية أدريان لابار: إنّه “لا ينبغي للأمين العام غوتيريس أن يموّه الكلام عندما يتعلق الأمر بتسمية مرتكبي هذه الجرائم، ويجب أن يضع جميع المنتهكين في قائمة عار واحدة”.
وأضافت على حد تعبيرها: “طالما استمرت الغارات الجوية التي تقودها السعودية والإمارات في قتل وتشويه الأطفال في اليمن، فإنّ التحالف لا يستحق أي ثناء على وعوده الفارغة بحمايتهم”.
وقال مدير الأمم المتحدة في “هيومن رايتس ووتش” لويس شاربونو، على حد تعبيره: “إنّه “في 2018 وحتى عام 2019 واصل التحالف الذي تقوده السعودية شن هجمات على المدارس والمستشفيات تم توثيقها جيداً، إضافة إلى انتهاكات جسيمة أخرى ضد الأطفال في اليمن”.
وأضاف أنّ التحالف “يجب ألا يحصل على ثناء غير مستحق من خلال إدراجه في القسم ب” من قائمة العار.
في المقابل، رفض متحدث باسم غامبا التعليق، وقال إنّ التقرير النهائي لم ينشر بعد.
وأبلغت غامبا مجلس الأمن، في إبريل الماضي، أنّ عدد الانتهاكات بحق الأطفال التي تم التحقق منها في اليمن “مذهلة”، وألقت باللوم على تحالف العدوان على اليمن الذي تقوده السعودية والامارات.
وأشارت غامبا إلى أنّ الأمم المتحدة تحققت من 350 هجوماً على المدارس والمستشفيات في اليمن خلال تلك الفترة.