للأسبوع الثاني.. الردع الثانية تكبد الاقتصاد السعودي خسائر يومية تقدر بـ 400 مليون دولار
للأسبوع الثاني.. الردع الثانية تكبد الاقتصاد السعودي خسائر يومية تقدر بـ 400 مليون دولار
يمني برس- اقتصاد
اجبرت عملية الردع الثانية للجيش اليمني عبر ضربات الطيران المسير على منشأتين نفطيتين تابعتين لشركة “أرامكو” السعودية العملاقة، في ثالث هجوم من هذا النوع خلال خمسة أشهر على منشآت تابعة للشركة، اجبرت السعودية بحسب بعض المراقبين على ايقاف نحو نصف إنتاجها من النفط اي ما يقارب خمسة ملايين برميل من النفط يوميا، وهو ما تسبب بحدوث خسائر كبيرة خصوصا وان الهجمات استهدفت أكبر مصفاة لتكرير النفط ومعالجة الخام في العالم في بقيق بالمنطقة الشرقية، حيث اشارت بعض التوقعات ان المملكة ستتكبد خسائر تقدر بأربعمائة مليون دولار يوميا.
ويرى مراقبون دوليون ان الاستهدافات المتكررة للنفط السعودي، ربما ستغير موازين القوى وستجبر السلطات في المملكة على ايجاد حلول عاجلة من اجل انهاء هذه الحرب المدمرة التي اضرت بالمملكة وباقي حلفائها، وستعد شركة أرامكو، التي تُعتبر قوة اقتصادية في البلاد، لتعويم الأسهم كجزء من الجهود الرامية إلى إبعاد الاقتصاد السعودي عن اعتماده على النفط..
وتوظف الشركة التي اصبحت هدف سهل للجيش اليمني أكثر من 65 ألف شخص في جميع أنحاء العالم. وتشمل عملياتها استكشاف وإنتاج النفط والغاز، وكذلك التكرير والبتروكيماويات والشحن الدولي والتسويق وتوزيع النفط والغاز.
وبحسب الصحفي أسامة بن جافيد من شبكة الجزيرة ان ارامكو ليست شركة عادية، بل إنها شركة تدير بلدًا، وهذا البلد يلعب دورا محوريا في الشرق الأوسط، كما ان أرامكو السعودية ليست في قلب السياسة فحسب، بل في الاقتصاد والحياة في السعودية.
وقال بن جافيد إن هجمات الطائرات المسيرة “للجيش اليمني” قد يكون لها “تأثير أوسع على السعودية والأشخاص الذين ينظرون إلى المملكة كفرصة استثمارية محتملة”.
وأضاف “ما فعله “للجيش اليمني” ليس فقط إلحاق الضرر، بل هو أمر رمزي كذلك. لقد أخبروا السعودية أن لديهم قائمة بالأهداف، وأنهم سيواصلون هجماتهم، لذا فهذه مشكلة دائمة تواجهها السعودية”.
وفي الأشهر الأخيرة، نفذ “للجيش اليمني” سلسلة من الهجمات بطائرات مسيرة وصواريخ تستهدف القواعد الجوية السعودية وغيرها من المنشآت. في أغسطس الماضي ، أدى هجوم “للجيش اليمني” بالطيران المسير إلى نشوب حريق في منشأة الشيبة لتسييل الغاز الطبيعي في جنوب البلاد، لكن الشركة لم تُبلغ عن وقوع إصابات.
وفي هذا الشأن كان وزير الطاقة السعودي، المعين قبل فترة قصيرة من الهجوم على منشأتين في قلب صناعة النفط السعودية، في لندن عندما علم في منتصف الليل بأكبر هجوم على الإطلاق على البنية التحتية النفطية بالمملكة. وقالت ثلاثة مصادر مطلعة إن الأمير عبد العزيز بن سلمان، وهو مسؤول نفطي مخضرم وعضو بارز في عائلة آل سعود الحاكمة، سارع بالعودة إلى المملكة، مستقلا طائرة خاصة إلى مقر أرامكو في الظهران لتقييم الأضرار والتعامل مع تداعيات الهجوم في أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم.
وقالت وسائل اعلام دولية إلى أن اجتماع قريب لمسؤولون في شركة أرامكو في ما يشار إليه داخليا باسم غرفة ”مراقبة الحالات الطارئة“ بمقر الشركة. وتقدم مقابلات أُجريت مع أكثر من عشرة مسؤولين خليجيين وغربيين أكثر الروايات تفصيلا حتى الآن عن تعامل المسؤولين السعوديين وشركة النفط الحكومية أرامكو مع الهجوم الأشد تدميراً على السعودية منذ أن بدأت العدوان على اليمن قبل أكثر من أربع سنوات. وقد أدى الهجوم إلى وقف أكثر من نصف إنتاج المملكة من النفط، أو ما يقرب من ستة في المئة من إنتاج النفط العالمي.
وحسبما أفاد مصدر مطلع عن مصدر مسؤول سعودي، أن أرامكو، التي تدير مجموعة متنوعة من المشاريع الكبيرة في المملكة، نشرت أكثر من خمسة آلاف متعاقد وسحبت موظفين من مشاريع أخرى للعمل على مدار الساعة لإعادة الإنتاج إلى مستوياته الطبيعية. وقال مسؤولون سعوديون ومصادر في قطاع النفط، زاروا الموقع أو تم إطلاعهم على الهجمات، إن التقديرات الأولية تشير إلى أن الضرر كبير وأن إعادة الإنتاج بشكل كامل قد تستغرق أسابيع أو شهورا.