{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَة }
{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَة }
هكذا هو شعار المناسبة لإحياء المولد النبوي الشريف على صاحبه أفضل السلام وأتمّ التسليم ، وعلى النحو فاليمانيون في ظِل العام الخامس من العدوان يحيّون هذه المناسبة بكل فرح و استبشار ، كيف لا ! فهو مُنقذ البشرية بكلها أرسله الله رحمة بنا وأسوة لنا ، فهذا الخطاب الإلهي الموجه لعامة الناس بقوله تعالى ” أسوةٌ حسنة ” أي التأسي برسول الله بأخلاقة ، وجهاده ، وصبره ، ودفاعه عن دين الله ، وإعلاء كلمة الله وعدم الخضوع للطواغيت والمجرمين ، من ما يُرجح أن الرسول – صلّ الله عليه وآله – هو الأجدر في الإقتداء به ، في شخصِه ، وأسوةٌ في أخلاقه ، فالتأسي برسول الله هو اتباعٌ لتعاليم الإسلام وكل توجيهاته و أوامره ؛ ولأن القرآن الكريم كان هز معجزتة والذي تنزل عليه آياته العظيمة والشريفة ويؤكد على أن الرسول هو الأسوة ؛ ولأن الأسوة لا تكون إلا حسنة فرسول الله هو القدوة للعالمين أجمع ..
منذُ نشوء هذه البشرية وبداية المشوار الحياتي لها وهدى الله ونوره يواكب جميع الفترات والأزمنة ، وعلى مدى التاريخ والأُمم أرسل الله رُسله لتبليغ الناس وهدايتهم وتعريفهم بالخالق الذي خلقهم ، وتنظيم حياة الناس وإزالة الظلم والفساد ، لكن تلك الأمم بالرغم من إرسال الله الرُسل بمعجزاتهم العديدة للهداية ؛ كان مصيرهم هو الفشل والهلاك والخُسران المبين نتيجة إعراضهم عن الأنبياء وإرتباطهم بالطواغيت والمجرمين والمفسدين آنذاك.
ولأن الله مُتم نوره ،فمن رحمته أنه لم يدع العباد يتخبطون ويتيهون فبعد سلسة طويلة من الأنبياء والرُسل والأقوام التي لم تستجب لداعي الله خَتمَ الله رسالته برسولِ ختم بعثة الله للعالمين ، أصطفاه الله ، وأنشأه ، وحفظه بعينه التي لا تنام ، ومنحه مُؤهلات إيمانية جعلته بمستوى التحمل للمسؤولية والرسالة التي بعث من أجلها ، وهذا مما جعلة ذاو أخلاقاً عالية معروفة لدى عشيرته ، أعتنى الله به سبحانه وتعالى ورباهُ وهيئه ، منحه الله الحكمة والعظمة ، فقد عرف عليه الصلاة والسلام بالصادق الأمين فبتلك المؤهلات التي أوصلته إلى ذروة الكمال البشري ؛ بُعِث في أمة كانت على شفى حفرةٍ من النار ، أمةٌ طغى عليها الجهل والشرك والظلم والفساد ،عبادة الأصنام وتعدد الألهات كان واقعٌ تعيشه قبائل قريش وما جاورها ، ولكن الرسول – صلى الله عليه وآله – بما أتاه الله من قوة وحكمة وأتاه المعجزة الخالدة وهيه كتاب الله وبكل تلك المؤهلات استطاع في فترة عمره الوجيزة التي قضاها في إبلاغ رسالة الله وحمل هذا الدين وإيصاله إلى أصقاع العالم ، فبجهاده وصبره وتضحياته وإيمانه الواثق بالله هو والمؤمنون غيّرَ واقع أمةٍ بأكملها ، استطاع إخراج الأمة من ماهي عليه من الظلمات إلى النور ، من الشرك والجهل إلى عبادة الله الواحد الأحد.
فبعد أن كان يأكل القوي منهم الضعيف أرسى دعائم العدل وبنى أمة إسلامية عادلة ، أعاد إلى الأمة كرامتها وعزتها ، أصبح مجتمع تسوده المحبة والإخاء ومكارم الأخلاق ؛ ولأن إقامة الدين مقترن بالجهاد في سبيل الله فالرسول أقام هذا الدين وبّلغ البلاغ المبين ، وقاد الأمة تحت راية الله ، خاض المعارك وضحى في سبيل الله للدفاع عن الحق والمستضعفين والمظلومين ، هو أعظم قائد عرفته الأمة والتاريخ بكل عصوره ، كان قائداً مصحوباً بالنصر الإلهي فارتباطنا به يعني ارتباطاً بالدين كُله ، بجميع جوانبه ، فكيف لا يكون هو الأسوة الحسنة التي من الواجب على الأمة بكلها اتباعه والاقتداء به.