ما بين أخلاق الأنصار وغِلّ الأشرار
ما بين أخلاق الأنصار وغِلّ الأشرار
يمني برس: بقلم – أم روح الله وجيه الدين
عندما ينتصر أنصارُ الله سياسيّاً وعسكرياً ومخابراتياً وَرياضياً ينتصرون أخلاقياً، لم يحتمل العدوُّ وهو يشاهدُ عمليةَ “نصر من الله” ما رأى من بطولات أسطورية، فجن جنونُه بهكذا انتصار، وهو يشاهد مدرعاته وأسلحته الفتاكة المتطورة التي لم يدفعْ ثمنَها بعدُ، تقعُ كأوراق خريف متساقطة بيد أبطال الجيش واللجان الشعبيّة، وتُحرق بولاعةٍ ثمنها 50 ريالاً يمنياً، وجنوده يُؤسرون ويصرّحون بأنهم مجبورون على خوض حرب لا ناقةَ لهم فيها ولا جمل، ومرتزِقته يتهاوون كجرادٍ منتشر، وكُلٌّ يقول بأنه أتى لأجل المال بعدَ تضييق الحصار على أبناء الوطن، وآخر يلعن فلاناً فهو من أتى به إلى هنا، كُـلُّ هذا أمام العالم العربي والإسلامي والأوروبي.
كُـلّ هذا تتناقلُه وسائلُ الإعلام المحلية والدولية وبكُـلّ اللغات، رأى العالمُ تعاملَ أنصار الله مع أسراهم من الغزاة المحتلين والمرتزِقة رغم كثرة عددهم، فمنهم من يطبّب ذاك الجريح، ومنهم من يوزّعُ الماءَ والعصائرَ على الآخرين، حتى أن الأسرى مما رأوا من قيم وأخلاق صرخوا من تلقاء أنفسهم مع الأنصار تلك الصرخة التي هزّت عروشَ المستكبرين.
رأوها متجسدةً قولاً وفعلاً في أبطال الجيش واللجان الشعبيّة، فهم أشداءُ على الكفار رحماءُ بينهم وبين أبناء جلدتهم ووطنهم الغالي، الذي ضحّوا من أجله بأنفسهم وأموالهم وفلذات أكبادهم.
في الطرف الآخر، ترى مرتزِقةَ مأرب يقومون بتعذيب الأسرى حتى الموت، لم تأتِ هذه الأخلاقُ لا في شريعةٍ ولا في دين، فقد قال الإمامُ علي -عليه السلام- لمالك الأشتر عندما ولاّه على مصر: (الناسُ صنفان: إما أخٌ لك في الدين أو نظيرٌ لك في الخلق)، هذه هي أخلاق الإسلام، أخلاق الدين المحمدي، أخلاق أمير المؤمنين -عليه السلام- وشيعته ومن سار على نهجه، لا يسيئون لمن يخالفُهم بالدين أَو المذهب؛ لأنه إنسانٌ، بينما هؤلاء الوحوش الذين لا ينتمون لأي دين بل لا يمتُّون للإنسانية بصلة، بل يدينون بالوهابية التكفيرية التي تجيز لهم تعذيب الأسير وقتله وقطع الرؤوس؛ لذا لم يراعوا في الأسرى إلًّا ولا ذمةً، تلك أفعالُ الصهيونية الماسونية أحفاد السامري، تربّوا وتشرّبوا هذه الثقافة عبرَ عقود أثناء تدرّبهم على ذلك، تلك هي قيمهم وهؤلاء هم الأنصار، فشتانَ ما بين الثرى والثريا.