ما هو سرّ تزايد مواقف الرياض المعادية ضد طهران؟
ما هو سرّ تزايد مواقف الرياض المعادية ضد طهران؟
يمني برس:
كشفت العديد من المصادر الإخبارية بأن العاصمة السعودية الرياض استضافت قبل عدة أيام اجتماعاً أمنياً وعسكرياً هدف إلى مواجهة إيران في المنطقة، ولفتت تلك المصادر إلى أن ذلك الاجتماع جاء بالتزامن مع عقد قمة مناهضة لإيران في العاصمة البحرينية المنامة، حضرها العديد من المسؤولين الصهاينة وممثلين عن عدد من الدول العربية الصديقة لـ”تل أبيب”.
كما ذكرت تلك المصادر الإخبارية، بأنه قبل عدة أشهر عقد عدد من المسؤولين العرب والصهاينة اجتماعاً مناهضاً لإيران في العاصمة البولندي “وارسو” ولكن ذلك الاجتماع باء بالفشل.
وفي هذا الصدد، ذكرت العديد من وسائل الإعلام السعودية بأن رؤساء أركان دول عربية وأجنبية، عقدوا يوم الاثنين الماضي اجتماعاً في العاصمة السعودية الرياض، لبحث التهديدات الإقليمية وأمن الملاحة بالمنطقة”.
وذكرت تلك الوسائل الإعلامية، أن رؤساء الأركان في دول مجلس التعاون الخليجي، ونظراءهم في مصر، والأردن، وباكستان، وبريطانيا، وأمريكا، وفرنسا، وكوريا الجنوبية، وهولندا، وإيطاليا، وألمانيا، ونيوزيلندا، واليونان، شاركوا في اجتماع الأمن والدفاع لرؤساء الأركان.
وأشارت إلى أن هذا الاجتماع جاء للتأكيد على الحماية البحرية والجوية للمنطقة، والمشاركة بالقدرات المطلوبة لحماية أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط.
وحول هذا السياق، قال “فياض الرويلي” رئيس الأركان السعودي، إن “انعقاد هذا الاجتماع يأتي لمناقشة القضايا الأمنية والدفاعية التي تحيط بدول المنطقة“.
وأضاف “الرويلي”: “إن هذا الاجتماع جاء للتوصل إلى أنسب الطرق لتوفير القدرات العسكرية المشتركة التي تحقق تأمين الحماية للمنشآت الحيوية والحساسة”.
يذكر أن عدداً من وسائل الإعلام السعودية زعمت بأن المشاركين في هذا الاجتماع أكدوا في البيان الختامي الذي صدر في نهاية هذا الاجتماع، على موقفهم الموحّد ضد الهجمات التي يشنّها أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية على السعودية وعن عزمهم على ردع مثل هذه الهجمات التي استهدفت المنشآت النفطية بالسعودية.
مواقف قادة الجيش السعودي المعادية لإيران
زعم الفريق أول “فياض الرويلي” رئيس هيئة الأركان العامة في السعودية، أن انعقاد المؤتمر يأتي لمناقشة التحديات والتهديدات والقضايا الأمنية والدفاعية التي تحيط بدول المنطقة التي تحتوي على حوالي 30 في المئة من إمدادات الطاقة في العالم، وتشكل الممرات الملاحية ما نسبته 20 في المئة من الممرات التجارية العالمية، وهو ما يعادل 4 في المئة من الناتج القومي العالمي .
كما زعم “الرويلي”، أن هذا الاجتماع التي عقد في العاصمة السعودية الرياض جاء للتوصل إلى أنسب الطرق لتوفير القدرات العسكرية المشتركة التي تحقق تأمين الحماية للمنشآت الحيوية والحساسة، حيث إن المنطقة ما زالت تعاني من أزمات متواصلة منذ نجاح الثورة الإسلامية في إيران.
كما وجّه “الرويلي” أصابع الاتهام نحو طهران وزعم أن النظام الإيراني يعمل على مبدأ تصدير الثورة للدول الأخرى، والخروج عن الأعراف والاتفاقيات والمعاهدات الدولية، ونشر الفوضى بتوظيف المذهبية الدينية لخدمة السياسة وبتبنّي ودعم جماعات وأذرع وعناصر موالية لها.
وأكد “الرويلي” أن القوات المسلحة السعودية تتصدى بكل فخر واعتزاز لكل التهديدات، داعياً الجميع للمشاركة بفعالية في تعزيز القدرات والإمكانات للتصدي لكل التهديدات بالمنطقة.
عادل الجبير يزور عدداً من الدول الأوروبية لإعادة تلفيق اتهامات كاذبة بطهران
كشفت العديد من وسائل الإعلام السعودية بأن وزير الخارجية البريطاني “دومينيك راب”، بحث قبل عدة أيام مع وزير الدولة للشؤون الخارجية عضو مجلس الوزراء السعودي “عادل الجبير”، العلاقات الثنائية بين السعودية وبريطانيا.
ولفتت تلك الوسائل إلى أن اللقاء الذي عُقد بمقر وزارة الخارجية البريطانية في لندن يوم الإثنين الماضي، تطرّق إلى بحث المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، والتشاور حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وخلال ذلك الاجتماع زعم وزير الخارجية السعودي أن سياسة التهدئة لن تنجح مع إيران وأن السبيل الوحيد لدفع طهران للجلوس إلى طاولة المفاوضات هو ممارسة أقصى قدر من الضغوط عليها.
كما ذكرت وسائل الإعلام السعودية بأن الوزير السعودي زعم وجود إشكالية في التعاطي مع طهران حيث قال، “أفراد الحكومة الإيرانية يتحدثون لكن ليس لديهم سلطة، وأصحاب السلطة، مثل الحرس الثوري، لا يريدون التفاوض”، وفي نهاية حديثه، زعم وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية “عادل الجبير”، أن بلاده مقتنعة بتورط إيران في هجمات أرامكو التي وقعت منتصف سبتمبر الماضي، نافياً وجود وساطة معها لتخفيف حدة التوتر، ونفى “الجبير” أن تكون الرياض ساعية لتغيير النظام في إيران، مؤكداً أن ما يهم بلاده هو أن تغيّر طهران تصرفها في المنطقة.
الأهداف الكامنة وراء زيارة وزير الدفاع الأمريكي للسعودية
ذكرت وسائل إعلام سعودية بأن وزير الدفاع الأمريكي “مارك إسبر” وصل إلى السعودية يوم الاثنين الماضي وسط تزايد التوتر بين أمريكا وإيران وسعي روسيا لتعزيز نفوذها في الشرق الأوسط، ولفتت تلك الوسائل الإعلامية إلى أن “إسبر” اجتمع مع وزير الدفاع السعودي الأمير “خالد بن سلمان” وبعد ذلك عقد اجتماع مصّغر مع العاهل السعودي الملك “سلمان” وولي العهد الأمير “محمد بن سلمان” وكشفت تلك الوسائل الإعلامية أن هذه هي أول زيارة يقوم بها “إسبر” في الشرق الأوسط منذ توليه منصبه هذا الصيف، وهي زيارة تهدف جزئياً لطمأنة الرياض بخصوص العلاقة الثنائية.
وفي سياق متصل، ذكر العديد من الخبراء السياسيين بأن زيارة وزير الدفاع الأمريكي إلى السعودية، جاءت كمحاولة لتقويض نتائج زيارة الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” التي قام بها الأسبوع الماضي إلى الرياض، وزيارة رئيس الوزراء الباكستاني “عمران خان” للرياض ولطمأنة السعوديين بشأن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا.
لقد قال “إسبر”، خلال زيارته للسعودية، إنه سيدعو شركاء حلف شمال الأطلسي “الناتو”، لدعم القدرات الدفاعية السعودية، بما فيها الجوية.
يذكر أن واشنطن قررت في الـ11 اكتوبر الماضي نشر ثلاثة آلاف جندي إضافي ومعدات عسكرية، ضمنها صواريخ باتريوت ومنظومة “ثاد” في السعودية لحماية حليفتها الرئيسية في المنطقة من أعمال زعزعة الاستقرار التي يزعم الأمريكيون إن إيران تقودها.
في الواقع، يمكن تفسير سبب تنامي الموقف العدائي للمسؤولين السعوديين ضد إيران وعقدهم لقمة أمنية وعسكرية في الرياض على أنها تحركات أمريكية لإحباط أي خطة للتقارب بين السعودية وإيران.
وهنا يؤكد العديد من الخبراء السياسيين بأن واشنطن استغلت وما زالت تستغل الشمّاعة الإيرانية لتخويف الدول الخليجية وإجبارها على شراء الكثير من الأسلحة من أمريكا.
المصدر: الوقت