هل قتل البغدادي فعلا.. !؟
.
أحمد يحيى الديلمي
للمرة الثانية تعلن أمريكا أنها تمكنت من قتل زعيم ما يسمى بالدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي، وخرج على الناس الرئيس الأمريكي من حظيرة أبقاره المشهورة في حلة قشيبة يبدو عليه زهو المنتصر ليعلن على الناس إنه حقق انتصارا عظيما، وتمكن من استهداف البغدادي في منزل نائي بمدينة إدلب السورية.
بينما قال شهود عيان إنهم عهدوا بأن من في المنزل مواطن عادي كان يدخل ويخرج من البيت بهيئة مدنية لا علاقة له بالجوانب العسكرية.
المصادر نفسها قالت إن الضربة الصاروخية القوية أدت إلى مقتل عدد من المدنيين بينهم نساء وأطفال.. مشيرة إلى أن من ضمن القتلى زوجتي البغدادي نفسه.
والسؤال المهم هنا هو أن أمريكا أعلنت عن قتله في فترة سابقة في العاصمة العراقية بغداد، وقادت عملية راح ضحيتها العشرات، وبعد مضي فترة زمنية اكتشف الناس أن البغدادي لا يزال على قيد الحياة، ويتماهى مع خطط أمريكا في استهداف بعض القوى العراقية التي كانت تعارض الوجود الأمريكي.
وفي هذه المرة تواجد وزير الدفاع الامريكي مارك اسبر في المنطقة منذ أيام، وتنقل في عدة دول وهو يخطط لهذه العملية .
في المقابل أعلن الرئيس ترامب انسحاب قواته من إدلب بعد أن تخلصت من قوى الإرهاب ممثلة في رجال الدولة الإسلامية، وكان الإعلان قبل ثلاثة أسابيع من هذه الهالة الكبيرة التي تمحورت حول استهداف البغدادي والتمكن منه، فهل يعني هذا أن أمريكا استغنت عن خدمات البغدادي أم أنها قد أوجدت شخصا آخر يساعدها على الاستمرار في المنطقة، هذه المرة سيعيدها إلى العراق بحسب المؤشرات الأولية التي أكدت أن أمريكا سحبت القسط الأكبر من قواتها الموجودة في سوريا إلى العراق، وفي هذا دلالة واضحة على أن ترامب قد ظفر بالآلية التي ستمكنه من اقناع الشارع الأمريكي بأنه بطل تاريخي يستحق العودة إلى كرسي الرئاسة، وهي معادلة تبدو صعبة بعد المأزق التي تسبب بها هذا الرئيس، وما أظهره من حالة شذوذ فكري جعلته يوزع المفاسد يمنيا وشمالاً، وفي كل الأحوال يظل السؤال قائما هل قتل البغدادي فعلا أم أنها مجرد مسرحيات هزلية تمكن أمريكا من استهداف الآمنيين في مساكنهم، ومبررا لتواجد القوات الأمريكية في المنطقة.
ونحن نقول العاقبة للمتقين .. والله من وراء أمريكا محيط!!؟