الإغتيال الكبير..!!
الإغتيال الكبير..!!
لم تعد المزاجية والتقلبات الحادة في المواقف والاتجاهات والسياسات ،في الإدارة الأمريكية، ترامبية المصدر والمنشأ ، و أحد ابرز صفات رئيسها الحالي، فهناك جزء كبير من الدولة العميقة ذهب ادراج الرياح، مع قدرة ذلك المعتوه على تكوين فريق من امثاله، ومن الذين هم على شاكلته في أهم مناصب تلك الادارة ..
كم كان مستغربا ذلك التراجع المهين الذي أذل رئيس أقوى دولة في العالم ، و أنزله الى مرتبة الثعلب بعد التربع على عرش مملكة الغاب ، في معمعة التصعيد والتوتر بين الخصمين اللدودين ؛ امريكا وإيران ، بعد إسقاط طائرة التجسس الأمريكية من قبل الحرس الثوري.. وفي ذات السياق ، و على ذات الدرجة العالية من الاستغراب تقابل ، هذة الهمجية الأمريكية ، بإغتيال القائد سليماني ، بما يمثله ذلك من قمة التوحش والتصعيد والقفز بمستويات التوتر الى مرحلة اللاعودة..
هذا التخبط الأمريكي والمزاجية الحادة كما يبدو قد اربكت الجميع بلا استثناء بما فيهم اعداء أمريكا ، وتحديدا الجانب الإيراني ، حتى أن قائدا مهما في حجم قاسم سليماني يتحرك علنا و بكل وضوح ، و يدخل أحد أوكار العدو التي له فيها تواجد عسكري وسيطرة جوية..بمعني أن فرضية الأغتيال كانت غائبة من الحسابات الإيرانية على اعتبار ان ذلك من الخطوط الحمر الذي لا يمكن تجاوزها أمريكيا…
من قراءة أول تصريح لترامب ، واثناء تبنيه عملية الاغتيال و تسويقه للمبررات، ظهر بكل وضوح قصر نظره ، وحماقته المعهودة، و غياب كل مظاهر التفكير الاستراتيجي فيما أقدم عليه..
لقد كان اكثر من ساذج عندما اعتقد ان قتل سليماني سيمنع اندلاع الحرب فيما الحقيقة التى يجب عليه ان يؤمن بها انه قدح شرارتها الأولى..حرب ستشكل خطر كبير على التواجد الأمريكي في المنطقة ، إن لم نقل أنها لن تبق ولن تنذر اي مظهر من مظاهر ذلك التواجد ، والبواكير قد بدأت في تحركات مجلس النواب العراقي…
لقد تحول قاسم سليماني من مجرد قائد عسكري ايراني ، كان يكثر من التنقلات بين جبهات المواجهة، وله حضور فاعل في خطوط التماس الاولي التي تناهض وتقف في وجه الصلف والغطرسة الأمريكية الى بطل قومي ايراني ، و رمز إسلامي على مستوى قطاع عريض من العالم الإسلامي، سيلاحق التواجد العسكري والنفوذ الامريكي في المنطقة ويقض مضجعه..ولن تكون مرحلة مابعد اغتيال سليماني كما قبلها…