قراءة في خطاب القائد
قراءة في خطاب القائد
في مناسبة ذكرى الشهيد السنوية الذي يحتفي بها الشعب اليمني العظيم بشكل مستمر ومتميز .. أطل علينا اليوم قائد الثورة الشعبية سماحة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله في خطاب تاريخي بكل المقاييس .. تضمن شرح مفصل عن تضحيات الشهداء وعظمة هذه التضحيات .. وعن خطورة الدور الامريكي وتواجده العسكري في المنطقة .. وعن العدوان على اليمن بكل اشكاله العسكرية والاقتصادية والإعلامية .. كما تضمن تساؤلات محورية وإجابات واقعية من حيث إيجابياتها أو نواقصها .. كما تضمن مخططا حكيما للمرحلة القادمة قوامها تحصين وتثمين المكتسبات وتصحيح العثرات وتوجيه البوصلة تجاه العدو الحقيقي لهذه الامة ..
وبعيدا عن قراءة الجسد والإشارات والحديث عن المناسبة .. ولكي لا يكون هناك إسهاب سنتحدث عن اهم المرتكزات والمحاور التي وردت في الخطاب .. ومنها الدور الامريكي في العدوان على اليمن وحراك الشعب اليمني ضد مشاريع التمزيق والتجزئة والتفتيت الذي يسعى الامريكي لتنفيذها في اليمن والمنطقة .. وتحدث عن اجرام امريكا في المنطقة وآخرها جريمة اغتيال الشهيدين قاسم سليماني وابو مهدي المهندس رحمة الله تغشاهم .. واشاد بالصمود الشعبي وقدم نصحه الصادق للملكة السعودية ان أوقفوا عدوانكم .. وبهذا رسم خارطة طريق ارتكازها أمرين لا ثالث لهما .. الاول نحن متمسكون بحقنا في الدفاع عن بلدنا .. وذلك للحفاظ على حريتنا واستقلالنا مهما طال امد العدوان .. والثاني التأكيد على جهوزيتنا للسلام لا الاستسلام .. ولهذا اليد ممدودة للسلام والأخرى قابضة على الزناد .. وها نحن في العام السادس من العدوان ماذا جنيتم غير الخيبة والخسران .. فان اردتم سلما فنحن جاهزون وان اردتم استمرارا العدوان .. فنحن ايضا جاهزون خياراتنا مفتوحة واعتمادنا على الله .. لن نكل ولن نمل ولن توهن عزائمنا مادام وغايتنا الحرية والاستقلال وهذا خيار لا مناص منه ولا تنازل عنه ابدا ابدا ..
وبالتالي في موازين القوى يدرك العدو ان اليمن بات قويا اكثر من ذي قبل .. بل يفوق ذلك الى وصولة الى امتلاك سلاح كاسر للتوازن .. وهذا بفضل الله وفضل العقول اليمنية التي صنعت وطورت وابتكرت رغم الحصار المفروض على البلد برا وبحرا وجوًا .. إلا انها اجتازت كل الصعاب وتخطت كل المراحل .. وبات هذا السلاح يشكل هاجس خوف لدى الامريكي والاسرائيلي وادواتهم القذرة من النظام السعودي والإماراتي ..
في المقابل شمل الخطاب رؤية واضحة على المستوى الداخلي والخارجي .. والوضوح فيها يسهم في اتخاذ المواقف التي لا يؤثر عليها لا البعد الاستراتيجي أو البعد الايدولوجي .. سيما والرؤية نابعة من عمق المشروع الذي نتحرك فيه بأفق واسع دون تقوقع او قيود مؤطرة .. فتارة يستعرض سماحته تاريخ الامة وأخرى يحاكي الواقع التي تعيشه اليوم بعد عرض المخاطر والتهديدات والإمكانات .. هنا يجب الوقاية في تحصين الرؤية والمحافظة على التوازن قبالة عدو لا يكترث بأي أعراف إنسانية ..
وبالتالي رغم المعاناة رغم الجراح سماحة السيد يؤكد التمسك بالقضايا الكبرى .. والوقوف جنبا الى جنب مع المقاومة الفلسطينية وكل الشعوب الرافضة لامريكا وإسرائيل والواقفة في خندق المواجهة ودعا ابناء الامة العربية والإسلامية للوحدة في الصفوف والموقف وتوجيه بوصلة العداء لامريكا وإسرائيل .. سيما في خضم العواصف العاتية التي اجتاحت المنطقة لتفرض واقعا استعماريا جديدا ومخلفة كوارث إنسانية مفجعة .. ولهذا سماحة السيد دائما يصوب البوصلة صوب القدس (فلسطين )والذي تمثل القضية الاولى والمركزية .. فهي تمثل منطلق لتوحيد الامة وارتكاز للمشروع الوحدوي للامة جمعاء .. فالتطبيع مرفوض وزمن بيع الاوطان قد ولى .. والقدس فلسطين ستظل عربية عربية إسلامية مهما حاول الإعراب بيعها في المزاد العالمي ..