شبح المجاعة يهدد حياة 22 مليون يمني!
شبح المجاعة يهدد حياة 22 مليون يمني!
خمس سنوات مضت ومازال العدوان السعودي يتفنن في رسم الجرائم الوحشية بأشكال وصور متعددة بحق الشعب اليمني، حيث اظهر في عدوانه البربري الغاشم كل ما يمتلك من مواهب الأجرام الوحشي والدموي قتلاً وتدميراً، ولم يفرِّق بين طفل وامرأة وشيخ ورجل ناهيك عن التدمير الممنهج للبنية التحتية في البلاد وجسد بذلك ابشع جرائم الإنسانية وكشف عن مدى حقده الدفين لليمن أرضاً وإنساناً واثبت للعالم اجمع انه قاتل بلا رحمة أو ضمير .
صور الأجرام السعودي على اليمن كثيرة، أبرزها وحشية وفضاعة الحصار الجوي والبحري والبري الذي يفرضه ويمارسة على شعب بأكمله ليصنع بذلك أسوأ كارثة إنسانية عرفتها البشرية، تهدد حياة الملايين بالجوع والمرض والموت غالبيتهم من النساء والأطفال، يساعده في ذلك صمت أممي ودعم دولي لبعض الأطراف المستفيدة من هذا العدوان والحصار الهمجي على الشعب اليمني .
شبح المجاعة
وبات شبح المجاعة يهدد حياة 22 مليون شخص في ظل استمرار العدوان والحصار حيث حذر منسق الشؤون الإنسانية راميش رجاسينغام عبر الدائرة المغلقة في مجلس الأمن من “خطر مجاعة جديد” في اليمن بسبب التدهور السريع لقيمة الريال اليمني والاضطرابات في دفع الرواتب، موكدا أن اليمن سيبقى هذا العام البلد الذي يشهد أكبر أزمة إنسانية.
وأشار إلى “برنامج الأغذية العالمي وشركاءه يقدمون الغذاء لأكثر من 12 مليون شخص كل شهر في مختلف أنحاء البلاد. بدعم من الوكالات الإنسانية، لتخفيف تأثير تلك الأزمة العائلات التي تواجه ظروف مجاعة في ظل استمرار الحرب”.
ويشهد اليمن حسب تقارير دولية “أسوأ أزمة إنسانية في العالم”، مع جود أكثر من 22 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة” منهم “18 مليونا” يعانون من “انعدام الأمن الغذائي” و”أكثر من 8 ملايين” يعانون من “انعدام خطير للأمن الغذائي، وأكدت التقارير وإن هناك أكثر من خمسة ملايين طفل معرضون لخطر الموت جوعا “يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة للبقاء على قيد الحياة”.
وفي وقت سابق شدد مسؤول أممي خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن على أن الأمم المتحدة تخسر “المعركة ضد المجاعة” في اليمن، وأكد على ضرورة تحرك مجلس الأمن لدعم اتخاذ “إجراءات فورية لتحقيق استقرار” اقتصادي، وإنهاء الحصار والسماح بالوصول إلى الأشخاص الأكثر ضعفا، عبر الموانئ والطرق الرئيسية، وفتح “جسر جوّي” لعمليات الاغاثات الإنسانية.
حصار بتواطؤ دولي
الحصار الجائر الذي يفرضه العدوان السعودي الأمريكي يتم بدعم وتواطؤ دولي وقالت منظمات دولية أن الحصار الذي فرضته السعودية بدعم من الولايات المتحدة (والمملكة المتحدة) قد أثر على حوالي 80 ٪ من السكان الذين هم في حاجة ماسة إلى الأمور الحيوية مثل الغذاء والماء والإمدادات الطبية، ولفتت إلى أن السعودية بدأت ضرباتها الجوية على اليمن اعتمادا على تقارير استخباراتية من الولايات المتحدة التي زادت دعمها لحليفتها السعودية من خلال تزويدها بالوقود وبصور الأقمار الصناعية وبكل العتاد الحربي بما في ذلك الأسلحة والطائرات وإرسال سفن حربية بهدف تعزيز الحصار على اليمن .
وذكرت التقارير أيضا انه على الرغم من أن بريطانيا دعت السعودية إلى تخفيف الحصار على اليمن وخصصت 4 ملايين جنيه إسترليني في تلبية الاحتياجات الطارئة لكنها كانت شريكاً غير مباشر في حرب اليمن؛ حيث تُواصل بريطانيا بيع الأسلحة للسعودية وتُعتبر واحدة من أبرز بائعي الأسلحة التي تستعمل في العدوان على اليمن”.
تدمير الاقتصاد
شبح المجاعة الذي يهدد اليمنين بسبب الحصار زادت من حدته إجراءات حكومة مرتزقه الرياض التي أسهمت بدور كبير في تردي الحالة المعيشية لمعظم اليمنيين وتدهور الاقتصاد الوطني والعملة المحلية (الريال اليمني ) بسبب عمليات الطباعة المتكررة لفئات من العملة المحلية الأمر الذي يرى خبراء اقتصاديون أنه ضاعف من تدهور قيمة الريال اليمني خصوصا أن الطباعة المتكررة تتم دون وجود تغطية نقدية بالعملة الأجنبية ويشهد الريال اليمني مقابل العملات تراجعاً مستمراً بفعل السياسة القذرة للسعودية وعملائها في حكومة الارتزاق والتي تسعى لتدمير الاقتصاد وانهيار العملة الوطنية الأجنبية ويتوقع خبراء اقتصاد مزيداً من ارتفاع الأسعار للسلع المستوردة .
ومن مسببات المجاعة أيضا ارتفاع معدل الفقر بسبب العدوان الغاشم الذي تقوده السعودية على اليمن حيث إشارات تقارير اقتصادية بأن معدل الفقر ارتفع وفقاً لخط الفقر البالغ 3.2 دولار على أساس تعادل القوى الشرائية منذ العام 2014، نحو 30 نقطة مئوية ليصل إلى 80 % اليوم، وكان الفقر بالفعل في تصاعد قبل الصراع الأخير، إذ ازداد بنسبة 14 % بين عامي 2005 و2014.. وارتفع إلى 75 % في عام 2018م و73 % في العام 2019م متراجعاً نقطتين.
آثار مستقبلية
وعن الآثار المستقبلية للمجاعة التي سببها العدوان والحصار السعودي على اليمن كشف تقرير للجنة الانقاد الدولية إن حرب اليمن ستكلف المجتمع الدولي ما يصل إلى 29 مليار دولار، وحتى أن انتهى العدوان الذي دام خمس سنوات على اليمن، فإن الأمر سيستغرق عقدين من الزمن حتى يصل أطفال البلد الفقير إلى مستوى أقل من سوء التغذية الذي عانوه قبل العدوان .
وقال التقرير إن اليمن الآن موطن لأكبر عدد من السكان الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في العالم “وأن الوضع يزداد سوءاً فقبل عام واحد فقط، تم إعلان المجاعة في أجزاء معينة من البلاد والآن يواجه 80 في المائة من سكان البلد البالغ عددهم 24 مليون نسمة نقصاً حاداً في الغذاء ويعيشون على حافة المجاعة، ويعاني الأطفال أكثر من غيرهم، وان سوء التغذية ليس شيئاً يمكنك التعافي منه فهو سوف يقصّر طولك ويحد من فرصك كما يؤثر على كيفية تطورك وهذا سوف يقيد أيضا من تطور البلاد التي ستحتاج إلى سنوات طويلة للتعافي والوصول إلى نقطة الصفر أولاً.
الثورة / ساري نصر