معركة وطن
بقلم / محمد الصالحي
مارب التي سعت قوى الطغيان العالمي و اذيالها في المنطقه العربيه إلي السيطرة و الاستحواذ عليها ولم يكن ذلك من بدايه العدوان أو منذ سنوات قليله مضت بل الأمر يمتد إلي أبعد من ذلك منذ عقود من الزمان و ربما من بدايه ظهور دولة ال سلول و انتشار الفكر الوهابي.
والأمر عدة أبعاد نذكر منها
البعد المذهبي و الطائفي:
عند ظهور الحركه الوهابيه و سعيها للانتشار في الجزيره العربيه آنذاك بإيعاز و تمويل و مساندة من بريطانيا لما رأوه من خدمات كبيره سوف تقدمها الحركه الوهابية للصهيونية من خلال اختراق الإسلام من الداخل وتقديم إسلام يخدم المشروع الصهيوني.
كان أول من واجههم في المنطقه قطبين رئيسين الأول محمد علي باشا في مصر الذي أرسل أكثر من حمله عسكريه إلي نجد للقضاء على تمدد الوهابية و نجح في ذلك إلي مطلع القرن العشرين .
والقطب الآخر هو الفكر الزيدي و الشافعي في اليمن و واجها هذه الحركه كثقافه و فكر و لم يكونا نظام حاكم ليستطيعوا مواجهتها عسكرياً حيث كانت اليمن مقسمة بين احتلالين الاحتلال العثماني في الشمال و الاحتلال البريطاني في الجنوب.
ولذلك بقية الحركه الوهابية و نظام ال سلول يستشعر الخطر من اليمن و إمكانية ظهور تيارات و حركات مناوئه لها من هذه المنطقه و ربما أن تصبح ملاذ أمن لكل معارض لها ، وبتسهيل و تعاون من الاحتلال البريطاني في الجنوب و باستخدام ورقه المال و الدين عقد ال سلول الاحلاف القبلية و السياسيه مع القبائل اليمنية و ركزت على المناطق الصحروايه حيث تجد التربة الخصبة لانتشارها ك انتشار النار في الهشيم حيث سطحيه و فطرية المجتمع و يتقبل الفكر الذي يقدم له بإسم الدين.
وخلال فترة حكم الأئمة من ال حميد الدين لم تسطع الانتشار والتوغل داخل المجتمع اليمني بشكل كبير و بقية معتمده على التحالفات القبلية وبعد سقوط الدوله المتوكليه كشرت السعوديه عن انيابها و قدمت عملائها المخلصين الذين تعتمد عليهم كقاده قبليين و أصحاب قرار وصنعت منهم رموز و اتجهت إلي استهداف من لم يقبلوا أن يكونوا عملاء لها و لا يماشوها في سياستها القذرة الذي تستهدف اليمن ارضاً وانسانا.
واستغلت هذا النفوذ لنشر الثقافه الوهابية و بناء المعاهد الدينيه الوهابية لتصدره للمناطق الزيدية و الشافعية فيما بعد.
ومن هنا يتضح أن الوهابية تعتبر مارب ركيزة اساسيه لها كما تعتبر الصهونيه الوهابية ركيزة اساسيه لها كذالك.
البُعد الاقتصادي :
من المعروف أن السعوديه كانت و لا زالت تحاول فرض هيمنتها على القرار السياسي اليمني لتفرض هيمنتها على مقدراته الأقتصاديه و أن لم تستطع أن تستحوذ عليها تعمل على الابقاء عليها وتعرقل أي توجه للاستفادة منها و قد عرقلت عملية التنقيب عن النفط في مارب في أواخر سبعينيات و ثمانينات القرن الماضي و افشلت توقيع عقود مع شركات سوفيتيه و صينيه للتنقيب عن النفط إلي أن تم توقيع العقد مع شركة هنت الامريكيه وكان مشروطاً بتقليل نسبه الإنتاج وعدم استخدام هذه الثروات في التنميه أو بناء اقتصاد يمني قوي .
ليبقى اليمن محتاجاً و فقيراً و معدماً و متطلعً إلي الفتات من هبات ال سلول عبر اذنابهم و عملائهم.
والحديث عن هذا الأمور ذو شجون و له أبعاده الكثيره والمتشعبه و لكن اختصرتها في البعدين الرئيسين و المهمين .
و من هنا يتضح جلياً استماتت النظام السعودي و من ورائه الأمريكي و الإسرائيلي على بقاء مارب خاضعة و تابعه لمشروعهم فقطع يد السعوديه من مارب يعني بتر كل يد خارجيه تعبث في الداخل اليمني. والدليل على ذلك تحركات غريفيث المستميته لإيقاف أي قدم للجيش واللجان الشعبيه باتجاه مارب.
ومن هنا يتضح أن معركة مارب ليست معركة محافظه أو مديرية أو منطقه أو قبيله أو اسره
أنها معركة وطن
ولا يمكن توصيفها بأنها معركة جزئية و لكن يمكن القول عنها أنها معركة وطن أن لم تكن معركة أمه .
و دمتم …