لأنهم كبّروا الله ولعنو اليهود
لأنهم كبّروا الله ولعنو اليهود
تزامناً مع ذكرى إستشهاد رجل الإيمان والإنسان، علم الهُدى ومعقلِ التُقى حسين بن بدرالدين الحوثي حريُ بالجميع أن نسلط الضوء على دوافع حركة الشهيد القائد التي بدأت خُطاها بحكمة إلهية وخطوات صحيحة لبناء أمة تنطلق حاملة ’المشروع القرآني ‘ لتُصحح واقعها المأساوي و مسارها المنحرف عن القرآن واستراتيجيته القيمية النهضوية والإنسانية، في الوقت الذي دُجنت أفئدة البشرية بجهل الظُلمات وأتخمت عقول الحُكام زيغاً ونهج الولاء للأمريكان الذي غاية مساعيهم أن نرتهن لهم عبيداً ونطيعهم كآلهة ليهنئوا بنزواتهم الإستبدادية ويفشوا سمومهم الإفسادية.
وبالتالي نعرف القاسم المشترك لكل أئمة الكفر في عِدائهم ومحاربتهم لأنبياء الله وصالحيه وأولياءه الداعين إلى هُداه والناصرين لدينه والغالبين للمستضعفين في كل عصر ، كيف لا وملازم هدي القرآن للشهيد القائد قد أبانت المغفول عنه وأقامت حُجة الله فأشارت من نحن وأوضحت من هم بمقاييس قرآنية ودلالات إلهية.
﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْـمُكَذِّبِينَ﴾.
السيد حسين ألهمه الله رؤية ثاقبة ولب مستبصر وعلم بانٍ للأمة ،اصطنعه الله لدينه ولحمل راية الجهاد وثقافة الإستشهاد كماقال تعالى عن نبيه موسى وسنته في إصطفاءه لأنبياءه وأولياءه ﴿واصطنعتك لنفسي﴾ وكماقال فيه والده العلامة بدر الدين الحوثي ” أتاه الله مالم يؤت أحدا في زماننا” ، تأسف حسين العصر لتيه الإنسان وفصّل أسباب التيهان وخطورة تمكن الأمريكان لا إجتهادا بل هادياً بفصل البيان بتراتيله الجهادية من مدرسة الإمام الهادي فسمعه العدو المترصد قبل القريب الغافل ،وهو يعظ ويرشد أمام تلك الأحداث قائلاً:
“أمام هذه الأحداث لنقول هل نحن مستعدون لنعمل شيئاً…”
أمام من يفيضوا بإضلالهم و يتزودو أشلاء الأمة ويتشربون دمائها ويلتبسوا ثرواتها ، فأوجز الشهيد القائد بالأهم والأكثر جدوائية قال: اصرخوا…
اصرخوا في وجه أمريكا وإسرائيل ، اصرخوا رفضاً لولايتهم، اصرخوا عداء لهم ولملتهم، اصرخوا سخطا وثورة على مشاريعهم، اصرخوا لتنزعوها من واقعكم وثقافتكم وحياتكم وبلدانكم.
فأُربكت مشاريع الصهيونية وزعزت استقرار الشيطانية وتكشرت أنياب يهودية ونفذ صبر سلطة اليمن آنذاك الجائرة في إخفاء عمالتها للأمريكان ومااستطاعت تحمل الضغوطات أكثر لاسيما بعد زيارتها لأمريكا وزيارة السفير الأمريكي لصعدة فبرز الباطل بإسمه وعينه بتوجيهات أمريكية نفذتها عمالة السلطة وخنوع القبائل التي وقفت معهم في حربهم ضد السيد حسين وأصحابه تكالبوا عداءٍ وإجراماً بأقوى ترسانة الطغيان ، قدحوا براكين الحقد بشتى أساليب القتل والحصار ، وما السبب لكل ذاك الظلم الذي ناله السيد حسين كما ناله جده حسين كربلاء وكما قاساه قدوتهم ومنارة هدايتهم الرسول الكريم عليهم صلوات الله عليه وعليهم في دعوته لله وعبادة الله!
تجردت تحركات السيد حسين وأصحابه عن وجود أي مبرر يُشرعن تصرفات السلطة الظالمة وكان حريص على إظهار القضية القرآنية الفطرية المفروضة عل كل مؤمن التي تحرك بها ولأجلها وإيضاح الوجه الخفي وكشف زيف القضية التي تقاتل من أجلها السلطة وانحرافها عن المنهج القويم ، إذ كانت أول توجيهات الشهيد القائد لأصحابه في مواجهة الحرب التي قامت عليهم هي أن يصلقوا ويطبعوا ‘شعار الصرخة والمقاطعة ‘ على أبواب وجدران المنازل والطرقات ليرى كل من وقف ضدهم أنهم إنما ” يكبروا ويلعنوا اليهود ” لإنهم عرفوا محك قبول إيماننا كما جاء في القرآن الكريم ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَـمَّا يَعْلَـمِ اللهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَـمَ الصَّابِرِينَ﴾ ويسلكوا مسلك قائد المؤمنين وقدوة المجاهدين في قوله صلوات الله عليه وآله : ((لو أن عبداً صام نهاره وقام ليله وأنفق ماله عِلقاً عِلقا في سبيل الله, وعبد الله بين الركن والمقام حتى يكون آخر ذلك أن يذبح بين الر كن والمقام مظلوماً لما رفع إلى الله من عمله مثقال ذرة, حتى يظهر الموالاة لأولياء الله والمعاداة لأعداء الله))
وهذا ماخشيته أمريكا من الشهيد القائد وهو السبب عينه الذي أفزعها الآن كرة أخرى، واشحذ هِمم وحشيتها وأضرم نيران عدوانها من جديد وبصورة جلية واضحة هو أن اليمن أضحى حسيني والدرب قرآني ” يكبروا الله ويلعنوا اليهود ” وحسين البدر هو فؤاد النور للمستبصرين وحبل الله للمتقين وفولاذ وعي يهدم جهل المُضلين ، قدّم دمه الطاهر بالولاء الإلهي وضحى بنفسه الزكية بنور القرآن إذ كان الأذل على المؤمنين الأعز على الكافرين، لم يهنأ له معاش وهو يسمع آهات وتأوهات وصراخ الأمة ، ولم تقر له عين للراحة وجسده يقشعر من أنين وأوجاع ومآسي إخوته المسلمين بل إنه فدائي الدين والقرآن والإنسانية ، وجوده وتضحيته في عصرنا هي حجة الله وأمانته فينا ووقود التُقاة وأيضاً سنة الله في أن لا بد من فأس الله الضارب لجذور البغي والباطل في كل أوان فالتمسوا ذات الدرب للشهيد القائد ولتثأروا لدين الله كما ‘يثأر كل مختار ثقفي ‘.