المنبر الاعلامي الحر

اليمن.. تهدئات هشّة

اليمن.. تهدئات هشّة

يمني برس:

 

تبدو الأمم المتحدة فيما يخص العدوان السعودي على اليمن كالعالق أمام مسؤوليات غير قابلة للتنفيذ في ظل التعنت السعودي على مواصلة عدوانه، فرغم إقدام طرف العدوان على إعلان وقف لإطلاق النار لمدة أسبوعين -بعد دعوة أممية مماثلة من قبل- فإنه لم يُنفذ على الأرض، ورغم ترحيب مجلس الأمن الدولي بالإعلان لكن ذلك ليس بالضرورة أن يلجم وحشية العدوان، من هنا تجد الأمم المتحدة نفسها إلى الآن غير قادرة على إلزام طرف العدوان بأي اتفاقيات حتى لو تم التوصل إليها وحتى لو تمت برضا الطرف السعودي ظاهراً، ولا هي قادرة على وضع حد للمعاناة اليمنية، وما عليها إلا الاستمرار في المحاولة عبر مبعوثها مارتن غريفيث.

 

جديد غريفيث تقديم مقترحات جديدة لإنهاء الحرب على اليمن تشمل وقف إطلاق النار في كافة الجبهات اليمنية، ودعم قدرة اليمن على التصدي لفيروس “كورونا” المستجد ولاسيما بعد تسجيل أول إصابة مع استئناف العملية السياسية رسمياً لإنهاء الحرب، وفيما يرى البعض في جهود غريفيث فرصة حقيقية للنظام السعودي للنزول عن الشجرة العالية وإنهاء العدوان بما يحفظ ما بقي من ماء وجهه، وبالتالي فتح المجال للمسار السياسي، يرى آخرون أن جهود المبعوث ليست حقيقية ولاسيما في ظل إخفاق كل الدعوات والتحركات السابقة في إطار إنهاء العدوان ولكن من دون جدوى في ظل التعنت السعودي.

 

على المقلب اليمني المواجه للعدوان لا يرى الوفد الوطني اليمني أملاً في أي دعوة أو حل ما لم يتم وقف العدوان ورفع الحصار، لأن الأزمة الأساسية كما ترى الأطراف اليمنية في حكومة صنعاء هي في تداعيات الحصار وما خلفه من أزمة إنسانية كارثية ويعرقل جهود مواجهة “كورونا” في ظل دمار البنية التحتية الصحية وعدم توافر المستلزمات الطبية لمواجهة “الجائحة العالمية”، لاسيما أن أضرار الحصار على اليمن أكبر من أضرار العمليات العسكرية، كما قال عضو المجلس السياسي لحركة “أنصار الله” محمد البخيتي، الذي أشار إلى أن عدم رفع الحصار عن اليمن في إطار أي مبادرة لوقف إطلاق النار في البلاد سيجعل الحصار وكأنه أمر شرعي، إلى جانب أن أي مبادرة لا تدعو لوقف الحرب بشكل كامل وفعلي هي مبادرة ناقصة.

 

لا يعول اليوم على المساعي الأممية إلا بمقدار تطبيق أي اتفاق على الأرض بشكل فعلي وتحقيق نتائج ملموسة، وبمعنى أدق لا يعول على أي مسعى ما لم يلتزم طرف العدوان بقيادة السعودية، ولاسيما أن النيات السعودية المبيتة ليست حسنة مع اتضاح أن إعلانها وقف إطلاق النار لمدة أسبوعين ما هو إلا مناورة سياسية وإعلامية للتخريب على الرؤية اليمنية التي قدمتها حكومة صنعاء للأمم المتحدة، كما جاء على لسان الناطق الرسمي باسم حركة “أنصار الله”- رئيس الوفد الوطني اليمني محمد عبد السلام، وتنص الرؤية اليمنية على وقف شامل للحرب وإنهاء الحصار بما يؤسس لاحقاً لحوار سياسي يمهد لمرحلة انتقالية جديدة.

 

رغم المبادرات والتحركات الأممية على الأرض، لا يزال المشهد اليمني يكتنفه الغموض لأن السعودية لا تزال تبحث عن مكسب هنا أو هناك، ليبقى الثابت الوحيد أن أي تهدئات ومبادرات هي ناقصة هشة ولا مكان لها على الأرض ما لم تبدِ السعودية الفعل الحقيقي القائم على وقف العدوان ورفع الحصار.

 

(هبا علي أحمد – كاتبة صحافية سورية)

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com