فليكن شهر القرآن
فليكن شهر القرآن
لربما تعودنا على الحياة بغفلة دائمة طوال أشهر السنة !! ولطالما عولنا على شهر رمضان الفضيل بالتوبة فيه من المعاصي والذنوب والعودة إلى الله سبحانه وتعالى وفعل الخير والإحسان وجميع الأعمال الصالحة التي تقرب المرء من ربه, راجين بذلك المغفرة لما بدر منا طوال أشهر السنة, لكن هل وقفنا عند هذا الحد أم أصبحنا ممن قال عنهم سبحانه وتعالي(فطال عليهم الآمد) !!
كذلك مالا نفقهه هو استخفاف انفسنا بعظمة الدين الذي لم يرتبط بشهر رمضان فقط, بل ارتبط بواقع القرآن الكريم واقع العمل بتوجيهات الله سبحانه وتعالى من ألالف إلى الياء.
مع كل ذلك فليكن هذا الشهر الفضيل محطة تربوية نربي فيه انفسنا على التقوى ونزكي أنفسنا فيه زكاة صالحة، لها آثرها الطيب الذي يفوح طوال اشهر السنة، ولا ينتهي آثرة في أول أيام شهر شوال !!
فليكن هذا الشهر شهر القرآن في واقع حياتنا ليس تلاوة واصوات رنانة وتروايح ومن يصل أكثر ومن يقرأ أكثر من اجزاء القرآن الكريم !! بل شهر القرآن مرتبط بالغاية القرآنية للصيام والتي هي (التقوى) والتامل في آيات الله البينات توجيهاته أوامره ونواهيه والالتزام بكل ماجاء فيها كونها صراط الله المستقيم التي ندعوا الله في كل صلاة أن يهديناها.
ولنا في هذا الشهر الكثير والكثير من الفرص الربانية العظيمة والذي تعتبر رحمة من الله علينا كما يعتبر هذا الشهر الفضيل هدية من الله لعباده المؤمنين خاصة العصاة منهم!!
حيث جعل من الانفاس فيه تسبيح وضاعف فيه الأجر والإحسان وقبل فيه التوبة الصادقة النصوح وجعله محطة يتعلم منها المسلمون الصبر والتحمل والرقابة الإلهية التي ليست في شهر رمضان فقط بل في كل لحظة من لحظات حياة الإنسان.
فهذا الضيف الكريم يجب أن نحسن ضيافته وأن نتعلم منه لما بعده ونتجنب فيه كل ماهو معصية لله وأن نلهج بذكر الله في جميع الأوقات, أن نتحرى واقع انفسنا ونتحرى ماهيةمكانة اعمالنا وأين نحن من الدين وهل نحن حقا مؤمنين أم مجرد منتميين للإسلام اسم لا عمل !! قولا لا فعل !!
فهذا الشهر يعتبر فرصة ثمينة للعودة الصادقة المخلصة القيّمة لله سبحانه وتعالى، والتقيد بقيم الدين وتمييز الحق من الباطل من خلال واقع القرآن الكريم لاغيره.
نعم فليكن هذا الشهر هو شهر للقرآن، شهر للإحسان شهر للجهاد وللبذل وللعطاء، شهر التضحية والاستبسال للوعي والبصيرة والدراية والتسبيح والتقديس لله وحده لا شريك له
ولا نكن ممن لا يكسبون من صيامهم غير الجوع والعطش وتيه إلى تيههم من حيث يشعرون ومن حيث لا يشعرون ، فرمضان كريم فلا نكن نحن البخلاء !!