المنبر الاعلامي الحر

كورونا سيحدث تغييراً جذرياً في السياسة الغربية والأمريكية

كورونا سيحدث تغييراً جذرياً في السياسة الغربية والأمريكية

يمني برس:

 

لا يبدو مستغرباً أن يسجل عام الـ2020 فشلاً في منظومة الصحة العالمية فحسب، بل أن ينطوي أيضاً على حقبة ركود جيوسياسي، وسقوط للنظام النيوليبرالي في القرن الجديد، ومع انتشار الآثار الصحية والاقتصادية لتفشي فيروس كورونا عبر أرجاء العالم، تنزلق الإنسانية في هذا العالم نحو الأسفل، ويتحول الشعار الشهير لآدم سميث «دعه يمر، دعه يعمل» إلى شعار مأساوي «دعه يمكث في البيت».

 

هذا ما أشار إليه موقع «انفورميشن كليرينغ هاوس» لافتاً إلى أن كورونا شكل نقطة تحول وانعطاف مهمة في البدء الحقيقي للقرن الأوروبي- الآسيوي، عندما كان الاتحاد الأوروبي يمتلك سوقاً موحدة متكاملة هي السوق الأوروبية المشتركة والتي يزيد ناتجها المحلي الإجمالي على 5 تريليونات دولار أمريكي، حيث يشجع هذا الاتحاد على حرية حركة السلع والخدمات ويوفر سياسات مشتركة في عدة مجالات هي: السياسية والاقتصادية والصناعية والزراعية والتجارية والثقافية.

 

لكنه بعد تفشي كورونا خاصة في إيطاليا وإسبانيا، وقف هذا الاتحاد وقفة المتفرج على ما يحدث في البلدين، ما أثار مزيداً من الأسئلة حول بنيته ومصيره المستقبلي، ولاسيّما ما يتعلق بالمجالات الاقتصادية، بينما لم يغير فيروس كورونا من استراتيجية الولايات المتحدة المتمثلة في محاولة الهيمنة الكاملة على العالم والتي تجلت في تهديد فج لكل من الصين وروسيا وإيران، وعلى النقيض من ذلك تركز الصين في إستراتيجيتها الحالية والمستقبلية على المصير المشترك للبشرية، إذ تركز الرواية الأمريكية التي انتشرت مؤخراً على الحرب الإعلامية الجارية بين الصين والولايات المتحدة على أن الصين “هي المسؤولة” عن الفيروس “وعليها أن تدفع وتحاسب”، ما يؤكد أن المواقف العدائية متجذرة بعمق في التفكير الأمريكي- الغربي.

 

وأضاف الموقع: هذا يعني ببساطة أن فيروس كورونا سيعيد رسم الجغرافيا السياسية، ليس للغرب وحده، بل لمعظم دول العالم بعد أن انكشفت مواقف الدول الغربية الكبرى والولايات المتحدة، خاصة في تعاملها مع الفيروس وكذلك في تعاملها مع كبريات الدول الآسيوية والإفريقية.

 

لا شك أنه بعد أن ينحسر فيروس كورونا وإمكانية السيطرة عليه ستحدث تقلبات سياسية واقتصادية في الدول الغربية والولايات المتحدة التي اعتبرت من أكثر بلدان العالم إصابة بهذا الفيروس، وكذلك في عدد الضحايا، علماً أن الإدارة الأمريكية ومنذ بدء أزمة كورونا وحتى اليوم لم تتعامل معه طبياً بقدر ما تعاملت معه سياسياً، خاصة أن الانتخابات الرئاسية باتت على الأبواب، حيث تحاول هذه الإدارة استغلال الرأي العام الأمريكي بشأن كورونا للفوز برئاسة ثانية للرئيس ترامب.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com