ما ضاع حقٌ وراءه مُطالب.. “يوم القدس” غضبٌ يتجدد
ما ضاع حقٌ وراءه مُطالب.. “يوم القدس” غضبٌ يتجدد
يمني برس:
يشكل يوم القدس حدثاً سنوياً هاماً بالنسبة للأمتين العربية والإسلامية، خاصة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي كانت صاحبة الاقتراح في إنشاء يوم عالمي مناهض لاحتلال الأراضي الفلسطينية من قبل العدو الصهيوني، وقد اعتدنا في هذا اليوم من كل عام، على مشاهد المظاهرات الحاشدة المناهضة للصهيونية، في الكثير من دول العالم، خاصة العربية والإسلامية، لما يملكه هذا اليوم من رمزية فريدة، باعتبار أنَّ القضية الفلسطينية، هي القضية المركزية بالنسبة للمسلمين، وبالتزامن مع أزمة فيروس كورونا المستجد، والإجراءات الاحترازية في مجمل الدول، يبدو أنَّ الغضب الشعبي هذا العام، سينصب في وسائل التواصل الاجتماعي، لشد الأنظار نحو معاناة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
رمزيَّة يوم القدس
يأتي هذا اليوم في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، ليعبر عن صوت الأحرار في مختلف دول العالم، ويوصل رسالة للمحتل الصهيوني وداعميه، مفادها أنَّ الأحرار في كل مكان لا يمكن أن يستكينوا أو يخنعوا لأحكام المستبدين، مهما اشتد ظلمهم وعدوانهم، وتعد المشاركة في هذا اليوم بالنسبة للكثير من الناس، واجباً أخلاقياً و إنسانياً، بعد التخلي الواضح من قبل بعض القيادات العربية والإسلامية عن هذه القضية المصيرية، وتحويلها إلى ورقة سياسية تخدم العدو الصهيوني وتحقق مصالحهم الدنيئة.
وتدعى الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك بـ”اليتيمة” وقد تم اختيارها في هذه اليوم بالذات، بعد شهر كامل من الصيام والعبادات، لتذكير المسلمين بقضية القدس والمقدسات الفلسطينية، وردع الكيان الصهيوني عن ممارساته الإجرامية بحق الفلسطينيين وأرضهم، وليقولوا أنَّ حلم الصهاينة بأن تكون القدس عاصمة لكيان احتلالهم، هو باختصار “حلم إبليس بالجنة”.
ومن الجدير بالذكر أنَّ هذا اليوم اقترحه الإمام الخميني (رحمه الله) ، عقب الاحتلال الصهيوني لجنوب لبنان، حيث دعا في بيان له، في 13 رمضان 1399هـ/ 7 أغسطس 1979، إلى إحياء يوم القدس، لخلق الوعي في صفوف المسلمين، وتهيئتهم ليكونوا بمستوى المواجهة لأعدائهم.
الأهداف والأهمية
لا تقتصر المشاركة في يوم القدس على الدول العربية والإسلامية، بل تشهد أوساط عديدة في دول العالم، مشاركة هامة حتى داخل الولايات المتحدة الأمريكية، الداعم الأساس للكيان الغاصب، وكان لافتاً في السنوات الأخيرة الحضور البارز لليهود “الأرثوذكس” المعادين للصهيونية واحتلال فلسطين.
أما المسلمون فيُظهرون بمختلف ألوانهم ومشاربهم، مدى أهمية مدينة القدس بالنسبة لهم، موضحين ضرورة الحفاظ على جميع المقدسات الفلسطينية، مهما كلف الثمن، ومهما قدم المحتل وأعوانه مغريات زهيدة مقابل ذلك، ليصنعوا شرعية كاذبة لوجودهم القسري في فلسطين، ما يعني وجوب التحرك السريع والجاد لفضح جرائمهم وتحرير الأرض من شرورهم، وإيقاف الحفريات التي تهدف إلى هدم المسجد الأقصى وطمس معالمه، والمطالبة بالحقوق القانونية المشروعة للشعب الفلسطيني الأعزل.
كذلك، توحيد كلمة الأحرار في العالم، لمواجهة المخططات الدموية التي تستهدف تمزيق الأرض الفلسطينية ونهب ثرواتها واحتلالها والتحكم بمصير شعبها المظلوم، فلابد أن يشعر الفلسطينيون بأنهم ليسوا وحدهم في معركة الوجود مع الكيان الصهيوني، بعد ارتفاع مستوى الخيانة والعمالة من قبل بعض الحكومات العربية والخليجية تحديداً، وهذا كان واضحاً من خلال المواقف الهزيلة الأخيرة، مما يسمى “صفقة القرن”.
وبهذا الصدد، ازداد حجم المشاركة في يوم القدس في السنوات الأخيرة، أما اليوم ومع أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد في العالم، لابد أنَّ المشاركة هذا العام سيكون لها بريقاً إلكترونياً واضحاً، نصرة للقدس والقضية الفلسطينية، ومن المؤكد أنَّ العَلم الفلسطيني وصور المقدسات الفلسطينية، ستزين الكثير من الصفحات الشخصية والإخبارية، على مواقع التواصل الاجتماعي.
في النهاية، لابد من حشد الجهود العربية والإسلامية والدولية، لإيقاف جرائم الكيان الصهيوني المستمرة والمتزايدة، وتضييق دائرة الخيانة لبعض الأنظمة المعروفة، ومساندة الفلسطينيين ودعم مطالبهم الحقة والمشروعة، فما ضاع حق وراءه مُطالب، وما خلق يوم القدس إلا لذلك.
(الوقت)