مصر تستعد لضربة أوسع في ليبيا بتمويل إماراتي ودعم جوي فرنسي بموجب اتفاقية عسكرية تُتيح للجيش المصري الدخول براً الى ليبيا .. التفاصيل
يمني برس _ وكالات :
أكدت جريدة “المصري اليوم” المقربة من النظام الحاكم في القاهرة المعلومات التي انفرد بنشرها موقع “أسرار عربية” يوم الجمعة الماضية، ومفادها أن النظام في مصر وقع اتفاقيتين عسكريتين مع مجلس النواب الليبي في طبرق تتيحان للقوات المسلحة المصرية اجتياح الاراضي الليبية براً، وذلك تمهيداً لتوسيع العمليات العسكرية التي تقوم بها مصر داخل الأراضي الليبية.
وقالت جريدة “المصري اليوم” في عددها الصادر يوم الاثنين 15-09-2014 إن مصر وقعت بالفعل الاتفاق الذي يتيح للقوات المسلحة المصرية التوغل براً في الاراضي الليبية “في حال استدعت الضرورة”.
ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية ليبية في القاهرة قولها “إن هناك تنسيقاً سياسياً وعسكرياً كبيراً بين القاهرة ومجلس النواب، مؤكدة أن الفترة المقبلة ستشهد تكثيفاً لهذا التعاون والتنسيق الذي يُقابل بالرفض من جانب المؤتمر الوطني الليبي”.
ومن المعروف أن مجموعة طبرق التي يتبع لها مجلس النواب الليبي الطبرقي تتلقى تمويلها وتسليحها ودعمها من دولة الامارات بعلم وموافقة ومباركة من السعودية، فيما يسعى النظام في مصر جاهداً من أجل تغليب هذه المجموعة على ثوار ليبيا. كما تقدم دولة الامارات الدعم المالي والعسكري للواء المنشق خليفة حفتر الذي لا زال يشن هجمات بين الحين والاخر على مواقع في بنغازي شرقي ليبيا، رغم أنه مني بهزيمة قاسية خلال الفترة الماضية على يد الثوار.
الى ذلك وصل وزير الدفاع الفرنسي الى القاهرة اليوم الاثنين من أجل لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير دفاعه صدقي صبحي، وهو ما يؤكد أيضاً ما انفرد موقع “أسرار عربية” بنشره الجمعة الماضية ومفاده أن فرنسا على علم بما يجري التجيز له بين مصر والامارات من أجل ليبيا، حيث يجري التنسيق مع الفرنسيين من أجل السماح للجيش المصري بالدخول برياً واحتلال مناطق في ليبيا لضرب الثوار وحسم المعارك لصالح القوى الموالية لكل من الامارات والسعودية.
وقد كشفت مصادر رفيعة المستوى في القاهرة أن القوات المسلحة المصرية تستعد لتنفيذ عمليات أوسع داخل ليبيا من أجل قتال الثوار، ودعم الميليشيات الموالية لدولة الامارات في طرابلس وبنغازي، ومن بينها القوات التابعة للواء خليفة حفتر، إلا أن الأخطر في المعلومات التي ألقت بها المصادر الرفيعة في القاهرة على موقع “أسرار عربية” أن التوسيع المصري للعمليات في ليبيا قد يشمل اجتياحاً برياً محدوداً لمناطق في شرق ليبيا بغطاء جوي فرنسي وتمويل إماراتي من أجل تمكين حفتر من الحسم لصالحه.
وتقول مصادر “أسرار عربية” أن زيارة رئيس الوزراء الليبي المعين من مجموعة طبرق عبد الله الثني الى دولة الامارات يوم الثلاثاء التاسع من أيلول/ سبتمبر الحالي كانت في إطار الاستعدادات للتدخل المصري الاماراتي الفرنسي، حيث تعهد ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتوفير التمويل اللازم للقوات المصرية التي ستقوم بالغزو، فيما تقول المصادر إن فرنسا ستوفر الغطاء الجوي وتقوم بغارات جوية تصاحب التقدم العسكري المصري داخل الأراضي الليبية.
وكان الوفد الليبي الذي زار أبو ظبي الثلاثاء الماضي برئاسة الثني قد ضم رئيس مجلس النواب عقيلة صالح المقرب من دولة الامارات.
وكان عقيلة صالح قد التقى السيسي في القاهرة يوم 26 آب/ أغسطس الماضي، وصرح بعد ذلك لوسائل الاعلام المصرية أن “السيسي تعهد باعادة بناء الجيش الليبي، والمساعدة في تأسيس شرطة مدنية”، وهو الأمر الذي يؤكد بأن كلاً من السيسي وعقيلة بحثا التعاون العسكري بين الطرفين.
لكن ما لم ينشر في وسائل الاعلام وتؤكده مصادر “أسرار عربية” في القاهرة أن اتفاقيتين عسكريتين سريتين تم ابراهما بين مجموعة طبرق والنظام في القاهرة تجيزان لمصر التدخل في ليبيا عسكرياً.
وبحسب المعلومات فان فرنسا التي تعتبر أن دول المغرب العربي، ومعها ليبيا، من مناطق نفوذها في العالم، قد توفر غطاءاً جوياً لعمليات برية ستقوم بها القوات المصرية في ليبيا، أما التمويل فسوف يكون إماراتياً وربما سعودياً بطبيعة الحال، وستهدف هذه العمليات الى ضرب الثوار في بنغازي وطرابلس، وتمكين الميليشيات الموالية للامارات والسعودية من السيطرة على المدن الرئيسية والتي تخضع حالياً لقوات الثوار.
وكان وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان قد طالب بتشكيل تحالف لاقتلاع من سماهم “الارهابيين” من ليبيا، وقال في مقابلة مع صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية إنه “يجب التدخل في ليبيا وتحريك المجتمع الدولي بهذا الاتجاه”.
وأكد لودريان أن فرنسا بامكانها تحريك قواتها المنتشرة في عدد من دول الجوار الليبي، كما أعاد التذكير بما فعلته فرنسا في مالي حيث قال إن “فرنسا نجحت في تحرير مالي من المد الجهادي”. فيما يُذكر أن دولة الامارات كانت قد مولت العمليات العسكرية الفرنسية في مالي في ذلك الوقت، وهو ما ترغب الدولتان باستنساخه مجدداً في ليبيا بمشاركة مصر.