حوسبة الإختبارات.. الكينونة والطموح
حوسبة الإختبارات.. الكينونة والطموح
يمني برس:
شهدت اختبارات الشهادة العامة الأساسية والثانوية للعام الدراسي 2019 -2020م تغيراً جذرياً نظرا لانتقال نمط أسئلتها من الأسلوب المقالي التقليدي إلى الموضوعي في ما يعرف بحوسبة الاختبارات.
ومن مزايا نظام حوسبة الاختبارات، توافقها مع التصحيح الإلكتروني ضمن جهود وزارة التربية والتعليم في أتمتة العملية الإختبارية، ما يعد نقلة نوعية للاختبارات في ظل الأوضاع التي تمر بها البلاد، خاصة خلال هذا العام الذي أجريت فيه الاختبارات في وضع استثنائي جراء تفشي جائحة كوفيد 19 التي تسببت في تعليق الدراسة في الفصل الثاني.
ونظرا لأهمية حوسبة الاختبارات لأول مرة في اليمن، وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) حرصت على تسليط الضوء على هذه التجربة من خلال لقائها بالمعنيين للإجابة على أسئلة التلاميذ وأولياء أمورهم وكيف تم استقبال هذه الخطوة وما رافقها خلال التنفيذ، ومدى استيعاب الطلاب والطالبات والمشرفين على العملية التعليمية لهذه الخطوة.
حوسبة الاختبارات :
أكد وزير التربية والتعليم يحيى بدر الدين الحوثي سعي الوزارة لتطوير وتحديث العملية التعليمية بصورة عامة ومنها حوسبة الاختبارات في إطار جهودها للنهوض بتعليم وتحديث أساليبه بعيداً عن أساليب التلقين.
وأشار إلى تردي أوضاع التعليم نظراً لتشابك عدد من الإشكاليات أبرزها التبعية التي عاشتها البلاد خلال الفترة الماضية والتي حالت دون تطوير مناهجه وآلياته لمواكبة الثورة العلمية والتكنولوجية التي شهدها العالم.
ولفت الوزير الحوثي إلى انتشار ظاهرة الغش كثقافة مجتمعية واستهداف العدوان المباشر والممنهج للعملية التعليمية من خلال قصف البنية التحتية والمنشآت وتوقف الرواتب جراء نقل وظائف البنك المركزي اليمني، ما ضيق الخناق على الطلاب والمعلمين فضلاً عن شحة الموارد لطباعة الكتاب المدرسي وتوفير المستلزمات والوسائل التعليمية المختلفة.
وقال” ومن منطلق مقولة من رحم المعاناة يٌولد الإبداع سعينا رغم شحة الإمكانات المتاحة إلى حوسبة الإختبارات كأسلوب حديث يتوافق مع أنظمة التصحيح الالكتروني للقضاء على الاختلالات التي واكبت سير العملية الاختبارية وأبرزها ظاهرة الغش وتسريب الاختبار وانتحال الشخصية والتجمهر أمام المراكز الإختبارية فضلاً عن تفادي الأخطاء الفنية”.
وأكد وزير التربية نجاح الاختبارات بنظامها الجديد في مختلف مراكز الاختبارات الأساسية والثانوية بأقسامها المختلفة على مستوى أمانة العاصمة والمحافظات وانتهائها بسلاسة ويسر .. معتبرا هذا النجاح انتصاراً يضاف إلى رصيد انتصارات الجبهة التربوية في مواجهة مخططات العدوان ومرتزقته الهادفة تعطيل العملية التعليمية.
الانتقال لنظام الحوسبة :
وفيما يتعلق بالانتقال إلى نظام الحوسبة، أشار نائب وزير التربية رئيس اللجنة العليا للاختبارات الدكتور همدان الشامي إلى الخطوات الإجرائية التي تمت للانتقال إلى نظام الحوسبة وفقاً لأسس علمية بعد أن تم دراسة التجارب الرائدة في هذا المجال وتجريب النظام في اختبارات نصف العام الدراسي تفاديا للفشل الذي وقعت فيه الوزارة عام 1989م عند تنفيذها لذات التجربة.
وأكد تميز نظام الحوسبة الذي تم تطبيقه عن الأنظمة في الدول الغربية بوجود أنموذج اختباري مختلف لكل طالب في مراكز الاختبارات.
وأوضح الدكتور الشامي أنه تم عقد ورش عمل لتدريب مدراء الاختبارات والتوجيه والمختصين على المستويين المركزي والمحلي على نظام الحوسبة لضمان فهم واستيعاب آلية التعامل معه وصولاً إلى تدريب طلاب الشهادة العامة على كيفية التعامل مع نمط الأسئلة الموضوعية وورقتي الأسئلة والإجابة.
إنصاف نظام الحوسبة :
تولدت مخاوف لدى الطلاب وأولياء الأمور من نظام حوسبة الإختبارات ومدى إنصافه للطالب .. حيث أكد رئيس اللجنة العليا للاختبارات ونائبه وكيل قطاع المناهج والتوجيه أحمد النونو أن الانتقال إلى نظام الأسئلة الموضوعية في إطار حوسبة العملية الإختبارية يحقق الشمولية والإنصاف بما يضمن كل طالب الحصول على استحقاقه الفعلي دون أي انتقاص.
وأرجعا أهمية نظام الحوسبة فيما يتعلق بالتصحيح، إلى عدم تأثرها بذاتية المصحح أو الظروف المحيطة، فضلا عن الدقة والسرعة في التصحيح وتقدير ورصد الدرجات واختصار الجهد والوقت والتكلفة.
فائدة الانتقال لنظام الحوسبة:
أكد وكيل قطاع المناهج والتوجيه النونو أن نظام حوسبة الاختبارات يتميز دقة تقييم مستوى التحصيل الدراسي للطالب، ودوره في الحد من الهدر التربوي للمنهجية التقليدية المتبعة في عملية التحضير للاختبار وما يتطلب ذلك من إعداد للقاعات ولجان المراقبة والمتابعة والتصحيح والفرز.
أسئلة الاختبارات في الحوسبة:
أوضح رئيس شعبة القياس والتقويم بمركز البحوث والتطوير التربوي الدكتور صلاح الحمادي، دقة نظام حوسبة الاختبارات لقياس مهارات وكفاءات الطالب في المواد الدراسية، ما يستوجب معه وضع أسئلة وفقا لأسس علمية تحقق الأهداف المرجوة منها وبما يضمن مقدرة الطالب المتخرج من إكمال دراسته الأكاديمية داخل الوطن أو خارجه.
فيما أكد الوكيل النونو ومدير الاختبارات بوزارة التربية والتعليم صالح الوادعي أنه تم وضع 56 ألف سؤال من قبل رؤساء المواد والموجهين وفقا للكفاءة والقدرة العلمية والمنهجية مع شموليتها للمنهج.
شفافية ومعيارية نظام الحوسبة ؟
يقول مدير الاختبارات “يحقق نظام الحوسبة مبدأ الشفافية والمعيارية من خلال التصحيح الإلكتروني لورقة إجابة الطالب والتي ستظهر جلياً عند تفعيل نظام التظلمات عقب إعلان النتائج عبر تطبيق أندرويد، بما يمكن الطالب أو ولي أمره من الاطلاع على ورقة الإجابة ومقارنتها مع ورقة الإجابة النموذجية.
اختبارات تكميلية :
وبخصوص من لم يتمكنوا من أداء اختبارات الشهادة العامة الأساسية والثانوية جراء جائحة كورونا وتعذر وصولهم لمراكز الاختبارات وتقطع السبل بينهم وبين المراكز الاختبارية، أكدت القيادات التربوية أنه سيتم إجراءات اختبارات تكميلية حرصا من وزارة التربية على مستقبل الطلاب الذين لم يتمكنوا من حضور الاختبارات جراء الظروف الطبيعية والصحية والأمنية.
وأشاروا إلى أنه تم تخصص مركزين إختباريين في كل محافظة لتمكين الطلاب والطالبات الذين لم تعذر حضورهم المراكز الاختبارية، من تأدية اختباراتهم.