يمانيون حول الرسول قديماً وحاضراً
يمانيون حول الرسول قديماً وحاضراً
يمني برس: بقلم- وفاء الكبسي
إلتف حول الرسول الأعظم -صلى الله عليه وآله وسلم- في دعوته رجال لم يعرف العالم من قبل لهم نظيراً ماعدا الأنبياء والمرسلين، فقد كانوا بحقّ خير من ابتع وخير الأحباب بشهادة النّبي الكريم، فكانوا أحب الناس إلى قلبه لكمال إيمانهم والتصديق برسالته، ومحبتهم له، وقد وصف الله سبحانه وتعالى الأنصار من( الأوس والخزرج) في قرآنه الكريم بصفاتٍ عظيمة، حيث قال تعالى:{وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} وقد استحق الأنصار الكرام أن يوصفوا بهذه الصّفات الإيمانية بسبب المواقف والتضحيات التي بذلوها في سبيل رفع راية الدّين وإعلاء كلمته ونصرة نبيهم الأكرم.
وكما إلتف وبذل أجدادنا الأنصار من (الأوس والخزرج) دماءهم وأرواحهم لنصرة الإسلام، والدفاعِ عن رسول الأنام، ها نحن اليوم نسطَّر بمواقفنا في الدفاع عن الإسلام ونصرة نبينا سطوراً من نور ستظل تشع نوراً على هام التاريخ شامخة تلألأ على مر الأجيال القادمة إلى أن يرث الله تعالى الأرض ومن عليها، لأننا عرفنا أنَّ مصدر قوتنا ، وعزتنا هو التمسك بالدين الحنيف، والالتفاف حول نبيِّنا الأعظم، فخرجت أعظم أمة عسكرية عرفتها البشرية وسجلها التاريخ من الجيش واللجان الشعبية، وقد أذهلوا الأعداء قبل الأصدقاء.
فبرُغم تعرضنا لأَكْبَر عدوان وحصار كوني يشهَدُه العالَمُ اليومَ، ولكننا رُغم كل تلك الصعوبات والتحديات نستقبله بحفاوة لا نظير لها في العالم الإسْلَامي بأكمله، مجسّدين بذلك معنى كلامَ صاحب المناسبة الشريفة الذي قال ـ وهو من لا ينطق عن الهوى ـ: “الإيْمَانُ يمان، والحكمة يمانية”، احْتفَاءٌ تمتد جذوره المتينة إلى عُمق تأريخ الإسْلَام، إذ يمثل وفاءً مُستمراً لعهد الأجداد – “الأنصار”- الذين تحتفظ لهم سيرة النبي الأعظم بدور استثنائي، حاولت القوى الدخيلة على التاريخ والدين كالوهابية المقيتة طمس المولد النبوي الشريف وإغراقه بآلاف النصوص والفتاوى التي كفّرت الاحتفال بالمناسبة وجعلت منه بدعة، وحشدت كماً كَبيراً من الأعذار والتضليلات لفصل الأحفاد عن أجدادهم، ولفصل الإيْمَان عن اليمن، ولكن يأبى اللهُ إلا أن يُتِمَّ نورَه ولكره الكافرون.
فاحتفالُنا بالمولد النبوي الشريف يوصلُ الرسائلَ القاصمةَ لظهر العدوّ في كل عام بأننا أُمَّة محمدية نهجها محمدي سيرها محمدي، وستكون مواجهتنا لهم من خلال هذه المنهجية والمدرسة المتكاملة العظيمة التي لا يمكن أن تُغلب أبداً، ففي كل عام لا نزال نحن الرقم الأوحد الذي لا يضاهنا أحد، فتكون اليمن هي الأولى والأرقى في حب والتمسك بسبيل نبيها الأعظم مجددين له الولاء، وبأن أرواحنا له الفداء، ولا نزال نحن كما عهد أجدادنا الأنصار لم نخلف أو ننكث الوعد، وهاهي دماء شهدائنا تشهد وجراح جرحانا تشهد وبيوتنا المهدمة تشهد بأننا يمنيون محمديون نعيش تفاصيل حياته، نعيش قيمه ومبادئه وصبره في جميع جوانب حياتنا حتى في جهادنا، وكأن رسول الله بيننا روحه معنا سيفه يقاتل مع سيفنا. رسول الله لم يغب يوماً عن ساحة القتال في جبهات العز والبطولة ، فهو الحاضر في ذاكرتنا، و في كلّ أذان وصلاة، وعند كلّ قرآن، وفي ساحات العزّة والحريّة، وساحات الحقّ والعدل والتّضحية، هو حاضر دوماً، ورسالته لم تغيب، فهاهو ضوؤها ونورها يسطع من اليمن ليعم الدنيا بأكملها، وهيهات أن ينجح العدوان ومرتزقته من إطفاء هذه الشّعلة.