الولايات المتحدة تستعمر .. والأمم المتحدة تستثمر !!
الولايات المتحدة تستعمر .. والأمم المتحدة تستثمر !!
يمني برس: بقلم – د.يوسف الحاضري
تطالعنا يوميا منظمات الأمم المتحدة بتقارير توصيفية للوضع الإنساني في اليمن بعد حوالي 6 أعوام منذ أن انطلق العدوان والحصار السعودي الأمريكي وتحالفهما على اليمن ، فنرى في هذه البيانات أو التصريحات التي غالبا تكثر نهاية كل عام, أرقاما مؤلمة للوضع الإنساني المأساوي في اليمن جراء ممارسات العدوان حيث وصفت بأنها أسوأ أزمة إنسانية في العالم, ولعل الوضع الصحي يأتي على هرم هذه الأرقام كون بقية الأوضاع الإنسانية الأخرى تؤدي إلى تدهور صحة الإنسان فتصبح حالة صحية ، غير أننا للأسف الشديد لم نجد أي توصيف حقيقي لمن تسبب بهذه الكارثة الإنسانية ولم نجد أيضا توصيفا جذريا وحقيقيا وواضحا لحل هذه المأساة رغم كثرتها وتعددها والتي تصل إلى أكثر من خمسين بيانا وتقريرا وتصريحا على الأقل كل عام, أي أننا نتحدث بعد 6 أعوام عن مئات منها مما يعكس تماهي هذه المنظمة ومنظماتها مع أهداف وتوجهات تحالف العدوان على حساب أرواح مئات الآلاف من الضحايا الأبرياء .
طالعنا أحد تقارير هذه المنظمات توضح أن ما أسمته صراعا في اليمن أودى بحياة أكثر من 300ألف إنسان يمني ولأن الحقيقة قد تكون أكبر من هذا الرقم إلا أننا نؤكد أن طيران تحالف العدوان العسكري لم يفتك الا بما يقارب 7% من هذا الرقم و93% قتلتهم منظمات تحالف العدوان الإنسانية وبياناتها كون الحصار الإجرامي سعت وتسعى الأمم المتحدة لتبريره وإظهاره بمظهر إنساني عوضا عن شطب اسم تحالف العدوان وممارساته من كل هذه البيانات وشطب الحلول الحقيقية لمثل هذه المأساة لأن كل ذلك سيزعج هذه الدول وسينال المنظمة سخط من هذه الدول .
إن استمرار هذه المنظمات في توصيف المأساة توصيفا رقميا يعكس مدى تلذذ هذه المنظمة لهذه الوضعية لكي تستمر في التسول بأرواح الأطفال وأصوات جوع بطونهم لتجلب أموالا أكثر لا لتحل المشكلة في اليمن ولكن لتحل مشاكل موظفيها والقائمين عليها والمتمثل في زيادة أرصدتها ومساحة بطونها وعرض بنطلوناتها هكتارات فللها واستثماراتها, فلو كانت تبحث بالفعل عن حل مأساة اليمن كان تقريرا أو بيانا واحدا يكفي لذلك, وذلك من خلال التوصيف الشفاف لأسباب هذه المأساة والمتمثل في حصار تحالف العدوان وإغلاق مطاراته وتدمير بنيته التحتية ونقل معاملات البنك من صنعاء إلى عدن ثم بعد ذلك تضع الحلول المناسبة والجذرية لهذه المأساة والمتمثلة في نقطتين لا ثالث لهما (إيقاف العدوان “القتل والتدمير المباشر” ورفع الحصار ” القتل والتدمير غير المباشر” ) وهذا الأمر هو عمق الإنسانية التي تدعيها هذه المنظمات وتزايد بها في كل محفل دولي أما مساعداتها التي تقدم والتي لا تصل إلى 15% من حاجة اليمنيين على جميع المستويات ولا يصل سوى 18% مما يقدم من منح مالية لهذه المنظمات تحت مسمى (المأساة في اليمن ) .
لو قامت الأمم المتحدة بدورها من خلال السعي لرفع الحصار وإيقاف العدوان في بداية العدوان 2015م كانت ستحافظ على الأرواح التي زهقت في الأعوام التالية (2016حتى 2020) وهنا نستطيع أن نصفها بالإنسانية ، ولو قامت بهذا في 2016 كانت ستوقف إزهاق أرواح أزهقها التحالف المعتدي في الأعوام اللاحقة (2017حتى 2020) ، ولو نهضت إنسانيتها في 2017 أو حتى في 2018م أو في 2019م كانت ستحافظ على أرواح زهقت في الأعوام اللاحقة وسيحسب هذا ضمن رصيدها الإنساني الجاف جدا جدا ولأنها أيضا لم تقم بدورها في 2020 رغم مرور خمسة أعوام ومستمرة حتى في نهاية العام السادس بنفس السياسة المضللة العدائية لأبناء وأطفال اليمن سيستمر سقوط الضحايا في 2021 بغزارة أكثر حتى لو كان الدعم المقدم اليها من المانحين أغزر مما كان عليه في 2020 والسنين التي سبقتها .
عندما تنتفي الإنسانية من نفوس بعض الناس المحسوبين على البشرية فإنها وضمن مخططاتها وأهدافها الخاصة لا تهتم لسقوط عشرات ومئات وآلاف الناس موتى وقتلى جراء أسباب معينة لتستغل هذه الأوضاع للترويج لمشاريعها الخاصة وتقديم نفسها كإنسان يحب أمثاله من الناس وهذه منهجية شركات الأدوية العالمية ومنظمة الأمم المتحدة حيث تسعى الأخيرة ليصبح الوضع في الدول المتحاربة أكثر مأساوية لكي تستطيع أن تتسول أكثر, وكما يقال (بفم مليان) لذا تصدر تقاريرها وبياناتها بما يتوافق مع مصالحها وأهدافها وليس بما يتوافق مع مصالح الأطفال والنساء والآمنين والشعوب والدول, لذا نجد دائما تقاريرها تحتوي على أرقام فقط (أرقام الملايين من الضحايا والمهددين بالموت) و(أرقام المليارات من الدولارات التي تهدف لجمعه باسم هؤلاء الضحايا) ولأجل هذا استحقت مؤخرا احدى منظماتها جائزة نوبل للسلام بعد أن انعكست كل المفاهيم في هذه المعمورة.