قيادي في الحشد: فصائل المقاومة في المنطقة مهيأة للثأر
قيادي في الحشد: فصائل المقاومة في المنطقة مهيأة للثأر
يمني برس:
“ينطبق على الحاج أبو مهدي المهندس قول الإمام علي(ع) إن الجهاد باب فتحه الله لخاصة أوليائه”، يقول القيادي في الحشد الشعبي السيد أحمد الموسوي المكصوصي ، متحدثًا عن شخصية الحاج ابو مهدي في ميدان الجهاد: “كان قائدًا وجنديًا، أبًا وأخًا وصديقًا، كان معنى التواضع في العمل”.
الحاج أبو مهدي كان أول من حذر من خطر الاحتلال الاميركي للعراق، مشيرًا الى ان هدفهم هو تدمير المنظومة العسكرية العراقية وحصار محور المقاومة. يقول المكصوصي لـ”العهد”: “كان كثير الكلام عن خطط الأميركيين للمنطقة، وقد ساهم في تشكيل كتائب حزب الله العراق الذي كان أول من قاتل الأميركيين في العام 2003، وكان إضافة إلى ذلك، وبالتنسيق مع الحاج قاسم سليماني، يعمل في المجال السياسي لتوحيد الصفوف المبعثرة في العراق، حيث لكل حزب توجهاته، لكن أبو مهدي مثّل الجوكر القوي الذي تمكن بكاريزمته وشخصيته أن يرتب البيت الشيعي”.
يصف القيادي في الحشد الشعبي شخصية ابو مهدي بأنها “شمولية استراتيجية”، ويقول “هو مفاوض سياسي وعسكري واستراتيجي ومخطط مدني ايضًا”.
وفي اطار حديثه عن علاقة الحاج ابو مهدي بالحاج قاسم، يقول “لم أر الطاعة الحقيقية مئة بالمئة الا من أبو مهدي، كان مع الحاج قاسم جنديًا أمام قائد، وكان يجمع الاخوة العراقيين من كل التوجهات رغم كل المشاكل، وعندما يكون شديد التعب والألم، كان الحاج قاسم المنصت الوحيد له”.
ويروي المكصوصي “لم كن أبو مهدي يطلب لنفسه شيئًا، حين طولب بالترشح الى منصب مهم في الدولة أجاب “أنا فقط جندي عند الولاية””.
اخلاق أهل البيت عليهم السلام بحسب رفيق جهاده كانت “تظهر عليه بكل اخلاقه، بتواضعه وتعاطيه مع المجاهدين، حتى في طعامه، الذي لم يكن لديه وقت في كثير من الأحيان لتناوله”.
كان الحاج أبو مهدي واعيًا لأهداف الأميركيين بحماية الكيان الصهيوني، وانهاء القضية الفلسطينية، والضغط على المقاومة في لبنان وعلى سوريا والجمهورية الاسلامية، وكان يقول فلسطين هي بذرة الثوار، ويكثر الحديث عن فلسطين في فكر السيد الإمام الخامنئي، ثم يقول “فكروا في الهدف النهائي، هل الهدف الوحيد هو ضرب الالية الأميركية أم هناك ما هو أبعد؟ اجعلوا هدفكم كبيرًا وهو تحرير القدس من دنس هؤلاء”.
أينما كان ميدان جهاد، كان أبو مهدي حاضرًا. في سوريا يقول المكصوصي “كان لنا الشرف أن يكون فصيلنا الأول الذي دخل الى سوريا باسم كتائب سيد الشهدء، باشراف الحاج قاسم وكان أبو مهدي هو المتابع الاول لنا، كما أبلغ الحاج أبو مهدي أكثر من مرة الحكومة العراقية بضرورة ضبط الحدود مع سوريا لأن الهدف القادم هو العراق، وأميركا و”اسرائيل” تخططان شرًا بتمويل خليجي”.
حضور الحاج أبو مهدي في أرض المعركة لم يكن عاديًا، فقد كان “من الأشخاص الذين لا يجلسون في خلف، لا يبالي بشيء اسمه موت ورصاص وقتال، ودائمًا يكون في الصف الاول، هو رجل ميدان مئة في المئة” يشرح القائد في الحش الشعبي، مضيفًا “كان يشارك حتى في عمليات الاستطلاع قبل العمليات، تجده في كل مكان، ولم يكن يكل أو يمل أبدًا، كان يفترش التراب حين ينام، ولا يجد وقتا لتناول وجبته، لكثرة تنقله بين الجبهات، وكان يرفض ركوب سيارة مصفحة، بل تجده يقود في أحيان كثيرة بيك آب صغيرا بنفسه”.
واجه الحاج أبومهدي ضغوطات كبيرة في عمله في الحشد الشعبي ودائمًا ما كان يخرج منتصرًا، وبحسب المكصوصي “كان يخرج من أكبر مفاوضات وهو منتصر وكان يحصّل حقوق اخوانه”.
عند كل نهاية عام، يزور أبو مهدي وزير المال ووزير الدفاع لتصفية موازنة الحشد، ثم يطلب الموازنة الجديدة لتأمين استمرارية الحشد، ويقول دائمًا إن أفراد الحشد يجب أن يكونوا أعزاء. ولعلاقته مع الشهدء حكاية أخرى، فعند ذكرهم كان يبكي، ويطلب الحقوق لعوائل الشهداء، ويحرص على زيارة البصرة والنجف وكل محافظات العراق لتفقد عوائل الشهداء، وهو ما جعل كل عوائل الشهداء مقربين الى أبو مهدي المهندس، الذي عرف بمقولته: “اذا أردنا التوفيق فيجب أن نخدم هؤلاء”.
وعن العلاقة مع الشهيد الحاج عماد مغنية، يحدثنا المكصوصي: “كثيرًا ما كان يتحدث الرجل عن الحاج عماد مغنية الذي كنا نعرفه قبل استشهاده بالحاج رضوان، كان كثير الحب للحاج رضوان، وكان الحاج رضوان كذلك يوصي فصائل المقاومة بالحاج أبو مهدي. كانا متقاربين في كل شيئ، فالحاج عماد يحظى بالحب والعشق والاحترم من الحاج قاسم، كذلك كان الحاج ابو مهدي بالنسبة للحاج قاسم أيضًا”.
برأي المكصوصي فإن “أبو مهدي خسارة للعراق وللأمة الاسلامية وللحشد الشعبي، هذا الحشد الذي يعد أطهر مولود ولد منذ 2003 حتى اليوم”.
وحول الرد على جريمة العصر، يؤكد المكصوصي في مقابلته مع “العهد” أن كل الاعداء لا يساوون شسع نعل الحاج قاسم ولا الحاج ابو مهدي، لأن قيمتهما إلهية، فاليوم كل الشعب العراقي في داخله بركان من الغضب خصوصا بعد طريقة الاغتيال والاستهداف والتجاوز الذي حصل في عاصمة ذات سيادة ومطار سيادي”، مشددا على أن الفصائل المقاومة جميعها على مستوى المنطقة مهيأة للأخذ بالثأر، موضحًا أن المجتمع العراقي وفصائل المقاومة تغلي لأخذ الثأر، وزوال “اسرئيل” هو جزء من هذا الثأر.
المصدر: موقع العهد