مبادرة أمريكية لإنقاذ أدواتها!
مبادرة أمريكية لإنقاذ أدواتها!
يمني برس: بقلم – خالد العراسي
لا جديد في المبادرة الأمريكية، بل إنها أقل مما قدمه المبعوث البريطاني.
ومن الواضح أن أمريكا أعدت المبادرة بطريقة تؤدي حتما إلى رفض الأنصار لها، ليبدو كأن الأنصار يعوقون الحلول السلمية، بينما من غير المنطقي أن تطلب من المكون الذي يحقق انتصارات نوعية ويحرز نجاحا وتقدما ملحوظا وملموسا في مسار معركة التحرر أن يتوقف دون تلبية أي من شروطه ومطالبه المشروعة التي طرحها مرارا وتكرارا في إطار الحل الشامل والسلام العادل.
هذه ليست مبادرة، وإنما مساع لإنقاذ أدوات التحالف الصهيوني الأمريكي الغربي وللحفاظ على مصالحهم الاستحواذية، ولو كان الأمر متعلقاً بالإنسانية لما استمر العدوان لأكثر من ستة أعوام، ولتوالت المبادرات والمساعي منذ بدأ الشعب اليمني يعيش أسوأ كارثة إنسانية في المنطقة، وليس عند قرب الانتهاء من تحرير مأرب وبدء المرحلة السادسة من توازن الردع ومآلاتها الموجعة والمقلقة لمضاجع أعداء الإنسانية.
لو أن السلام هو الهدف الحقيقي المراد تحقيقه لما استمروا في حجز سفن المشتقات النفطية ولما أقحموا الاقتصاد في حربهم وعدوانهم البشع لتجويع الشعب اليمني بغية تركيعه.
ولو أن الأنصار قدموا شروطا تعجيزية أو غير مشروعة لاعتبرناه تلككاً ومحاولة لإطالة أمد الحرب، لكنهم لم يطلبوا أكثر من وقف العدوان ورفع الحصار، ثم التفاوض على كل الملفات وعلى رأسها الملفات الإنسانية المتعلقة بالشعب ككل، ولم يكن لهم مطالب خاصة كالتي اعتادت قوى الشر على تلقيها من عملائهم الراكضين وراء السلطة والثروة.
فما الصعوبة في وقف العدوان بكل أشكاله ورفع الحصار (مع استمرار تفتيش السفن لكن دون احتجازها بعد التصريح بدخولها) ومن ثم الدخول في مفاوضات للوصول إلى اتفاق شامل؟!
بإمكانكم اختصار الجهد والوقت بتقديم مبادرة عقلانية، فالمعركة السياسية لن تمنحكم ما عجزتم عن تحقيقه عسكريا.
أما عن المساعدات الإنسانية التي تنهب المنظمات الدولية أكثر من ثلثيها بحجة تغطية مرتبات موظفيها ونفقاتها التشغيلية فلا يجب أن تكون حجتكم لاسيما بعد أن وافق المجلس السياسي الأعلى على كل النقاط المطروحة بشأن المساعدات، ولا داعي للمزايدة باسم معاناة الشعب اليمني فيما أنتم من تمنعون دخول سفن الغذاء والوقود، وأنتم من يعمل على تجميد ميناء الحديدة، وأنتم من تغلقون مطار صنعاء بدون وجه حق، وأنتم من تفاقمون معاناة الشعب اليمني، وأنتم من أوجدتم هذه المعاناة وتستخدمون كل القضايا الإنسانية ككروت ووسائل ضغط للحصول على مكاسب سياسية، فابحثوا عن حجة أخرى لربما كانت أكثر قبولا.
فستة أعوام وقت كاف جدا لمعرفة من هم الأنصار وما هي طلباتهم الوطنية التي بات الشعب اليمني برمته يلتف حولها ويؤيدها ويستحيل التنازل عنها، كما أنه وقت أكثر من كاف لمعرفة أقصى ما يمكنكم الوصول إليه بعد استخدامكم كل الوسائل والطرق لتحقيق أهدافكم الخبيثة.
ولا شك أنكم قد لاحظتم أن العجلة تدور بشكل متسارع وعليكم أن تهرولوا نحو سلام حقيقي، فسقوطكم يتزايد وخسارتكم تتضاعف يوما بعد يوم، وباتت مصلحتكم تكمن في وقف العدوان ورفع الحصار، وأعتقد أن كل ذلك ورد إليكم عبر مستشاريكم والعديد من مراكز الدراسات والبحوث التابعة لكم.
فالمعادلة بسيطة جدا وأنتم من تعقدونها، وكل ما في الأمر هو أن تكفوا عنا أذاكم وعندها فقط سيتوقف أبطالنا عن إيلامكم.