مأزق السعودية في اليمن ومعضلة الجيش السادس عالمياً (شاهد)
مأزق السعودية في اليمن ومعضلة الجيش السادس عالمياً (شاهد)
يمني برس:
بطريقة دراماتيكية تتبخر يومياً أسطورة “الجيش السادس” عالمياً التي أطلقها موقع مليتري دايركت على الجيش السعودي (وهو موقع غربي متخصص في تقييم الجيوش العالمية) أمام قوة وبسالة الجيش اليمني واللجان الشعبية منذ بدء العدوان السعودي مطلع العام 2015.
إذاعة خبر تقييم الجيش السعودي كسادس جيش في العالم مؤخراً تحوَّل إلى فقرة ترفيهية أثراها حتى السعوديون على وسائل التواصل الاجتماعي بالنكتة والهجوم الناقد على التقييم خصوصاً وأنه تزامن مع توزيع الإعلام الحربي أمس، مشاهد نوعية لواحدة من أوسع عمليات الجيش واللجان الشعبية في محور جيزان.
وأظهرت المشاهد تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية في مناطق شاسعة بجيزان بعد اجتياز السياج الحدودي ورصد تحركات قوات الجيش السعودي والمرتزقة في المواقع المستهدفة قبل العملية التي بلغت 40 موقعاً عسكرياً.
ووثقت عدسة الإعلام الحربي فراراً جماعياً لعناصر الجيش السعودي ومرتزقته يتركون أسلحتهم ويخرجون من تحصيناتهم مذعورين كالفئران من عدة مواقع عسكرية سعودية بينها الموقع المحصن في الجبل المسمى “جبل الإم بي سي” وجرى خلال العملية تحرير 150 كيلو متراً مربعاً.
وتبرز المشاهد التي تم عرضها أمس ملحمة تاريخية خاضتها قوات الجيش واللجان الشعبية في جيزان نفذت في وقت سابق كُبدت فيها قوات تحالف العدوان ومرتزقته ، خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، تمكنت خلالها من السيطرة على ما يقارب من 150 كيلو متراً مربعاً داخل العمق السعودي.
العملية العسكرية الواسعة في جيزان تم تنفيذها وفق مصادر عسكرية من ثلاثة مسارات في محور “الخوبة – وادي جارة”، استهدفت مواقع الجيش السعودي في: جبل الـ “إم بي سي”، تباب الفخيذة والتبة البيضاء، القمبورة والعمود وتويلق وشرق قايم صياب وسقط خلالها نحو 200 من قوات الجيش السعودي ومرتزقته من الجنجويد والمنافقين بين قتيل ومصاب وأسير، كما تم تدمير أكثر من 60 آلية مدرعة للعدو موثقة بعدسة الإعلام الحربي.
وتظهر المشاهد إحراق عشرات المدرعات والأطقم السعودية مع فرار جماعي لمقاتلين سعوديين وسودانيين من مواقعهم العسكرية بعد اقتحام قوات الجيش واللجان الشعبية لمواقعهم، وسط فشل مدو للغطاء الجوي الكثيف لطيران العدوان في إيقاف تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية.
العملية النوعية تجسد دقة التكتيك والتخطيط المدروس والبارع لأبطال الجيش واللجان، والمستوى المتقدم الذي ظهروا به أثناء تنفيذ هذه العملية الكبيرة، التي لم تكن في مخيلة العدو، وكيف استطاع أبطال الجيش واللجان الشعبية اجتياز السياج الحدودي والأسلاك الشائكة ومناطق الألغام، ومباغتة العدو في مواقعه ومراكز تحصنه والسيطرة عليها بعد قتل العشرات من قواته وفرار، وانتحار من تبقى منهم بشكل مروع وسقوطهم من منحدرات شاهقة، بالإضافة إلى أسر العشرات من جنود العدو السعودي ومرتزقته.
وبحسب المصادر العسكرية، فإن هذه العملية التي غنم فيها أبطال الجيش واللجان الشعبية الكثير من الأسلحة المتنوعة التي خلفها الجنود السعوديون والمرتزقة خلفهم، تمت بعد رصد تحركات قوات الجيش السعودي والمرتزقة في المواقع المستهدفة قبل العملية، ولحظات بدء الهجوم من عدة جهات بمباغتة الخطوط الأمامية للجيش السعودي وانهيار حامية المواقع.
ووفقا للمصادر فقد سقط أعداد من ضباط وجنود جيش النظام السعودي قتلى وجرحى في كمائن محكمة استهدفت مدرعات حاولت الهروب وتعزيزات أخرى للعدو، كما لقي عدد من الضباط والجنود السعوديين مصرعهم بعد سقوطهم أثناء محاولتهم الفرار من منحدرات وعرة وجرى خلال العملية تحرير 150 كيلو متراً مربعاً.
ولفتت المصادر إلى أنه تم أسر العشرات من قوات العدو بينهم سعوديون وسودانيون، وأعداد كبيرة من الجثث المتناثرة في الشعاب والوديان تركها من تبقى ولاذ بالفرار.
يقول مراقبون محليون تعليقا على ضعف الجيش السعودي وهزائمه المستمرة أمام المقاتل اليمني: الغباء السعودي يكمن في عدم استفادة المملكة من تجربتها المريرة خلال عدوانها على اليمن رغم ما حشدته من إمكانياتها الهائلة وثرواتها الضخمة ، وبأحدث الأسلحة الأمريكية والأوروبية التي حصلت عليها خصيصا للحرب على اليمن واليمنيين، وبقيت مصرة على مواصلة العدوان واحتلال جزء من أراضيه رغم هزائمها المستمرة وتلطخ سمعتها دوليا .
وتابعوا :ظنوا أن المسألة عبارة عن نزهة صيفية، أو رحلة صيد في البرية، ولكنهم اكتشفوا خلاف ذلك، واليوم بالمؤكد يشعرون بخطورة الموقف، بعد أن شاهدوا جنودهم يفرون كالجرذان من أمام المقاتل اليمني بسلاحه الشخصي وبقوة إيمانه التي تفعل فيهم الأفاعيل وتصنع فيهم العجب العجاب .
ووفقاً لمشاهد الفيديوهات حول عملية محور حيزان التي بُثت أخيرا فإنها تبرز حالة من الرعب سيطرت على الجيش السعودي (جيش الكبسة) على وقع ضربات أبطالنا المغاوير، وهكذا كل العمليات التي واجهوا فيها الجيش اليمني ولجانه الشعبية والتي دفعت الكثيرين منهم للهروب من المواجهات، والبعض للعزوف عن القتال، وفضلوا السجون والمعتقلات على المشاركة في الحرب، بعد أن شاهدوا ما لحق برفاقهم، والبعض الآخر تم تحويلهم إلى المصحات والمراكز والمستشفيات الخاصة بالأمراض النفسية، بعد أن أصابهم الذعر من هول ما شاهدوه وما عايشوه خلال المواجهات، ومن تبقى منهم على قيد الحياة ينتظرون المصير المحتوم كما عكست المشاهد القدرة القتالية العالية التي يتمتع بها أبطال الجيش واللجان الشعبية والروح المعنوية العالية والتي تجسد مهارات عسكرية واحترافية عالية رغم فارق الإمكانات المادية.
هذا الواقع المخزي يتأكد اليوم من جديد رغم دفع المملكة للاستعانة بالمرتزقة من مختلف دول العالم للقتال بالنيابة عن جيشهم الكرتوني ، وعزفهم على وتر الدين والمقدسات لاستعطاف بعض الدول الإسلامية لتزويدهم بالمقاتلين تحت شماعة حماية الكعبة والدفاع عن السُنَّة وغيرها من العناوين الزائفة الخادعة التي تدلس بها عليهم بغية إنقاذها من الورطة التي أوقعت نفسها فيها ، وعندما فشل المرتزقة الأجانب ووجدوا أنه لا طاقة لهم لمواجهة أبطال الجيش واللجان الشعبية ، أعلنوا انسحابهم ومغادرتهم رغم كل الإغراءات التي قدمت لهم ، فذهبت السعودية لتجنيد المرتزقة المحليين ، فأعدت لهم المعسكرات التدريبية وقدمت لهم الدعم المادي والعسكري للقتال تحت رايتها بالنيابة عن جيشها المهزوم ، وعملت على تجنيدهم مقابل الريالات المدنسة ، ريالات الخيانة والعمالة والارتزاق.
وبعد مشاهد عملية جيزان الأخيرة وما لاقاه الجيش السعودي من ويلات وما سطره الجيش اليمني ولجانه الشعبية من انتصارات وبتكتيكات جديدة في الحرب تتموضع كمدرسة جديدة في المواجهات الحربية ..على السعودية أن تدرك أن التهديد بات حقيقة متجسّدة بحرب استنزاف تأخذ أكثر من طابع، ومحصلتها في المدى المنظور تآكل أرض المملكة وتهاوي سمعة جيشها. وكأن كل ما كان ينقص اليمنيين من خبرات القتال في أنواع الحرب وأدواتها وجغرافياتها (جبلية وصحراوية ومدنية وبحرية وساحلية… إلخ) قد تكفلت به الرياض حينما جلبت من أجل قتلهم آخر صيحات المدرعات وأحدث منتجات الآليات والدبابات والطائرات القتالية والاستطلاعية، إلى جانب جيوش مستأجرة ومقاتلين مرتزقة من جنسيات عدة، كانت قد أحضرتهم لخوض معركتها في “الدفاع عن حدود وسيادة أراضيها… واستعادة ما تسميه زورا وبهتانا بالشرعية”.
عام سابع من المعارك، التي خاضها الجيش و«اللجان» في أكثر من جبهة داخلية وخارجية، صارت بالنسبة إليهم كدورة عركت المقاتل اليمني وأكسبته خبرات قتالية ومهارات عسكرية توّجت لديه رصيداً كبيراً عُرف به اليمنيون في تاريخهم النضالي ضد الغُزاة أو في حروبهم الداخلية، وما أكثرها.. وهذا ما على السعودية اليوم أن تدركه وتذهب سريعا إلى وقف عدوانها ورفع حصارها الظالم رافعة راية الاستسلام والجنوح للسلام قبل أن تنهار بالكلية.
(الثورة)