إنهيار حلف الحرب والعدوان
إنهيار حلف الحرب والعدوان
يمني برس: بقلم – طاهر علوان الزريقي
بدأ العد التنازلي لانهيار تحالف الحرب والعدوان، وبدأت علامات الضعف والوهن تظهر على العدو وعلى قدراته العسكرية والسياسية والدفاعية، وترهل جيشه وتفاقمت إحباطاته وتخبطه العشوائي، نتيجة الهزائم والفشل والخسارات المزمنة والمستجدة التي خلقت لديه إحساساً مدوياً بلغ في حالات كثيرة فقدان الثقة بالذات، في حين أثبتت المقاومة العربية والإسلامية المفعمة بالآمال أنها الأقوى رغم كل المؤامرات الدنيئة والحصارات الاقتصادية والسياسية والإعلامية الخسيسة والخبيثة والاتفاقات المبرمة مع الرعب والإرهاب سعياً لإرباك محور المقاومة وتدميره.
لقد فشلت كل المحاولات والمخططات العدوانية ومشاريع الهيمنة، واحتفظت المقاومة الإسلامية كعادتها بكل القيم النبيلة والمبادئ الإنسانية والمبادرات الإيجابية، بالرغم من وحشية وعدوانية أمريكا ودول الخليج المطواعة مثل عجينة بيد أمريكا. كما أثبتت المقاومة أنها أكثر ثباتاً وقوة في إفشال كل محاولات كسرها.
لم تستطع تلك الأنظمة الديكتاتورية القمعية والمطبعة مع العدو (البترودولار) بأموالها الطائلة شراء الذمم الوطنية والمواقف الشريفة وامتصاص روح المقاومة والانتماء الوطني والفعل الإنساني والإرادة والكرامة. لم تستطع شراء تلك القامات الشامخة، وتنفيذ مخططها لتأسيس مجتمع الانحطاط والارتهان والعنف والفوضى وسيطرة الإرهاب، كل المؤشرات تشير إلى الانهيار الحتمي والتغيير الجوهري في المنطقة بفعل صمود الشعبين اليمني والسوري ومحور المقاومة العربية والإسلامية.
بدأ انهيار وتصدع حائط الموت والفوضى والهيمنة والتطرف والأرقام المخيفة لضحايا العدوان والاستهتار بروح البشرية وتفريغ الوطن والإنسان من أي مضمون إنساني. انهيار غير مسبوق يمكن مشاهدته بوضوح في صمود وانتصار الشعبين اليمني والسوري، وأيضاً الانتصارات الأخيرة في غزة، مما جعل تحالف الحرب والعدوان يزداد انكماشاً شيئاً فشيئاً ويوماً بعد يوم بالرغم من قواته الضخمة وتقنياته الحديثة والمتطورة.
لحظات تاريخية حاسمة تجعلنا نقف على مفترق طرق في انتظار الانتصار الحاسم والمؤكد والنهائي على الأنظمة المتهالكة التي لم تحرك ساكناً لتجاوز مواقعها المهينة. يتبدل الغزاة ويبقى الغزو وآثاره، ولم تقع الهزائم بفعل عدوان الغزاة الطامعين، بل بفعل تقاعس تلك الأنظمة المتخاذلة والمنسقة مع الغزاة والتي لا تؤمن بالمقاومة لاسترداد الحقوق المنهوبة، أنظمة تجيد الخضوع ولا تحسن المقاومة، تجيد الهدم ولا تحسن البناء، وتمارس لعبة الموت والقمع والإذلال على حساب شعوبها وحياتهم المستقرة والآمنة، لا تؤمن بالاستقرار والسلام العادل، لأن ذلك يتطلب شفافية، يتطلب الخروج من المصالح الضيقة ومن إرهاب الدولة وعدوانها، يتطلب علاقات من نوع آخر، يتطلب الندية والتوازن المفتوح لا المغلق، وكذلك على تقاطع المصالح لا على التصادم.
وبالتجربة لا يوجد خيط أو بصيص ضوء يعكس توجه تلك الأنظمة للخروج من تحت سقف الهيمنة والمظلة الأمريكية، حتى لو أرادوا، لا يستطيعون تجسيد إرادتهم في أرضهم وثرواتهم، ولا يملكون هدفاً لحياتهم. تلك الأنظمة تحتاج إلى دروس تراجيدية، تحتاج إلى زلزال لكي تتعلم معنى حسن الجوار، ومعنى الكرامة، ومعنى الديمقراطية والحرية واحترام إرادة الشعوب.