المنبر الاعلامي الحر

زكريا.. لأنك أجل وأسمى

زكريا.. لأنك أجل وأسمى

يمني برس: بقلم – محمد الصفي

 

أن تكتب عن زكريا الشامي، تلك مهمة صعبة تستحيل معها العبارة في مهمة الارتقاء إلى قمم البطولة والمجد، كما ارتقاها زكريا أعواماً خالدة في ذاكرة الجــ.ــهاد، وسيرة إباء ترويها ميادين البذل والعطاء والتضحية.

 

وكما استحالت العبارة، استحالت عن مداوات جراحنا كل الأدوية لولا «وبشر الصابرين» بفراق الأخ، القائد، المجـ.ـاهد، وحسبنا شرفاً وكل يمني أن سيرته رغم التحولات العصيبة ازدادت ثباتاً، لم تزعزعه العواصف، ولم تمل به الرياح شبراً واحداً عن نهج القيادة، خطاً، ورسالة، وقضية.

 

لم يحمل قلبه ضغينة، فحملته جموع اليمن، ولم يغتر بمنصب، فكانت كل المناصب مشيعة، لكأنها تقول، هذا نموذجنا العسكري، وفي ذلك فليقتدِ القاعدون، وليقبس من نوره المتذبذون.

 

نعم إنها المصيبة حلت وفقدنا شخصه النبيل لكننا لم نفقد أخلاقه الرفيعة، وصدقه، وشهامته، وانسانيته، ونظاله وتساميه فيما مثله وتمثله في حياته ومع من حوله.

 

خسارة فادحة ورحيل قبل الأوان، لواحد من اكثر الشخصيات العسكرية اليمنية إرعابا للعـ.ـدو، وإثارة لجدل دوائر الاستخبارات المعادية، فقد كان حاضراً حيث يكرهون، منذ فجر االمسـ.ـيرة مروراً بتوليه منصب نائب رئيس هيئة الأركان العامة في وزارة الدفاع، وحتى بعد تعيينه وزيرا للنقل.

 

اللواء الركن زكريا يحيى الشامي؛ رقم صعب وأبرز القيادات العسكرية في صنعاء وأشدها خطورة كما تحكي تقارير قوى العــ.ــدواان السـ.ـعودي الأمريـ.ـكي ووسائل اعلامها التي أدرجت اسمه ضمن قائمة المطلوبين للعـ.ـدواان في المرتبة الرابعة، بمكافئة مالية قدرها 20 مليون دولار مقابل من يدلي بمعلومات عنه.

 

سيرة اللواء زكريا في ظل العـ.ــدوان على بلدنا الحبيب، بدأت من حيث يجب أن تبدأ من الميدان الملتهب وعلى خطوط النار، تحت القصف والغارات الجوية، وبمواجهة جحافل قوى الغـ.ـزو والإحتـ.ـلال وفي خضم المعركة الأكثر شراسة عبر التاريخ.

 

القائد العسكري زكريا الشامي الذي كان يمتلك شخصية فولاذية، كان في الوقت ذاته متواضعاً حنوناً مخلقاً رحيماً، عزيز النفس كريم اليد حسن الطوية والسريرة، ومن يعرفه يدرك ملكات هذا الرجل ومبادئه وقيمه وهدوءه ورجاحة عقله فاملك قلوب وعقول لشعب بأكمله.

 

محطات حياته بشهادات رفاق عاصروا مراحل حياته، وبشهادة الصوت والصورة والموقف، تكفي للقول بأنه رجل استثنائي في زمن استثنائي، وما من دلالة على ذلك سوى ما قاله الوالد الراحل الفريق الركن يحيى محمد الشامي «زكريا أحب أبنائي لقلبي وقد وهبته في سبيل الله». ولأجل ذلك عاش زكريا ومات عن مدرسة هو أول من أرسى قواعدها، وأول من وضع حروفها الأبجدية.

 

يقال في المثل الدارج «لكل مقام مقال»، إلا ان المواقف البطولية التي يسطرها مجاهدو اليمن بالصوت والصورة، لا تحتمل القول، ولا تحيط ببهائها ممكنات اللغة، وليس بمقدور العبارات والمقالات والقصائد ان تفيها حقها، مهما فردت لها من صفحات ومجلدات، تمامًا كمشهد أبو فاضل طومر “عليه السلام”.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com