اللجنة الثورية العليا تُعلن الحداد 3 أيام لإستشهاد الثائر المناضل عبدالكريم الخيواني (بيان)
يمني برس _ صنعاء :
أعلنت اللجنة الثورية العليا الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام ابتداء من يوم غد الجمعة لاستشهاد الثائر والمناضل الكبير عبد الكريم محمد الخيواني، وكذا تسمية شارع الرئاسة في شمال العاصمة صنعاء والممتد من ميدان السبعين وحتى تقاطع شارع تعز باسمه .
جاء ذلك في بيان نعي أصدرته اللجنة مساء اليوم وفي مايلي نصه :
قال تعالى {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} صدق الله العظيم
يا جماهير شعبنا اليمني العظيم ويا أبناء أمتنا العربية والإسلامية ويا كل أحرار العالم بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره وبعظيم التضحية في سبيل الله والوطن وعلى طريق الوقوف بشجاعة وإيثار لا حدود لهما في وجه الإرهاب والجريمة المنظمة وأغطيتهما السياسية والإعلامية في اليمن وفي المنطقة تنعي إليكم اللجنة الثورية العليا رحيل الشهيد الثائر والمناضل الكبير عبد الكريم محمد الخيواني الذي ارتقى إلى الله شهيدا على أثر جريمة اغتيال غادرة نفذها قاتل مأجور أمام منزل الشهيد ظهيرة أمس الأربعاء بعد عودته مباشرة من حضور إجتماع مع أعضاء اللجنة الثورية العليا لمناقشة استكمال الفراغ الدستوري في البلاد ولوضع معايير اختيار أعضاء المجلس الوطني.
إن اغتيال الشهيد العزيز يأتي في لحظة تاريخية دقيقة من حياة شعبنا اليمني وبعد انتصار ثورته المباركة في 21 سبتمبر 2014م وفي سياق مؤامرة داخلية وخارجية لمحاولة ضرب الثورة وإغتيال رموزها وتمكين أعدائها التاريخيين من قرارها الوطني وإننا اذ نعزي شعبنا برحيل المناضل الكبير عبدالكريم الخيواني نبارك له ولكل شهداء جمعة الكرامة ومناضلي الثورة اليمنية على إرتقائهم في سلم المجد والخلود على طريق ” الصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا ” .
لقد اختار الشهيد العزيز عبد الكريم محمد يحيى الخيواني ومنذ الأيام الأولى لحياته الفكرية والسياسية أن يكون في الصف الأول من صفوف النضال الوطني الديمقراطي ومن اجل اليمن وحرية اليمنيين واستقلال قرارهم ورد الإعتبار لكرامتهم وتحقيق العدالة لهم وفي سبيل هذه الأهداف النبيلة تعرض الشهيد إلى سلسلة واسعة من الانتهاكات الجسيمة -المعنوية والمادية- متمثلة في الاعتقالات والاختطافات والتعذيب والملاحقات والمحاكمات السياسية والكيدية ولكن ذلك كله لم يثنه عن مواصلة نضاله الشجاع بل كان يخرج في كل مرة يتعرض فيها للإنتهاكات وهو أكثر صلابة وشجاعة ورباطة جأش في مواجهة المستبدين والطغاة وأعداء الشعب اليمني في الداخل والخارج وحتى لحظة صعود روحه الطاهرة وهو شامخ الرأس قوي الارادة رافضاً ان تحدد قوى الاجرام والتآمر طريقة عيشة ودرجة موقفه من القضايا الشخصية والوطنية على حد سوى.
أيها الشعب الكريم تعلمون كما يعلم كل احرار العام ان الشهيد عبد الكريم كان من أبرز المناضلين الذين فجروا ثورتي 11 فبراير و21 سبتمبر المجيدتين وبجهوده ورفاقه من الثوار توج مسار الثورة المتواصلة بالإعلان الدستوري بتاريخ 6فبراير 2015م والذي كان الشهيد ممن اعدوا وحضروا للإعلان الدستوري بعد مؤامرة الاستقالات السياسية الممنهجة بهدف اسقاط الثورة وقرارها الوطني غير ان الشهيد ورفاقه كانوا يعون جيداً طريق الانتصار على الأعداء في الخارج وأدواتهم في الداخل فكان الإعلان الدستوري والنص على تشكيل مجلس رئاسي واخر وطني هو الرد القوي الذي رسم مستقبل النظام السياسي في المرحلة الانتقالية .
ولا نشك للحظة ان اغتيال الشهيد في الذكرى الرابعة لمجزرة جمعة الكرامة وعبر مؤامرة إقليمية وبأدوات محلية قد استهدف الثورة في احد رموزها البواسل دون أن يدرك الأعداء انه كان قد رسم الطريق وحدد المسار الذي لن نحيد عنه أبدا وسيدافع عنه اليمنيون ذودا عن حياض الوطن واستقلال قراره السيادي الذي توج بثورة 21سبتمبر، واعلانها الدستوري وما سيتلوه من خطوات جادة على هذا الطريق القويم.
يا جماهير شعبنا اليمني العظيم..
تعرفون بان الشهيد عبد الكريم الخيواني كان من أهم وأشجع الأصوات الصحفية والفكرية والسياسية المناوئة لسياسة الحروب والصراعات المسلحة بين اليمنيين وضد جرائم الاغتيالات السياسة والقتل المنظم وقد وقف مناضلاً شجاعاً ضد حرب صيف 1994م وحذر من مخاطر نتائجها الكارثية على الوحدة والنسيج الاجتماعي كما وقف ببسالة ضد حروب صعدة الستة وما تلاها من حروب انتهجت القتل والتصفية وسياسة التطهير الممنهج وكان قلمه الشريف الذي لم يساوم يوما هو السلاح الذي حملة دون كلل ولا ملل في معركة النضال ضد الطغاة والمستبدين حتى اسقط العديد منهم وذهب كثيراً منهم إلى مزبلة التاريخ وقدم روحه الطاهرة وهو يناضل في الطريق نفسها من اجل الحرية والانعتاق من الهيمنة على القرار الوطني المستقل.
لقد كان الشهيد العزيز منحازاً الى المظلومين والمهمشين والمنتهكة حقوقهم حتى اصبح رمزاً للدفاع عن الحقوق والحريات الصحفية والفكرية في كل مراحل حياته النضالية وها هو اليوم يقدم روحه في النضال على هذا الدرب الطويل.
اننا في اللجنة الثورية العليا ونحن ننعي اليكم الشهيد نعلن ما يلي:
– اعلان الحداد الرسمي العام وتنكيس الاعلام بدءاً من يوم الجمعة الموافق20مارس 2015م وحتى يوم الاحد 22مارس .
– تسمية شارع الرئاسة في شمال العاصمة والممتد من ميدان السبعين وحتى تقاطع شارع تعز باسم الشهيد عبد الكريم الخيواني.
– توجيه اللجنة الأمنية العليا ووزارة الداخلية وجهازي الأمن السياسي والقومي وكل الأجهزة المختصة بسرعة القاء القبض على القتلة وكشف كل خيوط وملابسات الجريمة وتقديم كل من تورط فيها بصورة مباشرة وغير مباشرة الى المحكمة لينالوا جزائهم الرادع وبأسرع وقت ممكن .
– ندعو شعبنا الكريم الى جعل جنازة الشهيد العظيم يوماً للعزة والكرامة والحرية ولعزل الإرهاب وجرائم العنف والاغتيال المنظم عبر حضور مليوني حاشد في صنعاء والمحافظات في يوم تشييع جنازة الشهيد التي سنعلن عنها لاحقاً.
أيها الشعب الكريم ..
باسمكم وعبر اللجنة الثورية العليا نوجه خطابنا في ختام بيان النعي هذا لنقول بأن الذين قتلوك ايها البطل يجهلون أنهم كرموك وأحيوا فينا الكرامة في الذكرى الرابعة لشهداء جمعة الكرامة ودوماً يا من نحيا فيك وتحيا فيك امتك تستهدف الاغتيالات السياسية في اليمن العقول النيرة والالسن الصادقة والمنهج الشريف والأيادي النظيفة والضمائر الحية والأوفياء المخلصين لشعبهم والغيورين على وطنهم .. وما اغتيالك يا ابو محمد الشهيد الا تكريسا لهذه السياسة سياسة القوى المتآمرة الداخلية والخارجية المخططة والممولة والمنفذة لسيناريو مسلسلات الاغتيالات السياسية المستمرة وتفجير الحروب والصراعات القذرة معتقدين بأن الجو سيخلو لهم و للجهلة واللصوص والفاسدين والسماسرة وعملاء الخارج من خونة الوطن وبائعي الارض والعرض المفرطين بماضي وحاضر ومستقبل الشعب والوطن من اجل مصالحهم الخاصة ومشاريعهم الضيقة وتنفيذ سياسة القوى الخارجية التي يستقون بها على الشعب كعادتهم.
المجد والخلود لبطل الكرامة عبد الكريم الخيواني ولشهداء جمعة الكرامة والثورة اليمنية و النصر للثورة و لشرفاء الوطن الاحرار.
اللجنة الثورية العليا
صنعاء بتاريخ 19مارس 2015م