عملية “النصر المبين”.. قراءة في مسارات المعركة وسرعة الإنجاز
عملية “النصر المبين”.. قراءة في مسارات المعركة وسرعة الإنجاز
يمني برس:
مع انتهاء تحرير منطقة قانية، وهي العزلة التي تفصل بين محافظتي مارب والبيضاء ، بدأت معركة تحرير مديرية ماهلية التابعة لمحافظة مارب بمسارين ، الأول بدأ من الطريق الإسفلتي العام الذي يوصل البيضاء بمارب ، والثاني من خلال مسار جبلي التفافي نفذه أبطال الجيش واللجان الشعبية خلال عملية “النصر المبين “التي امتدت على ثلاث مراحل متواصلة.
ويشرح مصدر ميداني لـ”الثورة” أن أبطال الجيش واللجان الشعبية تمكنوا خلال ساعات قليلة في العملية الأولى من بلوغ العمود مركز مديرية ماهلية ، المساران العملياتيان حصرا مرتزقة العدوان بين كماشتين ، وقد أطبق أبطال الجيش واللجان الشعبية الخناق على قوات العدوان ومرتزقته الذين فروا من منطقة قانية وقتها إلى ماهلية أملاً في تشكيل خطوط دفاعية، إلا أنها انهارت سريعاً.
وبعد تحرير العمود لم تتوقف العملية التي يشارك فيها مجاميع كبيرة من أبناء قبيلة مراد تحت لواء (مراد) بل تواصلت صوب جبل ذي حمر والمرتفعات الجبلية الموازية، وعلى إثر التهاوي السريع لقوات مرتزقة العدوان استسلمت مجاميع كبيرة من المقاتلين ، وقُتِل آخرون وبأعداد كبيرة.
ويشير المصدر إلى أن طيران العدوان كثف من التحليق ومحاولاً إسناد قواته المهزومة بعشرات الغارات الهستيرية ، مستهدفاً المنشآت والمنازل ، وأشار إلى أن الطيران المعادي دمر معظم منشآت المديرية الخظمية بالإضافة الى عدد من محطات الوقود وسيارات المسافرين.
وعلى مداخل منطقة الصدارة وصلت طلائع أبطال الجيش واللجان اولى مناطق مديرية رحبة مساءً ، وسادت في المنطقة حالة من الابتهاج والترحاب من قبل المواطنين ، حيث عمت الفرحة سكان المنطقة والمسافرين عبرها الذين أكدوا أن سرعة الحسم وفرت الكثير من الضحايا والخسائر التي كانت ستخلفها المعارك فيما لو طال أمدها.
عنصرا المباغتة والتخطيط كذلك كانا عاملين حاسمين في إنجاز المعركة الهامة أيضا ، فقد اختار أبطال الجيش واللجان الشعبية وقت بدء المعركة الهجوم بشكل مباغت ، وجرى تنفيذها بعملية محكمة ودقيقة تجاوزت مسرح عملياتها المديريتين (ماهلية ورحبة) وصولاً إلى أطراف الجوبة وجبل مراد ، وامتدت صوب مديرية حريب.
ويضيف المصدر، أن الأهم هنا -في مقام التأمل والدراسة- هو ما أبداه أبطال الجيش واللجان الشعبية من حكمة وحسن تقدير وخبرة عظيمة في مجال المواجهة العسكرية ، تجلت في التخطيط الدقيق والتنفيذ المدروس والعمل الجماعي ، علاوة على استغلالهم حالة الانهيار التي حصلت في صفوف قوات العدو ليواصلوا التقدم والضربات النوعية والحرب عزفاً على الرعب الذي اعترى أوصال المنافقين وصولا إلى تحقيق العمليةِ ومضاعفة أهدافها وإنجازاتها ، فقد تحرّرت مديرية رحبة على هامش معارك تحرير ماهلية.
وبخصوص الغنائم يؤكد المصدر أن الغنائم المتنوعة شملت بالإضافة إلى الآليات والأسلحة الخفيفة والمتوسطة ذخائر بكميات ضخمة عثر عليها أبطال الجيش واللجان الشعبية داخل مستودعات معسكرات المرتزقة والمنافقين وفي تحصيناتهم ومتارسهم القتالية.. ويقول مجاهدو الجيش واللجان إن كثيرًا منها لا تشبه أسلحة الجيش اليمني وذخائره في إشارة إلى أنها من الأسلحة الحديثة التي يوفرها تحالف العدوان لمرتزقته والتي عادةً ما تقع في أيدي المجاهدين إثر انتصاراتهم الكبيرة في معارك التحرير الجارية على امتداد خطوط المواجهة مع حلف العدوان ومرتزقته.
وشملت الأسلحة التي غنمها أبطال الجيش واللجان الشعبية خلال عملية “النصر المبين”، قاذفات مدفعية بعضها من مخازن الجيش السعودي كما توضح البيانات المدونة عليها – لكن اللافت في الأمر هو وجود كميات كبيرة من ذخائر المدفعية الثقيلة مختوم عليها بختم”الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية” التي تدعي أنها تعمل في مجالات إنسانية وتنموية.
فضيحة الوكالة الأمريكية لم تكن الأولى – فقد سبق لأبطال الجيش واللجان الشعبية أن عثروا على نفس الذخائر في نهم والضالع وفي البيضاء أيضا، وقد تكررت في أكثر من جبهة وأثارت التساؤلات من جديد عن طبيعة الدور الذي تقوم بها أمريكا تحت غطاء العمل الإنساني، وعبر واحدة من أهم الوكالات التي تقول أمريكا إنها تعمل في مجالات إنسانية.
يشار إلى أن الاعلام الحربي كان قد عرض في مشاهد سابقة أثناء عملية تحرير قانية العام الماضي؛أسلحة يظهر عليها ختم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وذلك ضمن الغنائم التي غنمها أبطال الجيش واللجان الشعبية في عملية تحرير قانية.
وتمثل الأسلحة التي يغتنمها مجاهدو الجيش واللجان أحد مصادر إمداد المعركة بالسلاح النوعي، وحسب مصدر عسكري فإنها تعد مصدراً رافداً لمخازن المؤسسة العسكرية والأمنية، فالسلاح المغتنم في كل عملية يجري تفعيله “استخدامه”مباشرة في كل معركة يحصل فيها غنائم لصالح أبطال الجيش واللجان الشعبية ، ثم يتم رفع غالبية الغنائم إلى مخازن الجيش واللجان’ في مفارقة باتت شبه مألوفة تكرر حدوثها في معظم العمليات ومختلف الجبهات.
خلال سنوات معارك التحرير المستمرة منذ بداية العدوان، اكتسب مجاهدو الجيش واللجان الشعبية خبرة عالية في كيفية سحب المعدات والأسلحة والذخائر ونقلها من مسرح المعركة بطريقة سلسة وعملية، حيث أنه بخصوص إخلاء أرض المعركة من أسلحة العدو المغتنمة، حيث تقوم فرق نقل متخصصة بعمليات رفع الأسلحة وإخلائها في غضون دقائق من دخول قوات المشاة معسكرات العدو ومواقعه ؛ وهو تكتيك سريع يُفقد طيران العدوان القدرة على استهداف وتدمير الغنائم رغم محاولاته عقب كل معركة.
(الثورة – يحيى الشامي)