جميل أنعم : الوهابية باطلة بلسان مؤسسها تحت رحمة قبائل نجران !
يمني برس _ أقلام حرة
بقلم / جميل أنعم
الكثير من القادة يعشقون في حروبهم وفتوحاتهم زوال خصومهم ومسحهم عن بكرة أبيهم من وجه الأرض، وشطب ديارهم وحضارتهم من الجغرافيا والتاريخ ومرمغة أنوفهم وكسرها في الوطنية، قد يكون ذلك أمنية كل قائد وزعيم كُتِبت عليه الحرب أو كتبها ورسمها بنفسه..
وأن نكون تحت راية منتصرة وقائد عظيم لا يحبذ هذا النوع في الحروب ليس بالأمر السيء، وأن يُعرف قادتنا بالتقوى والورع والعفو في ذروة القوة والغضب يعني أننا ملوك التاريخ ..!
وأن يغدر بك أعدائك في لحظة ويركعون عند أقدامك طالبين عفوك لثقتهم بأخلاقك وعظمتك يعني أنك تحت راية محمد بن عبدالله … إنه السيد حسن هبة الله المكرمي من أهل نجران من قبيلة يام من حاشد وهي بطن من قبيلة همدان بن زيد القحطانية، والذي كان قاب قوسين او أدنى من مسح الوهابية وآل سعود من خارطة الأزمان، بتطهيره لأقذر وأظلم حكم في شبه جزيرة العرب تمثل في الدرعية سنة 1165هـ تقريباً، حين ألتقى محمد بن سعود مع الشيخ محمد بن عبدالوهاب في الدرعية واتفقوا على أن محمد بن سعود هو إمام المسلمين وله ولذريته الحكم والشيخ محمد بن عبدالوهاب هو إمام الدعوة وله ولذريته السلطة الدينية، وأصدر كتاب بعنوان (تاريخ نجد) حيث ورد في الصفحات (101،100،99،98،97) بأن أهل نجد وحكامها كفار والمسلم هو من آمن بالسنة التي يسير عليها محمد بن عبدالوهاب ومحمد بن سعود وأطلقوا عليها إسم (دعوة التوحيد لله) وفي ظل هذه الدعوة تم تكفير أهل نجد وحكامها وهدموا الجدران وردموا الآبار واحرقوا الأشجار واعتدوا على أعراض النساء وارتكبوا أعمال الذبح لسكان القرى والمدن النجدية والعشائر العربية بدعوى إخراج الكفر والشرك والإلحاد من قلوب العباد، لا شك أن بمروركم على هذه السطور الآن رأيتم سكاكين داعش وخلافتها الشيطانية ليتضح لنا وبجلاء منشأ هذا الفكر التلمودي العفن، وكانت ذروة المذابح حينها في عام 1177هـ ومنها فاجعة ذبح 50 رجل وأسر 60 رجل من قبيلة العجمان النجدية والتي تُنسب إلى قبيلة يام النجرانية وتعتبر قبيلة العجمان ويام أبناء عم فأستنفر السيد حسن هبة الله لنجدة أبناء عمة من قبيلة العجمان وفي سنة 1178هـ – 1165م أتفق السيد هبة الله من أهالي نجران مع قبيلة العجمان وحاكم الإحساء (عريعر الخالدي) على سحق آل سعود والشيخ الوهابي في الدرعية وتخليص المسلمين من فتنة الذبح والقتل والتدمير والتكفير، واتُفِق على أن السيد حسن يسير من نجران ويسير بني خالد والعجمان من الإحساء بقيادة حاكم الإحساء عريعر الخالدي وأن مكان الإلتقاء هو (العارض) ثم الزحف على الدرعية، فأختلف الموعد والمكان والحلف بحيث خرج السيد حسن هبه الله من نجران على رأس 1200 مقاتل وفارس ووصل إلى منطقة حاير أسبيع حيث إلتقى جيش آل سعود بقيادة محمد بن سعود أمير الدرعية والمؤلف بأكثر من 4000 مقاتل مجهزين بالبنادق والذخيرة وتم الإشتباك بين المقاتلين حتى أنتصف النهار، ونظراً لتفاوت العدد والعتاد طبق السيد حسن هبة الله خطة المواجهة وجهاً لوجه وبالسلاح الأبيض وانتهى الإشتباك بهزيمة ساحقة لجيش الشيخ وآل سعود فقتل منهم 1000 ألف وأسر 240 وهرب البقية إلى الدرعية وزحف الثوار نحو الدرعية واحكموا الحصار عليها تمهيداً لاقتحامها وهدمها على رؤوس المجرمين من آل سعود وآل الشيخ، وهنا شعر الشيخ الوهابي ببوادر الهزيمة الساحقة ولجأ إلى إسلوب الحيلة والخداع واللعب على وتر المشاعر الدينية تماماً كما حدث في سالف الزمان عندما شعر البعض بالهزيمة فرفع المصاحف على أسنة الرماح طلباً للصلح وكان ماكان، وها هو الشيخ محمد بن عبدالوهاب يستخدم نفس الأسلوب المخادع فخرج رافعاً راية الصلح وطلب الوساطة من شيخ قبيلة ظفير الهاشمي فيصل إبن سويط ليقابل السيد الشيعي المكرمي حسن هبه الله ليحرك صلة المذهب فلا يرفض السيد حسن لفيصل بن سويط، والذي وصل إلى السيد حسن بمعية خيول عربية محملة بالذهب والمعونات والهدايا مرسلة من الشيخ محمد بن عبدالوهاب وطلب الوسيط فيصل من هبه الله إيقاف الزحف على الدرعية حيث قال ((إنني اطلب منكم الصفح عن إبن سعود وإبن عبدالوهاب وماهذه الهدايا إلا الإعتراف بالجميل على آل سعود ومحمد بن عبدالوهاب لأنكم تركتوهم في أماكنهم أحياء بعد مقدرتكم على إنهاء وجودهم)) وترافق ذلك إنتشار لفتاوى العفو عند المقدرة ولأن السيد هبة الله من مدرسة عربية إسلامية أصيلة عفى عن آل سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب وعقد الصلح والإتفاق بين السيد حسن هبة الله ومحمد بن عبدالوهاب والذي أتفق نيابةً عن محمد بن سعود الذي أُصيب بمرض الإسهال من شدة الخوف والرعب ونصت شروط الصلح على :-
1- عدم زحف أهالي نجران على الدرعية وتسليم أسرى آل سعود .
2- دفع 10000 عشرة ألف جنيهه ذهب تعويض لأهالي نجران عن رحلتهم من نجران إلى الدرعية . 3- أن لا يتعدي آل سعود والشيخ بن عبدالوهاب حدود الدرعية .
4- أن لا يرفعا راية الدعوة السعودية الباطلة والتي أطلقوها بعنوان (دعوة التوحيد لله) .
وفي نهاية الإتفاق الحرفي شهد الشيخ محمد بن عبدالوهاب ببطلان دعوته أمام أهالي نجران وبعد عقد الصلح والإتفاق وصل حاكم الإحساء الشيخ (عريعر الخالدي) وقبيلة عجمان متأخرين وأبدوا الإنزعاج ومعارضة قوية للإتفاق والصلح خاصة من حاكم الإحساء والذي بعث برسالة إلى السيد حسن قال فيها : ((إن غدر اليهود معروف ومكرهم كبير والقضاء عليهم وهم في حالتهم الضعيفة أكثر فائدة من تركهم حتى تقوى أجسامهم من أكل لحومنا فيقضون علينا جميعاً …
أنني اناشدكم بالعودة معي للقضاء النهائي عليهم)) .. فأجابه السيد حسن هبة الله ((أن السعوديين قد استسلموا لنا وقدموا الخضوع وطلبوا العفو فعفينا عنهم وأن شيمتي تفرض عليَّ عدم نقض العهد الذي أعطيتهم)) .. ولاحقاً تم قتل حاكم الإحساء بالسم وتم إحتلال الإحساء حتى تاريخه ..
هذه صفحة من صفحات التاريخ كانت قاب قوسين أو أدنى من إجتثاث قرن الشيطان في عقر دارهم الدرعية على يد شجعان وأبطال القبائل اليمنية الضارية .. وسترون بأم أعينكم كيف ستقوم بضعة قبائل يمنية وبإمكانيات تقليدية بتلقين عربان آل سعود متحصنين بترسانتهم أروع الدروس في ميادين المواجهة ليركعون عن أقدام بواسل اليماني الجبارة .. فرجال اليماني كل مواجهاتهم شريفة لايقتلون الأبرياء ولا يستهدفون الأماكن الخدمية والمستشفيات والمعالم التاريخية ..
هذا التاريخ يعيد لنا مشهد الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عندما كان قاب قوسين أو أدنى من هزيمة قوى الفساد لبني أمية … وتبقى الخديعة والحيل واللعب بالمشاعر الدينية واستغلال تقوى وشهامة الآخرين نقطة ضعف قاتلة نتمنى أن لا تتكرر في التاريخ الحديث ..
موعدنا النصر مع قبائل يام همدان وأشاوس اليماني وحدهم سيوجعون نظام آل سعود وحدهم سيحرقون مملكة نجد الشيطانية .. كما عفوا عن آل سعود والشيخ الوهابي وكانوا سببأ لإنتشارهم بدافع أخلاقي يحتم عليهم الوفاء بالعهود سيكونوا سبباً لإقتلاعهم ومرمغة أنوفهم في التراب أيضاً من واجب اخلاقي وديني وأممي .. فلتكثروا من الدعاء والتسبيح والبقية على القبائل .