المنبر الاعلامي الحر

حالة تئهب واستنفار دائم للكيان الاسرائيلي بعد إعصار اليمن الثاني

حالة تئهب واستنفار دائم للكيان الاسرائيلي بعد إعصار اليمن الثاني

يمني برس- تقرير/

بعد التصعيد الإجرامي الذي أقدمت عليه الإمارات والسعودية، بارتكاب المجازر بحق الأبرياء في أكثر من محافظة يمنية، حيث وصل عدد الشهداء والجرحى إلى قرابة 400 خلال أربعة أيام فقط، إثر قصف طائرات العدوان في العاصمة صنعاء، والحديدة، والسجن الاحتياطي بصعدة، اقتضى الأمر أن ترد القوات المسلحة اليمنية بسرعة خاطفة، في العمقين الإماراتي والسعودي بعملية تأديبية واسعة، أحدثت حالة من الرعب للكيان الاسرائيلي، رغم أنها كانت موجهة للعدوين السعودي والإماراتي.

 

-دبي وأبو ظبي

 

مطارا دبي وأبو ظبي، ومصفاة النفط في المصفح، وعدد من المواقع والمنشآت الإماراتية الهامة والحساسة، دكتها القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر، في 17 من يناير الجاري، بعملية “إعصار اليمن” النوعية، التي جرى فيها الاستهداف باستخدام صواريخ ذو الفقار الباليستية، وصاروخ قدس2 المجنح، وعدد كبير من طائرات صماد3 المسيرة.

 

العملية نفذّتها القوات المسلحة بعد تحذير مباشر للإمارات من قبل المتحدث الرسمي، بعد الاستيلاء على سفينتها العسكرية “روابي”، وبالتزامن مع تصعيد عملائها ومرتزقتها في شبوة، فضلاً عن استمرار الغارات العدوانية لقصف المدنيين ومنازلهم.

 

على خلفية الضربات اليمنية أصدرت وزارة الداخلية الإماراتية قراراً بمنع تحليق الطائرات المسيّرة “الدرون” في بلدها لمدة شهر، وهي الدويلة الكرتونية التي يتأرجح اقتصادها بمجرد تهديد تطلقه القوات المسلحة، ويتأثر بشكل مباشر إن تعرضت لضربات، الأمر الذي أحدثته العملية التي نفذتها القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر وأغضبت كل الدول التي تكيل بمكيال المصلحة المادية، وتخضع للهيمنة الأمريكية والاسرائيلية التي تمرر مشاريعها عبر الإمارات منذ أعوام، ناهيك عن اعتماد اقتصادها على رؤوس الأموال الاستثمارية اليهودية.

 

-هلع “تل أبيب” :

 

رغم أن ضربات القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر كانت في دبي وأبو ظبي العاصمة الإماراتية، إلا أن الهلع والنحيب امتد إلى الكيان الاسرائيلي، حيث شكّلت ضربات “إعصار اليمن الأولى” في العمق الإماراتي حينها حالة من الهلع لدى الكيان، الذي يقف خلف الإمارات ويشارك بشكل غير مباشر في العدوان على اليمن، لما له من حسابات تجبره على وضع نفسه محل الإمارات، الذي يتشارك معه في قتل اليمنيين وحصارهم وتجويعهم.

 

حالة الهلع التي ظهرت على الكيان الاسرائيلي، كشفتها أولاً وسائل إعلامه التي تحدثت بعد عملية “إعصار اليمن” عن قلق من تعرض “إسرائيل” لهجمات مماثلة لهجوم اليمنيين على مواقع حساسة في الإمارات، وكشفت حينها عن تواصل خبراء عسكريين “إسرائيليين” مع القيادات العسكرية في الإمارات لعرض المساعدة في التحقيق، وهو ما يؤكد رغبة كيان الاحتلال في الحصول على معلومات عن القدرات اليمنية، لعله يقي نفسه منها، فالخطر عليه يراه قائماً.

 

صحيفة “يديعوت أحرونوت” التابعة للكيان الاسرائيلي، بعد العملية النوعية بيوم، نقلت عن مصدرٍ “إسرائيلي” تأكيده أن “مصدر القلق بالنسبة لهم يعود إلى إمكانية القيام بهجومٍ مماثل على مواقع إسرائيلية بواسطة مسيّرات موجهة ومتفجرة”، وهو ذات الأمر الذي أعرب عنه مسؤولون أمنيون في كيان الاحتلال، على القنوات الإعلامية التابعة للكيان المحتل.

 

-نفس المسافة:

 

وسائل إعلام صهيونية أشار مراسلوها إلى أن المسافة بين اليمن وأبو ظبي هي حوالي 1500 إلى 1600 كم، وهي تقريباً نفس المسافة بين اليمن و”إسرائيل”، متوقعين قدرة اليمن على توجيه ضربات مشابهة ضدهم أيضاً، في حال توفر الإمكانيات الصاروخية، وهو ما تمتلكه القوات المسلحة بالفعل، وجرت العمليات من خلاله داخل العمقين السعودي والإماراتي.

 

ليس ذلك فقط، ما يؤكد شدة الهلع الاسرائيلي وامتداد حالة الرعب، فثمة تحركات رسمية صهيونية، عقب العملية الأولى، من أبرزها تلقي ولي عهد الإمارات محمد بن زايد اتصالاً هاتفياً من رئيس الكيان الإسرائيلي أدان خلاله الضربات التي وجهتها القوات المسلحة للإمارات، رداً على تصعيدها الأخير، وإمعانها في العدوان والحصار بحق الشعب اليمني.

 

رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي، “نفتالي بينت” هو الآخر، أجبرته الضربة على التحرك، حيث نقلت وسائل إعلام، أنه بعث رسالة لولي عهد أبو ظبي أكد فيها وقوف الكيان الاسرائيلي معه ومع الإمارات في وجه الضربات،

 

وفي ذات السياق وزير خارجية الكيان أيضاً أدان بشدة الهجوم في أبو ظبي وأكد وقوف الكيان الاسرائيلي إلى جانب الإمارات.

 

-دفاع خائب

 

اتساقاً مع عملية التطبيع مع الكيان الاسرائيلي، عمد الكيان إلى تغييب الحقيقة كما حدث الأمر في باقي الإدانات التي جرّمت حق اليمن في الدفاع عن نفسه، وهنا ما يشير أيضاً إلى طبيعة الرعب الذي لحق بكيان الاحتلال، الذي سبق وأن عجز عن توفير الحماية لنفسه أولاً، بدليل فشله في التصدي لصواريخ المقاومة في معركة “سيف القدس”، في الحين الذي تحاول فيه الدولة المطبعة الحصول على منظومة دفاعه الجوي الفاشلة.

 

ما يؤكد حقيقة الهلع والرعب الاسرائيلي هو أيضاً طبيعة التحرك العسكري الذي أقدم عليه الكيان الإسرائيلي، في نفس اليوم الذي دكّت فيه القوات المسلحة العمق الإماراتي الأسبوع الماضي،

 

حيث أعلنت وزارة دفاعه إتمام اختبار جوي لمنظومة أسلحة “أرو” المضادة للصواريخ الباليستية، وفي هذا التحرك ما يؤكد قطعاً وصول الرعب إلى مفاصل الكيان الاسرائيلي العسكرية والسياسية والإعلامية، لمجرد ضربة لم تكن سوى رسالة تأديبية للإمارات لتكف عبثها في اليمن.

 

رعبٌ شامل لحق بالكيان الاسرائيلي، جراء عملية “إعصار اليمن” التي دكت العمق الإماراتي، وحالة من التأهب والقلق تحسباً لأي ضربات مستقبلية، ومؤخراً لدى تنفيذ القوات المسلحة لعملية “إعصار اليمن الثانية في العمقين السعودي والإماراتي معاً، ارتفعت وتيرة الفزع الاسرائيلي، الذي كشفته قنواته الإعلامية وتصريحات لمسؤوليه، بعد إعلان العملية من قبل المتحدث الرسمي للقوات المسلحة، العميد يحيى سريع.

 

-إعصار يمني ثانٍ

 

في سياق الرد المشروع على تصعيد العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي وجرائمه بحق الشعب اليمني، نفذت القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير “عملية إعصار اليمن الثانية” الواسعة، التي استهدفت قاعدة الظفرة الجوية، حيث يعسكر فيها 3500 جندي أمريكي.

 

ضربات العملية الثانية طالت أهدافاً حساسة أخرى في عاصمة الإمارات أبو ظبي بعدد كبير من الصواريخ الباليستية نوع “ذو الفقار”، فضلاً عن استهدافها لمواقع حيوية وهامة في دبي بعدد كبير من الطائرات المسيرة صماد3.

 

العمق السعودي هو الآخر دكت فيه القوات المسلحة عدداً من القواعد العسكرية في منطقة شرورة ومناطق سعودية أخرى بعدد كبير من الطائرات المسيرة نوع صماد1 وقاصف2K، كما جرى استهداف مواقع حيوية وحساسة في جيزان وعسير بعدد كبير من الصواريخ الباليستية، وهنا ما يكشف تعاظم قدرة القوات المسلحة في توسيع بنك الأهداف ومسرح العمليات، وشن الهجمات النوعية في أكثر من منطقة جغرافية، وبأكثر من سلاح، وهو ما أثار رعب الكيان الاسرائيلي، الذي نحن في صدد تتبع مواقفه وقلقه البالغ جرّاء هذه العمليات الكبيرة.

 

-تثبيت المعادلة-

 

في خضم التداعيات التي خلفّتها عملية إعصار اليمن الثانية، كان لسان حال الكيان الاسرائيلي، التي تكشّفت عبر وسائل إعلامه ومحلليه، أن جرأة اليمنيين تقلق الكيان، بسبب “قدرتهم الممتازة” في مجال الصواريخ والمسيّرات،

 

حيث أصبح تهديدهم ل “إسرائيل” حقيقة واقعية، وهنا ما يؤكد أن معادلة التهديد للكيان الاسرائيلي أصبحت ثابتة، على هامش “عملية إعصار اليمن الثانية”.

 

إلى ذلك تواترت الاعترافات الاسرائيلية التي نقلتها قنوات إعلامية، بأن جهات أمنية “إسرائيلية” تقدر أن “ميناء إيلات” و”مفاعل ديمونا” وأهدافاً أخرى في الكيان الإسرائيلي سوف تكون ضمن بنك أهداف اليمنيين، ولعل خوض الصهاينة في هذا الحديث الذي يوضح مكامن قوتهم، ناجم عن تحليلهم لمعطيات الضربات الأخيرة على الإمارات والسعودية.

 

الإعصار الثاني لليمن، أجبر الصهاينة أيضاً على الاعتراف، أن لدى اليمنيين قدرات ممتازة، وأنهم قادرون على إطلاق صواريخ وطائرات مسيرة لمدى 2000 كم، مع تحقيق إصابات دقيقة، بحسب ما نقلته وكالات وصحف، وفي هذا الشأن يعلم الكيان الاسرائيلي نفسه أن هذه الأسلحة جرى تصنيعها بأيادٍ يمنية، فهو من يقف خلف عدوان وحصار شامل على اليمن منذ قرابة سبع سنوات. ..

 

-الإعصار مستمر..

 

الصهاينة في سياق حديثهم المستمر على خلفية إعصار اليمن الثانية، أكّدوا في قنواتهم أن الهجوم على الإمارات كان تحذيرياً – حد وصفهم، وأن لدى اليمنيين القدرة على ضرب أهداف أكثر حساسية في الإمارات، وهو ما سيحدث بالتأكيد، ومن يتابع تحذيرات قائد الثورة قبل سنوات للإمارات، ومن بعدها تحذيرات القوات المسلحة، يعلم بمدى خطورة مستقبل الإمارات، الضالعة في العدوان، تنفيذاً لرغبات العدوين الأمريكي والاسرائيلي.

 

صحف ومواقع إخبارية تناقلت تصريحات لرئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية السابق “عاموس يدلين” أكّد فيها أن التهديد الذي طال الإمارات سيطالهم، داعياً إلى تشكيل تحالف صهيوني إماراتي أمريكي لمواجهة التحدي من اليمن، مغيّباً لحقيقة أنه لو لم يكن هناك تحالف العدوان السعودي الإماراتي، الذي يشن عدواناً على اليمن، لما نفّذت القوات المسلحة هذه الضربات النوعية.

 

مثلما اعتبر المعلقون الصهاينة استهداف القوات المسلحة للعمق الإماراتي أسوأ الكوابيس التي كان يمكن تخيلها، بحسب ما نقلته وسائل إعلام محلية، كان الأمر كذلك بالنسبة للجنود الأمريكيين المتواجدين بقاعدة الظفرة، وهم من كشفت القيادة الوسطى الأمريكية وضعهم حال “عملية إعصار اليمن الأولى”، حيث أكّدت أن قواتها في الإمارات اضطرت للاختباء بسبب تهديد جراء الهجوم الذي شنته القوات المسلحة قبل أسبوع.

 

من خلال تتبع الحالة السياسية والعسكرية والإعلامية التي لحقت بالكيان الاسرائيلي، جرّاء الإعصارين اليمنيين الأخيرين، اللذين دكّا أهدافاً حساسة في الإمارات والسعودية، اتضح ارتفاع وتيرة الهلع والرعب من امتداد الأعاصير اليمنية إلى الكيان الإسرائيلي، بحسب المعطيات المتوافرة على الساحة.

 

بعيداً عن كل التوقعات، تظل المعادلة المفروضة من قبل اليمن هي تلك التي أعلنها قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، في خطاب له بمناسبة المولد النبوي الشريف حين قال بالنص “إذا تورط الكيان الإسرائيلي في أي حماقة ضد شعبنا، فإن شعبنا لن يتردد في إعلان الجهاد في سبيل الله ضد هذا العدو، كما لن نتردد في توجيه أقسى الضربات الممكنة لاستهداف الأهداف الحساسة جداً على الكيان الإسرائيلي”.

 

إلى ذلك، ان معادلة الحرب الإقليمية التي أعلنها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في يوم القدس العالمي، وفي حالة ارتكاب العدو لحماقة قد تكون اليمن هي البوابة التي تنطلق منها الحرب الإقليمية التي سيشهد فيها العالم نهاية الكيان الإسرائيلي الغاصب وتحرير القدس.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com