سباعية الصمود.. وماذا بعد؟
سباعية الصمود.. وماذا بعد؟
سبعة أعوام وشعب الإيمَان والحكمة يواجه ويتصدى لأعتى وأشرس عدوان غاشم شنته دول التحالف بقيادة السعوديّة والإمارات وخمسة عشر دولة أُخرى وبرعاية أمريكية بريطانية وغربية، في عدوان سافر حمل معه كُـلّ أشكال وصور الإجرام والدمار.
وعزز هذا العدوان بحصار خانق لجميع المنافذ البحرية والجوية والبرية، فيما خلف هذا العدوان الغاشم الظالم دماراً شاملاً لكل مقومات الحياة تسببت معها معاناة ومأساة إنسانية لشعب بأكمله قل أن يوجد لها نظير في عصرنا الحالي.
واليوم ونحن نتأهب، قادمون في العام الثامن للصمود والتصدي لهذا العدوان والحصار نقف بإجلال وإعزاز وثبات أمام ما تحقّق من إنجازات وانتصارات لشعبنا خلال السنوات السبع من الصمود في جرد استثنائي دوّنه التاريخ وسطّره شعبنا على صفحاته بحبر التضحيات وقلم الوعى والإيمَان.
إنه صمود بالجهد والعمل والتحَرّك المسؤول والبذل والعطاء، إنه صمود صنع وحقّق الانتصارات والإنجازات وحطم حاجز الصدمة والجمود، وضرب به شعبنا وقيادتنا أعظم الأمثلة في مواجهة المعركة وإدارتها وتقطيع أوصال العدوّ على مراحل حتى بات اليوم لا يملك من زمام المبادرة العسكرية سوى تلقي الضربات الموجعة التي يوجهها إليه مجاهدو الجيش واللجان مع كُـلّ عملية كبرى سواء في ميادين الداخل أَو العمق السعوديّ والإماراتي.
هذا الصمود الأُسطوري للشعب اليمني أمام هذا التحالف المجرم أسقط على الواقع الإنساني والدولي حالة اربكت معها كُـلّ المتابعين والمراقبين لهذا العدوان والحصار وأزعجت العدوّ حتى بات اليوم في مستوىً هابِطٍ ومتدنٍّ وعاجِزٍ عن أي تحَرّك نحو الخروج من الورطة الكبيرة التي وقع فيها عندما شن عدوانه وحصاره على شعبنا وبلدنا.
ولا أبالغ إن قلت: إن صمود الشعب اليمني عكس حقائق مؤلمة لعالم اليوم في إفلاسه الأخلاقي والإنساني والقيمي تجاه ما يعانيه من ظلم وعدوان وحصار، وتجلى هذا الإفلاس وبرز في مواقفه وصمته وتبلده أمام تلك الجرائم البشعة التي ارتكبتها أمريكا وأدواتها في حق شعبنا وبلدنا والتي قطعاً لن تسقط بالتقادم ولن يتجاهلها التاريخ.
أخيراً: علينا أن ندرك أنه ما كان ليكون صمود شعبنا طيلة سبع سنوات أمام هذا العدوان المهول لولا رعاية وعناية وعون الله سبحانه وتعالى، وتضحيات الشهداء والجرحى واستبسال وثبات المجاهدين في كُـلّ الميادين والجبهات العسكرية ووعي شعب الإيمَان والحكمة الذي حظي بعناية إلهية وهبت له قيادةً قرآنيةً وعَلَمًا من أعلام الهدى جسّد المشروعَ القرآني في واقع شعبنا وقاد من خلاله المعركة بنظرة قرآنية في كُـلّ الجبهات العسكرية والاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية وفي جميع القضايا التي واجهتنا في كُـلّ المسارات والمراحل المختلفة عبر سنوات وأعوام العدوان والصمود أمامه والتصدي له، ولقد كان وما زال لقائد الثورة الدور المحوري كقائدٍ قرآني قاد هذه المرحلة بروحية ونهج المشروع القرآني الذي ساهم بقوة في توجيه وترسيخ الوعي الشعبي للصمود في وجه العدوان والتحَرّك في التصدي له وبات معه للصمود اليماني الإيمَاني هُــوِيَّة وثقافة وسلاح فتَّاك في معركة الحرية والاستقلال.