حملة الإرشاد المجتمعي الزراعي تنجز تشكيل 80% من المدارس الحقلية في 13 محافظة
حملة الإرشاد المجتمعي الزراعي تنجز تشكيل 80% من المدارس الحقلية في 13 محافظة
تستمر لليوم الثامن على التوالي الحملة الوطنية للإرشاد المجتمعي والتي ينفذها فريق الإرشاد الزراعي الوطني في أكاديمية بنيان للتدريب والتأهيل في 28 مديرية نموذجية في 13 محافظة هي الحديدة وإب والمحويت وعمران وذمار حجة وصعدة وصنعاء والامانة وتعز وريمة والجوف ومارب.
وتهدف الحملة إلى تشكيل المدارس والمجالس الزراعية الحقلية لعدد 272 مدرسة حلقية، وإقامة 272 جلسة إرشادية متعددة الأغراض في الجانب النباتي والحيواني والبيئي لترشد المزارعين إلى الحلول المناسبة للمشاكل والمعوقات التي تواجه النهضة الزراعية في القطاع النباتي والحيواني، وتساهم في خلق وعي مجتمعي ينهض إلى توفير بيئة إنتاجية تحقق التنمية المستدامة على طريق الاكتفاء الذاتي وتعزيز الأمن الغذائي.
وأوضح منسق الإرشاد المجتمعي الزراعي بأكاديمية بنيان للتدريب والتأهيل المهندس يوسف صبرة أن الحملة تأتي ضمن خطوات اللجنة الزراعية والسمكية العليا ووزارة الزراعة والري ومؤسسة بنيان التنموية في تأكيد أهمية التوكل والاعتماد على الله، واستغلال الموارد والطاقات والإمكانيات البشرية من طلاب كليات الزراعة والمرشدين الزراعين وفرسان التنمية في تحقق التنمية المستدامة وتحقيق الاكتفاء الذاتي عبر الارشاد الزراعي والذي يعمل على التحسين من العمليات الإنتاجية وتحسين من جودة المنتج والاستغلال الموارد الطبيعية المتاحة، وتعميم وترسيخ ثقافة العمل الطوعي، وإحياء المبادرات والمساهمات المجتمعية، لإحداث تنمية زراعية شاملة ومُستدامة.
وأشار إلى أن نجاح أعضاء فريق الإرشاد الزراعي الوطني في اداء مهامهم في الميدان يحسب إلى قوة تفاعل شركاء التنمية والسلطات المحلية والإشرافية في المديريات المستهدفة والجمعيات التعاونية والوجهاء والأعيان والشخصيات الاجتماعية في تذليل السُبل الكفيلة بإرساء مقومات وعوامل تحقيق التنمية الزراعية في عموم عزل وقرى المديريات.
ونوه بأهمية المدارس الحلقية في تقوية دور الارشاد المجتمعي الزراعي من أجل تحسين جودة المنتج الزراعي وصولا إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي، وإرساء وتوظيف مقومات وعوامل النهضة التنموية.
أعضاء فريق الارشاد الوطني بدورهم عرفوا المدارس الحقلية بأنها مدارس بلا جدران فصولها ومادتها التعليمية هي الحقول الزراعية، والمنتسبون إليها هم المزارعون، ومنهجها هو الأسلوب الإرشادي الذي يعد كنوع من أنواع تعليم الكبار، معلموه هم ذوو الخبرات الزراعية، وتتوسط المدرسة الحقلية من حيث الموقع حقول المزارعين المنتسبين إليها ويختار لها م 20 إلى 25 مزارعا من الراغبين على أن يجتمع أعضاء المدرسة مرة كل أسبوع لمدة لا تقل عن ساعة ولا تزيد عن ساعتين خلال المواسم الزراعية، ويقوم بالتدريب ميسر عن كل مدرسة حقلية يتم تزكيته من بين المزارعين المنتسبين إليها او من فرسان التنمية او من المرشدين الزراعيين والذين تلقوا من قبل قسطا من التدريب، ويعاونهم في ذلك اخصائيون بالمواد الفنية، ويتولى المنسقون مهمة الإشراف على المجموعات الحقلية في العزل والمديريات.
وأوضحوا أن أهمية دور المدارس الحقلية تكمن في كونها ستعمل على إرساء مقومات النهضة الزراعية، باعتبارها النواة الإرشادية والتوعوية لاستنهاض وتوظيف الإمكانيات والطاقات المجتمعية، والاستعداد التام لتدشين الموسم الزراعي وتحسين جودة المنتج الزراعي المحلي.
واشاروا إلى أن من أهم سمات منهج مدارس المزارعين هو التعلم من خلال الممارسة، وأن الحقل هو مصدر المواد التدريبية، وهو ما يوفر تعدد في الخيارات وفاعلية في الاتصال وبناء روح العمل الجماعي، وتقوية العلاقة بين المزارعين والإرشاد والبحوث.
وقالوا أن مهمتهم في الميدان تقتصر على زيارة مجاميع من المزارعين بغرض إرشادهم إلى أهمية الاكتفاء الذاتي ودعم المبادرات المجتمعية وأهمية الانتساب إلى الجمعيات التعاونية الزراعية، وتوضيح مميزات الانضمام إلى الجمعيات وما ستقدمه من تسهيلات للمزارعين في مجال زراعة وتسويق الحبوب والبقوليات لغاية خفض فاتورة الاستيراد، وحث المزارعين على التعاقد مع الجمعيات التعاونية الزراعية الفاعلة وفق برنامج وسياسات التنمية على هدى الله، والاهتمام بتنظيف السواقي والسدود من مخلفات السيول والاهتمام باستصلاح الأراضي القابلة للزراعة.
ولفت أعضاء الفريق إلى أنه على الرغم من الصعوبات التي واجهت أعضاء فريق الارشاد الوطني في الميدان كصعوبة التواصل مع المزارعين لجمعهم في نهار رمضان، ووعورة وتباعد الطرق بين القرى والعزل ناهيك عن كلفة الوصول إليها مما جعل الوقت غير مناسب وغير كاف، بل واستوجب تكوين أكثر من مدرسة في العزلة الواحدة، أضف إلى ذلك أن قلة الفرسان والمهاجرين والمرشدين في بعض القرى وانعدامهم في البعض الآخر جعل الفريق يصطدم بضعف الوعي المجتمعي بمفهوم المشاركة المجتمعية في التنمية والاقتصاد المجتمعي المقاوم.
إلا أن أعضاء الفريق أكدوا نجاح الحملة في تحقيق هدفها، مؤكدين نجاح تشكيل أكثر من 70% من إجمالي المدراس في عموم المديريات المستهدفة،
وناشد أعضاء الفريق السلطات المحلية والاشرافية والجمعيات في المديريات بذل المزيد من الاهتمام تجاه تفعيل المدارس الحقلية من خلال الترتيب العاجل لعقد دورة الميسرين المختارين في مدارس العزل الحقلية، منوهين بأهمية استنفار كل الجهود لتحويل الصعوبات إلى فرص، والعمل وفق توجيهات الله، والقيادة الثورية والسياسية، وموجهات اللجنة الزراعية والسمكية العُليا، ومشروع الرئيس الشهيد الصماد “يدٌ تحمي ويدٌ تبني” بما يضمن تحقيق الأهداف التنموية المنشودة، كون اليمن أرض طيبة وحاضنة لمقومات التنمية.
من جهتهم أشاد أعضاء في السلطات المحلية والإشرافية والشخصيات الاجتماعية والأعيان في المديريات المستهدفة بدور مؤسسة بُنيان التنموية، وجهودها المبذولة في سبيل النهوض بالمديريات تنموياً وخدمياً وزراعياً من خلال ما تقوم به من تأهيل وتدريب على مهارات وفنون تحفيز وتفعيل المجتمعات المحلية بما يخلق مجتمع واع ومقتدر على استغلال الامكانات المتاحة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي.
وأكدوا أنهم سيعملون على تعزيز الشراكة بين مختلف فعاليات السلطات المحلية والفعاليات المجتمعية والمجتمع الزراعي بما يضمن تمهيد كل الصعوبات أمام المدارس الحقلية وتهيئة الظروف المناسبة أمامها لأداء واجباتها وتحقيق الهدف المنشود من انشائها.