هل أسلمت الديموقراطية !!! … أم كفر السلفيون ؟؟
يمني برس :
عدنان قاسم علي قفله
إن القرآن الكريم هو مصدر التشريع للدين الإسلامي ، وهو صالحٌ لكل زمان ومكان ، ولا يتغير بتغير الزمان ولا يتحول بتحول المكان، وما حَرِّمَةُ لا يمكن أن يُحَلِله وما أَحَلَّه لا يمكن أن يحرمه لتغير الزمان أو المكان أو لظروف معينة، وبالتالي فإن أي مذهب من المذاهب الإسلامية يجب أن يكون منطلقًا على هذا الأساس ومن القرآن الكريم وليس من غيره وإلا فهو ليس إسلاميًا .
فقد سمعنا وشاهدنا تأسيس ما يسمى بحزب الرشاد اليمني السلفي الذي عُقد له مؤتمر وفتحت له المقرات ، وكما هو معروف فقد كان السلفيون يُحرمون الأحزاب ويعتبرونها كفرًا بالله ويحرمون الديموقراطية ويعتبرونها شركًا بالله، والدليل على ذلك أن الحجوري نشر كتاب اسمه (الباعث) اعتبر فيه أن الديموقراطية كفر وكل من أنخرط في العملية الحزبية كافر ولا تقبل له صلاة ولا يجوز الصلاة خلفه، كما أعتبر فيه أن الوحدة شرك بالله وسبب كل كفر في اليمن لأنها توحد مع بعثيين وكفار ! ولمثل هذه الفتاوى استبيح الجنوب وأهله وانتهكت أعراضهم وسُلبت حقوقهم وأحتُلت أراضيهم، ليس هذا فحسب فقد أمتد التكفير إلى العلماء الذين يمارسون العمل الحزبي من مختلف المذاهب حتى وصل إلى الوهابيين الذين عملوا تحت مظلة ما يسمى حزب الإصلاح ، وألف الحجوري كتاب ( البركان لنسف جامعة الإيمان) أو قريبًا من هذه التسمية وطلب من الزنداني التوبة إلى الله والرجوع إلى الإسلام بعد أن أرتد عنه بدخوله في العمل الحزبي.
ثم في هذه الأيام سمعنا جميعًا تأسيس حزب الرشاد السلفي اليمني وعقد له مؤتمر وبدعم دولي وإقليمي وتزامن هذا التأسيس مع انخراط السلفيين في مصر في العمل السياسي وأيضًا بدعم دولي وبمال سعودي.
مما يثير الكثير من التساؤلات المهمة مثل :
لماذا في هذا الوقت بالذات دخل السلفيون في العملية السياسية كأحزاب؟ في بلدان مختلفة وقد كانوا يكفرون من يقوم بهذا؟
ولماذا يحصلون على دعم دولي وإقليمي لهذا العمل؟
وما هي تبعات هذا التوجه الجديد لهم على الأمة مستقبلاً؟
أسئلة كثيرة تطرح نفسها وتثير الاستغراب في آن واحد.
وهل هناك تحرك أمريكي من خلف الستار وراءها باسم الدين؟
لأن (الإخوان ) قد تشوهت نظرت الأمة إليهم بالذات في اليمن ، فهل هناك تحرك أمريكي باسم هؤلاء السلفيين ؟
لا سيما وأنه ومن خلال دراسة المواقف تاريخيًا فقد توحدت نظرة الأمريكيين والسلفيين في كثير من الأشياء .
فقد كفروا كل من يقوم بعملية انتحارية في إسرائيل واعتبروه قاتلاً لنفسه وهو في النار.
وتوحدت نظرتهم تجاه الشيعة.
وتوحدت نظرتهم تجاه إيران.
وتوحدت نظرتهم تجاه حركات المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق .
وتوحدت نظرتهم تجاه ما يجري في سوريا.
وتوحدت نظرتهم تجاه هذه المسيرة القرآنية العظيمة.
فهل هناك توحدًا سياسيًا جديدًا في اليمن ؟؟؟؟؟؟؟؟