نجيب محمد العنسي : أزمـــــة أخـــلاق ..!
يمني برس _ أقلام حرة
بقلم / نجيب محمد العنسي
قيل ان اليابانيين في المناطق التي اجتاحها التسونامي كانوا يخفضون من مشترياتهم التموينية الى أدنى حد ، حرصا من المواطن كي لا تنفذ امواد الغذائية من المتاجر وبالتالي لا يستطيع الآخرون الحصول على ما يسد رمقه أما في بلادنا فعلى النقيض تماماً .
نجد أن كثيراً من الناس ينتهجون سلوكاً شاذاً عن أخلاقيات الإسلام التي يدعون الانتساب اليه ، وقيم التكافل التي طالما كانت جزء اصيل من قيم وعادات اليمنيين.
فحتى قبل ان توجد ازمة و نقص في المواد الغذائية وجدنا البعض يهرع لشراء كميات تفوق معدل استهلاكه ، إضافة الى ما لديه من مخزون في منزله، بل ويتمنى ان يحصل على. كل ما غي الاسواق من مواد غذائية ، ولو استطاع شراءها لما تردد ، ويتحسر حين يعلم ان احداً من الناس غيره قد حصل على ما يشبع جوعه .
هذه النماذج من البشر موجودة ونشاهدها كل يوم ، وهي من تصنع الأزمات بسبب شعها وبعدها عن التوكل على الله وانانيتها.. وهم لايتوقعون – دائما – إلا حدوث الأسوأ ، فبرغم ان الجهات الرسمية والتجار قد اكدوا ان في البلاد مخزوناً هائلا من المواد الغذائية الأساسية ، وان اليمنيين قادرين بعون الله على كسر الحصار الجائر ،إلا ان من الناس من لايصدق سوى هواجسه ونفسه التي جبلت على توقع الشر ، وبدافع من الجشع وانعدام الانسانية.
وفي جانب المشتقات النفطية ، فإنك ترى الطوابير لا تنتهي امام محطات الوقود ،. ولم تم تزويدالمستهلكين بأضعاف احتياجاتهم فإنها سرعان ما تنفد وتبقى الطوابير على حالها ، وتلدليل ما صرحت به شركة النفط قبل ايان من انها زودت العاصمة بمخصصها من المشتقات النفطية لشهر كامل ، فنفذت في ستة ايام ، وبقت الطوابير بذات الكثافة ، وغالباً من نفس الأشخاص الذين يشترونه ويكنزونه ثم يتاجرون به في السوق السوداء لتمتليء. جيوبهم بمعاناة الناس . اضافة الي ما يقترفه هؤلاء من عدوان يضاهي عدوان آل سعود ، فان لهم شركاء في صنع الأزمة وهم التجار من مالكي محطات الوقود ، الذي نجزم انهم صاحب النصيب الأكبر مت السوق السوداء والصفراء. فهم يخفون الوقود عن من يحتاجه ، حتى يبيعونه في تلك الاسواق باسعار مضاعفة. فأذا كنا هكذا كمجتمع ، نتصرف بهذه الطريقة ، أو نسكت عن من يتصرف هكذا ، فقد كتبت نهايتنا.. وحسبنا من الخسران اننا فقدنا اخلاقنا وقيمنا ، وهو النذير الصادق لنهايتنا ، كما يقول الشاعر: انما الامن الأخلاق ما بقيت.. فإن هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا