نجيب العنسي : متى تبدأ المعركة ؟
يمني برس _ أقلام حرة
بقلم / نجيب العنسي
ليس ترفاً ولا نزقاً ما يقوم به الجيش اليمني اليوم ومعه اللجان الشعبية من حرب على الإرهاب ، ولاوهو خيار يمكن العدول عنه ، ولا حتى تأجيله . لكن ما يجب ادراكه هو ان اﻹﺭﻫﺎﺏ ﻟﻴﺲ ﻛﻴﺎﻧﺎً ﻣﺎﺩﻳﺎً ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻴﺲ ﺟﻴﺸﺎً ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺒﺮ ﺧﻮﺽ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻣﺎ. ﻟﻜﻦ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﻓﻜﺮ ﺧﺒﻴﺚ ﻭﻋﻘﻴﺪﺓ ﻣﻨﺤﺮﻓﺔ ﺗﺴﺮﻱ ﻓﻲ ﺟﺴﺪ ﺍﻷﻣﺔ ﻛﺎﻟﺴﺮﻃﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺌﺼﺎﻟﻪ ﻛﺤﻞّ ٍﻻﺑﺪﻳﻞٍ ﻋﻨﻪ .
ﻟﻘﺪ ﺗﻠﻘّﻰ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻲ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺗﺪﺭﻳﺒﺎ ً ﻋﻠﻰ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻔﺠﻴﺮ ﻋﺒﻮﺗﻪ ﺍﻟﻨﺎﺳﻔﺔ ﻓﻲ ﺃﺟﺴﺎﺩ ﺍﻟبشر ، ﻭﺗﺤﻮﻳﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﺷﻼﺀ، – كما حدث اكثر من مرة في مساجد صنعاء – ﻟﻜﻨﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺗﻌﺮّﺽ ﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ – ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ﺍﻟﺘﺎﻓﻪ – ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﻟﺠﺔ، ﻋﺒﺮ ﻣﺎﻛﻴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻄﺮﻑ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﺄﺩﻭﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﺴﻞ ﻋﻘﻮﻝ ﺿﺤﺎﻳﺎﻫﺎ ﻭﺇﺧﻼﺋﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ .
ﻭﺍﻟﺒﺪﻳﻬﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﺭﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ – ﺇﻥ ﻭﺟﺪ ﺷﻲﺀ ﻣﻨﻬﺎ – ﻭﺑﺎﻟﺘﺰﺍﻣﻦ ﺗﺠﺮﻱ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺇﺣﻼﻝ ﻭﻏﺮﺱ ﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻬﺪﺍﻣﺔ، ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻤﺜﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺃﻥ ﻳﻤﺘﺜﻠﻮﺍ ﻟﺘﻌﺎﻟﻴﻤﻪ، ﻭﻫﻲ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ ﺗﺤﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﻭﺗﺮﻏﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻳﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﺠﺰ ﺍﻟﺮﺅﻭﺱ ﻭﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﺍﻟﻰ ﺟﻮﺍﺭ ﺟﺜﺚ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻏﺎﻟﺒﺎً ﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺮﻯ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺗﺤﺪﻳﺪﺍ ، ً ﻻﻟﺘﻘﺎﻁ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﺘﺬﻛﺎﺭﻳﺔ ﻟﺘﺨﻠﻴﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻧﺠﺎﺯ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻘﺮﺏ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ – ﺑﺤﺴﺐ ﻓﺘﻮﻯ ﺷﻴﻮﺧﻪ – ﺃﻭ ﺑﺎﻷﺻﺢ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻮﺭ ﺍﻟﻌﻴﻦ، ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻋﺪ ﺑﻬﺎ ﻛﺠﺎﺋﺰﺓ ﻭﻣﻜﺎﻓﺄﺓ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ، ﻭﻫﻮ ﺇﻏﺮﺍﺀ ﻭﺩﺍﻓﻊ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ ﻟﻴﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﺇﻟﺤﺎﺡ ﻏﺮﺍﺋﺰﻫﻢ ﺍﻟﻤﻜﺒﻮﺗﺔ .
ﺇﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﻫﺪﻑٌ ﻟﻦ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺇﻻ ﺑﺘﺠﻔﻴﻒ ﻣﻨﺎﺑﻌﻪ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ، ﻭﻫﻲ ﻣﻬﻤﺔ ﻛﺒﺮﻯ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻨﻬﺾ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻭﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ .
ﺇﻥ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻲ بملامحة الداعشية وخلفيته الوهابية ﻻﺯﺍﻝ ﻳﺘﺪﻓﻖ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻭﻳﺴﺘﻘﻄﺐ ﺃﻧﺼﺎﺭﻩ ﻭﻳﺪﻋﻮ ﺍﻟﺒﺎﺋﺴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺠﻬﻠﺔ ﻻﻋﺘﻨﺎﻗﻪ، ﻋﺒﺮ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ، ﻭﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻤﺤﺮﺿﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﺗﺤﺖ ﺫﺭرائع وحجج لا يقبلها العقل ويمجها المنطق ، ولا تعكس سوى شذوذ اصحابها ، ﻭﻻ ﺯﺍﻟﺖ ﺩُﻭﺭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺗﺴﺘﻨﺴﺦ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻤﺪﺕ ﺍﻟﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﻏﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﻮﺩ ﻭﺍﻟﺘﻌﺼﺐ، ﻭﻻ ﺯﻟﻨﺎ ﻛﺸﻌﻮﺏ ﻭﺣﻜﻮﻣﺎﺕ ﻧﺘﺠﺎﻫﻞ ﺍﻟﻤﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺧﻠﻖ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻣﺘﻮﺍﺯﻥ ﻭﻃﺒﻴﻌﻲ ﻟﺪﻳﻪ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻣﻌﻄﻴﺎﺗﻪ ﺑﻤﺎ ﻳﺤﻘﻖ ﻟﻪ ﻭﻟﻤﺠﺘمعة الأمن والاستقرار .