عقيل الشامي : اليمن تتحرر من هيمنة صهاينة العرب.. وإلى الأبد ..!
يمني برس _ أقلام حرة
بقلم / عقيل الشامي
يعتقد البعض أن مشكلة بلدنا اليمن تكمن في أن هناك حرباً إقليمية تدور رحاها في وطننا، وتقودها دول تتصارع على أرضنا بدمائنا ودماء نسائنا وأطفالنا.
وهذا الكلام غير صحيح جملة وتفصيلاً، فمشكلتنا الأساسية منذ زمن بعيد هي في نظام عربي صهيوني بكل ما تحمله الكلمة من معنى، غرسته في خاصرة أمتنا قبل عشرات السنين بريطانيا العظمى، ومنذ ذلك اليوم وحتى هذه اللحظة وهو يعمل بكل خسة ونذالة لدى أسياده البريطانيين وبعدَهم الأمريكيين، ويُمكّنهم من ثروات هذه الأمة والتي تقدر بمليارات المليارات، ويدفع جميع فواتيرهم باهظة الثمن في كل ما يقومون به من تدمير وتفكيك وإفساد لأوطاننا خدمة لهم ولربيبتهم في المنطقة (إسرائيل).
هذا النظام العميل المجرم يسكن بجانبنا، ويعتبرنا حديقته الخلفية، ويعيث في بلدنا فساداً وإفساداً وإضعافاً وإفقاراً وتجهيلاً ووو… منذ عشرات السنين. وذلك عن طريق أياديه القذرة في الداخل – للأسف الشديد – من الحكام والمسؤولين والقادة العسكريين والمشائخ القبليين ومشائخ الدين.
وعندما ظهر في الساحة اليمنية طرفٌ لا يستسيغُه ذلك النظام المجرم، ولا يروق له؛ لأنه ينوي قطع يده القذرة عن هذا البلد الطيب، أصدر أوامره إلى عملائه الخونة في الداخل بسرعة القضاء على ذلك الطرف بأي ثمن كان.
وعندما عجزت جميع الأدوات الداخلية عن تنفيذ أوامر أسيادها، واكتسحها ذلك الطرفُ الأصيل غير المرغوب فيه نهائياً، اضطر عملاء الصهيونية العالمية آل سعود أن يباشروا المعركة بأنفسهم، ظناً منهم أنهم قادرون على تحقيق ما عجز عبيدُهم عن تحقيقه.
ولكنهم بدأوا الآن – وبعد فوات الأوان – يدركون فداحة الخطأ الذي ارتكبوه بقرارهم الدخول في مواجهة مباشرة مع أعدائهم في اليمن.
فرغم الحصار المطبق الخانق جواً وبراً وبحراً، ورغم القصف العنيف المكثف على مختلف المناطق لأكثر من مئة يوم، ورغم دعمهم اللامحدود لعملائهم ومرتزقتهم في الداخل بالمال والسلاح والغطاء الجوي والمعلومات الاستخباراتية واللوجستية، ورغم جلبهم لعشر دول تحالفت معهم في عدوانهم، ورغم وقوف معظم الدول العظمى معهم، وخروج قرار لمجلس الأمن مؤيد لهم، ورغم قتلهم وجرحهم للآلاف من الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ، وارتكابهم أبشع المجازر في حق الإنسانية على مرأى ومسمع العالم الصامت صمتاً مطبقاً.
رغم كل ذلك لم يستطيعوا حتى هذه اللحظة – ولن يستطيعوا بإذنه تعالى – أن يحققوا ولو هدفاً واحداً من أهدافهم المعلنة وغير المعلنة.
ونحن متفائلون جداً أنهم لن يحققوا شيئاً من أهدافهم، وأن أياديهم التي قُطعت عن بلدنا لن ترجع أبداً، مهما قصفوا وسفكوا ودمروا وخرّبوا وعربدوا واستكبروا وتجبّروا، فكل ذلك لن يفيدهم شيئاً، وسينتهي عدوانهم الظالم هذا بالذل والخزي والعار عليهم وعلى كل من ساندهم في الداخل وفرح بعدوانهم.
بل إن جميع المعطيات تشير إلى أن آل سعود قد دقوا بعدوانهم المباشر علينا أول مسمار في نعش حكمهم، ومن كان مستغرباً لهذا الكلام فما عليه إلا الانتظار..
والأيام بيننا…