“عمقة هوزان” في حراز .. جهود ومبادرات إيجابية لدعم ثورة البُن
“عمقة هوزان” في حراز .. جهود ومبادرات إيجابية لدعم ثورة البُن
تشهد منطقة عمقة – المشهورة بزراعة أجود أنواع البُن – في عزلة هوزان بمديرية مناخة محافظة صنعاء جهوداً ومبادرات مجتمعية في طريق تحقيق التنمية الزراعية، وترجمة الرؤى والتوجّهات لدعم ثورة البُن.
وتمثل المبادرات والمشاريع، التي أُنجزت والجاري تنفيذها بالتعاون والتنسيق بين أبناء المنطقة ومنظمة “يمن 30” وعضو المجلس المحلي أحمد الرميم، بارقة أمل لتحفيز وتشجيع المزارعين بعد سنوات طويلة من الحرمان.
وظل مزارعو حقول البُن من أبناء المنطقة يكابدون مرارة وصعوبة التنقل وإيصال الخدمات صعوداً وهبوطاً مشيا على الأقدام واستخدام الدواب، نظراً لعدم توفّر طرق مناسبة للعبور فيها، إذ شكّل مشروع شق الطريق الجبلي الوعر للمنطقة -خلال السنوات الأخيرة- خطوة إيجابية، وبشرى لأبناء القرية الذين لم يتوقعوا تحقيق ذلك.
مفردات الأمل لتغيير حالة اليأس نسجت خيوطها في عزائم الرجال بقيادة محلية، صنعت من سنوات القهر بوادر عمل ملموسة لخارطة طموحة تسير نحو مسارها السليم عقب إنجاز شق الطريق، الذي مثل المعضلة الأبرز أمام أبناء قرية عمقة، ليشرق الأمل من جديد، وتتسع آفاقه في المدرجات الزراعية لحقول البُن.
مصفوفة التطلّعات تجاوزت الأساليب البدائية لزراعة وإنتاج محصول البُن، والانتقال نحو طرق حديثة في تجفيفه، وبدء تسويقه وفقاً لمعايير طلب بيعه عالمياً، ومثلت هذه الخطوة حافزاً آخر للمزارعين الذين يسعون بكل الطرق لإيجاد مشاريع تساعدهم على ري مزارع البُن وعدم الاكتفاء بما تجود به مواسم الأمطار لتغذية آبار المياه، التي لا تلبث أن تجف سريعاً.
بين الماضي والحاضر ركائز عمل مشتركة وفرص لتحقيق النجاح وحصد الثمار، التي تتضافر فيها جهود الجميع لبلوغ غاية آمال مزارعي البُن في منطقة عمقة، التي تقع أسفل قرى متعددة في عزلة هوزان، بما تزخر به من أراض زراعية خصبة، ومقومات ملائمة لزراعة هذا المحصول النقدي المهم، لتتجه الجهود إلى الاستفادة الفعلية بما يمنّ الله على البلاد من أمطار.
أثمرت الجهود في طريق دعم ثورة البُن بإنشاء مشتل لزراعة شتلات البُن، يتسع لأكثر من مليوني شتلة، ويحتوي على سلالة البُن اليمني الأصيلة المسمى ببُن “أربيكا “، يضم أجود الأنواع المسمى “جعد جفيني”.
حيث تم دراسة موقع المشتل من قِبل خبراء وزارة الزراعة، وتم افتتاحه وتكريم القائمين عليه، اعترافاً بالتميز في إنتاج شتلات البُن الأجود.
ما يزال أمام أبناء منطقة عمقة كثير من الصعاب والتحديات المادية لتحقيق نقلة نوعية في زراعة وإنتاج وتسويق محصول البُن، وصولاً إلى الاستفادة الفعلية، وأبرزها الاحتياج لمشاريع سدود وحواجز مائية تلبي احتياج مزارعهم من المياه، في حين أن الأحلام لا تموت مع توفّر الإرادة والإدارة والقيادة والوعي المجتمعي بأهمية تحقيق الأمل.
وتتجه الجهود الراهنة إلى أعمال تنفيذ مشروع بناء أكبر حاجز مائي على مستوى حراز في عمقة الذي تموله منظمة ‘يمن 30″ بمشاركة مجتمعية طوعية للأعمال الإنشائية، ويبلغ طوله أكثر من 100 متر، وعرض مرتفع الحاجز 70 متراً، وأسفله يبدأ من 15متراً، سيسهم في خدمة زراعة الآلاف من أشجار البُن.
يرافق مشروع بناء الحاجز مشروع آخر بمشاركة مجتمعية، وتعاون عضو المجلس المحلي الرميم، يشمل إعادة تأهيل الطريق من أسفل القرية إلى أعلى الهرم المؤدي إلى قرى هوزان، باتجاه مركز مديرية مناخة، كمرحلة أولى للانطلاق نحو رص وتعبيد الطريق.
وأكد عضو المجلس المحلي ورجل المبادرات في المنطقة، الرميم، الحرص على تنفيذ مشاريع تخدم المصلحة العامة، وتعم فائدتها زراعة محصول البُن، ودعم أبناء عمقة في إيجاد الخدمات المساندة للتنمية الزراعية.
وثمن جهود منظمة “يمن 30” للتنمية وأعمالها الإنسانية في تقديم الدعم للعمل التنموي المجتمعي، لتشجيع زراعة البُن وترسيخ ثقافة المبادرة، تجسيداً لشعارها التنموي.
واعتبر الرميم مشروع بناء حاجز مائي، في هذه المنطقة المحرومة من الخدمات الأساسية والمشاريع، إنجازا نوعيا لتلبية متطلبات النهوض بالقطاع الزراعي، واستصلاح الأراضي المهملة، والتوسع في زراعة البُن.
ونوّه بما تحقق للقرية من نجاح في إنشاء مشروع مشتل الأمل لزراعة وتسويق وتوزيع شتلات البُن لعدد من المحافظات.
فيما عبّر مزارعو منطقة عمقة عن امتنانهم لقيادتي السلطة المحلية في المديرية، ومنظمة “يمن 30″، وتعاونهم وإسهامهم في دعم المشاريع الخدمية.. مؤكدين تطلّعاتهم لتمويل تنفيذ المشاريع، التي من شأنها مساعدتهم على تطوير زراعة البُن.
المصدر/ وكالة سباء/